
قال الجنرال فرانك ماكينزي قائد القيادة المركزية للقوات الأميركية "سنتكوم"، الاثنين، إن "واشنطن ستواصل العمل مع السعودية لتعزيز دفاعاتها الجوية"، مؤكداً أن "هذه أولوية عالية لنا"، مشيداً في مؤتمر صحافي عبر الهاتف، بالدور السعودي في التوصل لحل للنزاع في اليمن.
واعتبر قائد "سنتكوم"، أن الحوثيين "غير جاهزين للتفاوض بشأن إنهاء الصراع في اليمن"، مستنداً إلى استمرارهم في الهجمات على الأراضي السعودية بالصواريخ والطائرات المسيرة.
وبشأن الوضع في العراق، قال الجنرال ماكينزي إن "الهجمات التي تقوم بها الميلشيات في العراق تهدف إلى إخراج الولايات المتحدة"، مضيفاً في الإيجاز الصحافي عبر الهاتف، أن "التهديد عبر تلك الهجمات باستخدام طائرات دون طيار مقلق للغاية".
وازدادت في الأونة الأخيرة هجمات الطائرات المسيّرة ضد مصالح أميركية في العراق، وأعرب مسؤولون عسكريون أميركيون عن قلقهم المتزايد إزاء تلك الهجمات التي تشنها فصائل مدعومة من إيران، للتهرب من منظومات الرصد التي تحمي القواعد العسكرية والمنشآت الدبلوماسية.
وخلال الشهرين الماضيين، استخدمت تلك الفصائل 3 مرات على الأقل، طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات في هجمات ليلية ضد قواعد عراقية، بما في ذلك تلك التي تعتمد عليها وكالة المخابرات المركزية، ووحدات العمليات الخاصة.
التعاون الأميركي السعودي
وتحدث ماكينزي في الإيجاز الصحافي عبر الهاتف، عن التعاون الأميركي السعودي في المجال الدفاعي، موضحاً أن "واشنطن ستواصل العمل مع المملكة لتعزيز دفاعاتها الجوية". وقال "هذه أولوية عالية بالنسبة لنا كما هي للسعودية، لأنهم يتعرضون لقصف متواصل من قبل الحوثيين في اليمن عبر الهجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات الصغيرة دون طيار".
وفي 22 مايو الماضي، أجرت القوات الجوية السعودية، مع القوات الجوية الأميركية، مناورات التمرين المشترك "سراب الصحراء 3"، شهد عدداً من التدريبات على السيناريوهات القتالية المشتركة، للتصدي للتهديدات الناشئة.
وتهدف تلك التدريبات، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس" إلى صقل الخبرات، ورفع مستوى الجاهزية القتالية المشتركة، وتعميق أواصر التعاون بين القوات السعودية والقوات الأميركية، للوصول لقوة الردع المطلوبة لأي هجوم محتمل يهدد أمن وسلامة المنطقة.
وأشاد الجنرال الأميركي، بالدور السعودي في السعي إلى التوصل إلى حل للنزاع في اليمن، وقال "أنا مقتنع أن السعوديين يريدون نهاية مسؤولة وسياسية للصراع في اليمن، ويريدون أخذ خطوات مهمة من أجل تحقيق ذلك"، لكنه اعتبر في الوقت نفسه أن الحوثيين "غير جاهزين لاقتناص اللحظة".
وتابع "أعتقد أن السعودية جاهزة للتفاوض، على الحوثيين أن يكونوا جاهزين. قصفهم المتواصل على السعودية بصواريخ كروز وطائرات دون طيار عامل غير مساعد، كما أن محاولتهم أخذ مأرب أيضاً لا يساعد".
مصادرة أسلحة في بحر العرب
في تعليقه على اعتراض الأسطول الأميركي الخامس في 6 مايو الماضي، لسفينة تحمل شحنة أسلحة في بحر العرب، أوضح الجنرال فرانك ماكينزي أن عملية تهريب السلاح تلك تمت في ظروف مشبوهة، مشيراً إلى استمرار العمل على تحديد مسؤولية الجهة التي تقف وراء تلك الشحنة.
وأضاف"يجب أن نكون حذرين، لكن في النهاية سنخرج بنتيجة، وسنقوم بذلك مع شركائنا الإقليميين. هناك الكثير من الأدلة من أين أتت الشحنة وإلى أين ستذهب".
وفي بيان أعقب عملية اعتراض المركب الشراعي في المياه الدولية، ذكر الأسطول الذي يتخذ من البحرين مقراً، أن شحنة الأسلحة ضمّت عشرات الصواريخ، روسية الصنع، المضادة للدبابات، وآلافاً من بنادق (تايب 56) الصينية الهجومية، ومئات من مدافع (بي كيه إم) الرشاشة، وبنادق قنص، ومنصات إطلاق قذائف صاروخية"، كما ضمت الشحنة أدوات رؤية متقدمة.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس"، آنذاك، عن مسؤول أميركي طلب عدم ذكر اسمه، أن التحقيقات الأولية كشفت أن السفينة "كانت قادمة من إيران، في محاولة جديدة لتسليح جماعة الحوثيين في اليمن". في حين لم يصدر تأكيد رسمي من واشنطن حول ذلك.
الانسحاب من أفغانستان
قائد القيادة المركزية الأميركية أكد أيضاً خلال إيجازه الصحافي، أن الولايات المتحدة تواصل انسحاباً آمناً من أفغانستان بناءً على توجيهات الرئيس جو بايدن وبالشراكة مع حلف شمال الأطلسي "ناتو"، وتابع "أكملنا 50% من الانسحاب، وسنكون قادرين على تنفيذ الانسحاب الكامل في الموعد المحدد".
وأشار ماكينزي إلى أن واشنطن ستُبقي على سفارة في أفغانستان.
وفي أبريل الماضي، أمر الرئيس الأميركي جو بايدن بسحب الجنود الأميركيين المنتشرين على الأراضي الأفغانية، والبالغ عددهم حينها 2500 عسكري، بحلول 11 من سبتمبر المقبل، الذي يصادف الذكرى السنوية لهجمات عام 2001 التي أدت إلى الغزو الأميركي لأفغانستان.
ومنذ قرار بايدن، سحبت الولايات المتحدة من أفغانستان نحو 160 طائرة شحن من طراز "سي17" محملة بالعتاد، وفقاً للقيادة المركزية للجيش الأميركي. كما سلمّوا أكثر من 10 آلاف قطعة من المعدات إلى وكالة تابعة للبنتاغون لتدميرها.
التهديد الروسي والصيني
في شأنٍ آخر، اعتبر الجنرال فرانك ماكينزي أن موسكو وبكين تعملان على خلق تأثير في المنطقة، وأضاف "روسيا تحاول أن تحل محل الغرب من خلال التوسط في حل النزاعات وبيع الأسلحة".
ويلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في جنيف منتصف الشهر الجاري، خلال قمة تأتي في ظلّ أسوأ أزمة في العلاقات بين البلدين منذ سنوات، مع تصاعد التوتر بشأن العديد من الملفات، تشمل اتهامات لموسكو بالقرصنة الإلكترونية والتدخل في الانتخابات الأميركية، وملف حقوق الإنسان في روسيا.
وقالت مجلة "ناشونال إنترست"، في تقرير، السبت، إنه يتعين على إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن تكون أكثر وضوحاً فيما يتعلق بعلاقتها مع الصين التي باتت تشكل "تهديداً وجودياً"، معتبرة أن الصراع الحاد الحالي بين البلدين، هو "حرب باردة جديدة".
اقرأ أيضاً: