اعتقال عشرات الإسرائيليين للاشتباه بتجسسهم لصالح إيران

time reading iconدقائق القراءة - 5
أفراد من الشرطة الإسرائيلية في موقع حادث بتل أبيب. 19 يوليو 2024 - REUTERS
أفراد من الشرطة الإسرائيلية في موقع حادث بتل أبيب. 19 يوليو 2024 - REUTERS
تل أبيب-رويترز

اعتقلت السلطات الإسرائيلية نحو 30 إسرائيلياً يعملون في 9 خلايا سرية، ومعظمهم يهود، للاشتباه بأنّهم تجسّسوا لصالح إيران، وفق ما نقلت وكالة "رويترز" عن 4 مصادر أمنية إسرائيلية.

وقال جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" إن من بين الأهداف، التي لم تتحقق للخلايا المزعومة، اغتيال عالم نووي إسرائيلي ومسؤولين عسكريين سابقين، في حين جمعت إحدى مجموعات التجسس معلومات عن قواعد عسكرية ودفاعات جوية.

وذكر الشاباك والشرطة الأسبوع الماضي، أن فريقاً مكوناً من أب وابنه نقل تفاصيل عن تحركات لقوات إسرائيلية، بما في ذلك في هضبة الجولان المحتلة، حيث يعيشان.

وقالت المصادر الأربعة، التي تضم مسؤولين عسكريين وأمنيين حاليين وسابقين، إن الاعتقالات جاءت بعد جهود متكررة من عملاء استخبارات إيرانيين على مدى عامين لتجنيد إسرائيليين من المواطنين العاديين، لجمع معلومات استخباراتية وتنفيذ هجمات مقابل المال.

وقال شالوم بن حنان، وهو مسؤول كبير سابق في الشاباك إن "هناك ظاهرة كبيرة هنا"، في إشارة إلى ما أسماه العدد المفاجئ من المواطنين اليهود الذين وافقوا على العمل لصالح إيران ضد إسرائيل، من خلال "جمع المعلومات الاستخباراتية أو التخطيط للتخريب والهجمات".

وذكرت الشرطة والشاباك أن اثنين على الأقل من المشتبه بهم ينتمون إلى مجتمع اليهود المتشددين دينياً في إسرائيل.

"أخطر الأنشطة ضد إسرائيل"

وعلى النقيض من عمليات التجسس الإيرانية في العقود السابقة، على غرار تجنيد رجل أعمال بارز ووزير سابق في الحكومة الإسرائيلية، فإن معظم الجواسيس المشتبه بهم الجدد أشخاص مهمشون في إسرائيل، ومن بينهم مهاجرون وصلوا حديثاً وهارب من الجيش ومدان بجرائم، وفق ما أوردت "رويترز" عن مصادر وسجلات قضائية وتصريحات رسمية.

وزعم جهاز الشاباك أن "الكثير من نشاط المشتبه بهم كان يقتصر على نثر شعارات معادية لنتنياهو أو للحكومة على الجدران، وإلحاق الضرر بسيارات".

ومع ذلك، فإن حجم الاعتقالات وتورط مثل هذا العدد من اليهود الإسرائيليين تسبب في حالة من القلق في إسرائيل وسط استمرار الحرب على قطاع غزة، وهشاشة اتفاق وقف إطلاق النار مع "حزب الله" في لبنان.

وفي أكتوبر الماضي، قال الشاباك إن أنشطة التجسس الإيرانية تعد "من أخطر الأنشطة التي شهدتها إسرائيل".

وقال بن حنان إن "القرار غير المعتاد بتقديم تقارير علنية مفصلة عن المؤامرات المزعومة، يشكل خطوة من جانب أجهزة الأمن الإسرائيلية لتحذير إيران، وكذلك تحذير المخربين المحتملين داخل إسرائيل بأنه سيتم الوصول إليهم".

وأضاف: "ينبغي تنبيه الجمهور. وينبغي أيضاً تقديم العبرة لمن قد يكون لديهم أيضاً نوايا أو خطط للتعاون مع العدو".

وحققت إسرائيل اختراقات استخباراتية كبيرة على مدى السنوات القليلة الماضية في حرب ظل مع إيران، بما في ذلك قتل عالم نووي كبير. وقال مسؤول عسكري إنه مع الاعتقالات الأخيرة أحبطت إسرائيل "حتى الآن" جهود طهران للرد.

تجنيد عبر وسائل التواصل الاجتماعي

وقالت الشرطة الإسرائيلية في مقطع فيديو نُشر في نوفمبر الماضي، إن وكالات الاستخبارات الإيرانية غالباً ما تجد مجندين محتملين على منصات التواصل الاجتماعي، محذرة من محاولات تسلل مستمرة.

وقالت "رويترز" إنها اطلعت على أحد الرسائل المرسلة إلى إسرائيلي مدني، وذكرت أنها تشير إلى "تقديم مبلغ 15 ألف دولار مقابل الحصول على معلومات".

ونقلت عن مسؤول كبير سابق عمل في جهود إسرائيل لمكافحة التجسس حتى عام 2007، أن "إيران تتصل أيضاً بشبكات المغتربين من يهود دول القوقاز، الذين يعيشون في كندا والولايات المتحدة".

وقالت السلطات الإسرائيلية إن بعض المشتبه بهم اليهود، هم في الأصل من دول القوقاز.

وأضاف المسؤول السابق أن "الأفراد المجندين يتم تكليفهم أولاً بمهام تبدو غير ضارة مقابل المال، قبل مطالبتهم تدريجياً بمعلومات استخبارية محددة عن أهداف، بما في ذلك عن أفراد وبنية تحتية عسكرية حساسة، مدعومين في ذلك بتهديد بالابتزاز".

وأُلقي القبض على أحد المشتبه بهم الإسرائيليين، فلاديسلاف فيكتورسون (30 عاماً)، في 14 أكتوبر مع صديقته البالغة من العمر 18 عاماً في مدينة رامات جان قرب تل أبيب.

وقالت إحدى معارف فيكتورسون لـ"رويترز"، إنه أخبر صديقته أنه تحدث إلى إيرانيين باستخدام تطبيق "تليجرام" للتراسل.

تصنيفات

قصص قد تهمك