دافع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان عن العمليات التي تنفذها إسرائيل في سوريا منذ سقوط الرئيس بشار الأسد، وقال إن إسرائيل تملك الحق في الدفاع عن نفسها في مواجهة المخاطر التي تهدد أمنها.
واعتبر، خلال مؤتمر صحافي في تل أبيب، عقب اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن ما نفذه الجيش الإسرائيلي على الأراضي السورية "محاولة لتحييد التهديدات المحتملة، سواء كانت تقليدية أو أسلحة دمار شامل"، و"جزء من جهود لحماية البلاد في خضم وضع متقلب للغاية".
وذكر سوليفان أن واشنطن تخوض "مشاورات عميقة مع الحكومة الإسرائيلية حول ما سيؤول إليه الوضع، وكيف سيبدو في الأيام والأسابيع المقبلة".
ورفض الإفصاح عن "الخطوط الحمراء" لبلاده، قائلاً: "تعلمت ألا أتحدث عن خطوط حمراء في هذا الجزء من العالم بشكل علني. لذلك، لا أنوي القيام بذلك من هذا المنبر".
وقال سوليفان إن الوضع في سوريا يمثل مجموعة من المخاطر "بما في ذلك احتمال حدوث انقسام في تلك الدولة". وأضاف أن الفراغ في السلطة قد يفسح المجال أمام نمو جماعات إرهابية، وذكر أن السلطة الجديدة في دمشق قد تكون معادية لجيرانها، بما في ذلك إسرائيل. لكنه تابع "كل هذه احتمالات".
وتنقل إسرائيل منذ الانهيار المفاجئ لحكومة الأسد في مطلع الأسبوع قوات إلى المنطقة العازلة على الجانب السوري من الخط الفاصل مع هضبة الجولان المحتلة، كما تنفذ مئات الغارات الجوية لتدمير أسلحة الجيش السوري وعتاده.
وفي أعقاب هروب الأسد من سوريا، ضربت طائرات مقاتلة وسفن حربية إسرائيلية أهدافاً عسكرية، بما في ذلك مقاتلات وطائرات مروحية وسفن عسكرية ومخازن صواريخ ومواقع تصنيع أسلحة، زاعمة أن ذلك لتجنب وقوعها في أيدي فصائل المعارضة.
ونددت دول عدة من بينها فرنسا والإمارات، بالخطوة التي اتخذتها إسرائيل لدخول المنطقة العازلة، لكن سوليفان قال إن الولايات المتحدة تتوقع بدرجة كبيرة أن تكون هذه الخطوة مؤقتة.
محادثات مع تركيا
وقال سوليفان إن الولايات المتحدة تخوض محادثات مع تركيا بشأن الوضع في سوريا، موضحاً: "نحن في محادثات مع أنقرة أيضاً بشأن توقعاتنا، وحول ما نراه كأفضل طريق للمضي قدماً. أعتقد أن هذه المحادثات جادة. إنها مكثفة ومستمرة، وأدت بالفعل إلى بعض النتائج، بما في ذلك التهدئة في منبج التي وقعت عليها تركيا والأكراد بشكل غير رسمي".
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية، الأربعاء، التوصل إلى اتفاق مع قوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا لوقف إطلاق النار في مدينة منبج بشمال البلاد بوساطة أميركية.
وواصل سوليفان حديثه: "كل ذلك متقلب، هش، ويتطلب عملاً ورعاية مستمرين، وهو شيء سنظل يقظين له كأولوية قصوى في المضي قدماً، ولكن لا يمكنني التعليق أكثر من ذلك اليوم".
شراكة مع الأكراد
وأكد سوليفان أن "التزام الولايات المتحدة بالشراكة مع الأكراد السوريين عميقاً وثابتاً"، واعتبر أنهم "كانوا شركاء فعالين جداً في مكافحة الإرهاب"، مضيفاً أنهم لم يقمعوا فقط تهديد داعش، ولكن أيضاً في احتجاز أعداد كبيرة منهم في مرافق الاعتقال شرقي سوريا، وتابع: "نريد التأكد من أن هذا العمل المستمر لا يتعطل".
ولفت إلى التزام الولايات المتحدة بالاستمرار في العمل لهزيمة "داعش"، ودلل على ذلك بشن سلسلة ضربات، الأيام الماضية، على أفراد ومنشآت داعش في صحراء سوريا الوسطى، وأضاف: "ما نعلنه بهذه الضربة هو أننا سنستمر في ضرب أي تهديد من هذا التنظيم حيثما وجدناه، وسنعمل مع شركائنا للقيام بذلك".
وأطاحت فصائل المعارضة المسلحة في سوريا بالأسد مطلع الأسبوع الجاري في هجوم خاطف أنهى أكثر من 50 عاما من حكم بشار ووالده حافظ الأسد بعد حرب أهلية استمرت 13 عاماً.
وتوجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان إلى الشرق الأوسط، الأربعاء، في جولتين منفصلتين لدفع الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة والتأكد من تحقيق انتقال سلس للسلطة في سوريا بعد الإطاحة ببشار الأسد.
وقال مسؤولون أمريكيون إن وزير الخارجية من المقرر أن يزور الأردن وتركيا، بينما سيزور سوليفان إسرائيل وقطر ومصر في الأيام المقبلة.
وتعمل إدارة بايدن، إلى جانب حكومات بالمنطقة ودول غربية، لإيجاد سبل للتواصل مع جماعات المعارضة المسلحة في سوريا، ومنها هيئة تحرير الشام التي قادت الهجوم المباغت، وهي جماعة كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة وصنفتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا والأمم المتحدة منظمة إرهابية.