لـ"وقف الانقسام".. القاهرة تستقبل وفدين من "فتح" و"حماس"

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس وفد حماس صالح العاروري وقيادي حركة فتح عزام أحمد يوقعان اتفاق مصالحة في القاهرة - 12 أكتوبر 2017  - REUTERS
رئيس وفد حماس صالح العاروري وقيادي حركة فتح عزام أحمد يوقعان اتفاق مصالحة في القاهرة - 12 أكتوبر 2017 - REUTERS
رام الله / القاهرة-الشرق

وصل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الفلسطينية إسماعيل هنية، إلى القاهرة، الثلاثاء، على رأس وفد من قيادات الحركة، بالإضافة إلى وفد من حركة "فتح"، لإجراء مباحثات منفصلة مع مسؤولين مصريين، بشأن المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي.

وأفادت حماس" في بيان، بإن الزيارة "تأتي تلبية لدعوة من القيادة المصرية لإجراء مباحثات في مختلف التطورات السياسية والميدانية"، أهمها تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار المتزامن بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وإعادة إعمار قطاع غزة، وملف تبادل الأسرى مع إسرائيل.

ويضم وفد "حماس"، نائب رئيس الحركة صالح العاروري، وعدد من أعضاء المكتب السياسي، من بينهم موسى أبو مرزوق، وعزت الرشق، ومحمد نزال، وروحي مشتهى، وحسام بدران، وزاهر جبارين.

كامل وهنيّة يبحثان "صفقة الأسرى"

وقالت مصادر مصرية مطلعة، لـ"الشرق"، الثلاثاء، إن وفد "حماس"، بقيادة هنية، سيلتقي رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، الأربعاء.

وأوضحت المصادر أنه من المقرر أن تُطلع حركة حماس، كامل، على شروطها لإبرام صفقة جديدة لتبادل الأسرى مع الجانب الإسرائيلي.

وأشارت إلى أن القاهرة، ستحتضن جولة جديدة من "صفقة الأسرى" منتصف الأسبوع المقبل.

وكشفت المصادر، عن لقاء تشاوري سيُعقد الثلاثاء، بين وفد من رجال الأعمال والمقاولين في غزة، ومسؤولين مصريين.

وقالت إن "الوفد الفلسطيني، سيبحث ضرورة الإشراف الكامل على عملية إعادة الإعمار، وإدخال مواد البناء من معبر رفح".

"آمال ضعيفة"

ووصل وفد حركة "فتح" إلى القاهرة، الثلاثاء، لبدء حوار منفصل مع المسؤولين المصريين.

وقال مسؤول في حركة "فتح"، لـ"الشرق"، إن "مصر قد تدعو إلى لقاء مشترك للوفدين، في حال وجدت أرضية مشتركة لبدء جولة جديدة من الحوار الوطني".

إلّا أن مسؤولين من "الحركتين"، كشفوا لـ"الشرق"، أن "فرص حدوث اختراق في هذه الجولة ضعيفة جداً بسبب حجم الخلافات بين الطرفين".

وتطالب "حماس" بإجراء انتخابات عامة وشراكة كاملة في منظمة التحرير الفلسطينية، فيما تطالب "فتح" بتشكيل حكومة وفاق وطني مقبولة دولياً للإشراف على إعادة إعمار قطاع غزة.

كما ترفض "فتح" مطالبة "حماس" بتمثيل مساو لحجم تمثيلها في مؤسسات منظمة التحرير.

والأحد، قال مسؤول فلسطيني، لـ"الشرق"، إن "مصر قررت استكشاف فرص الحوار أولاً، قبل الدعوة إلى حوار وطني شامل في مسارين"، مسار ثنائي بين "فتح" و"حماس"، ومسار مشترك يضم جميع الفصائل.

تحديات "القضية" 

من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، الثلاثاء، عن أمله في أن تتوج اللقاءات التي تجرى حالياً في القاهرة بين الفصائل الفلسطينية بالنجاح، وأن يكون ذلك مسعى لطي صفحة الانقسام وإغاثة الفلسطينيين في قطاع غزة.

وقال اشتية، في مستهل اجتماع الحكومة الفلسطينية الأسبوعي والمنعقدة في رام الله، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إن أهمية نجاح هذه اللقاءات تكمن في مواجهة المخاطر والتحديات التي لا تزال تواجه القضية الفلسطينية.

وتابع أشتية، أن "الأشقاء في الدول العربية أكدوا على ضرورة إيجاد مسار سياسي لإنهاء الاحتلال، وحشد الدعم من أجل القدس وإعادة إعمار قطاع غزة".

"مبادرة القدوة"

وطرح رئيس الملتقى الوطني الديمقراطي الفلسطيني، ناصر القدوة، الثلاثاء، مبادرة جديدة، لـ"إنهاء الانقسام الفلسطيني، وإقرار المصالحة بين الفصائل".

وقال القدوة، خلال مؤتمر صحافي عُقِد في رام الله، إن المبادرة تنص على "استعادة الوحدة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وإعادة بناء هيئات منظمة التحرير، بدءاً بتشكيل مجلس وطني جديد من خلال الانتخابات العامة، وإقامة حكومة تضم الفصائل والمستقلين، وتشكيل لجنة وطنية قانونية لمراجعة القوانين، وتشكيل جسم قيادي مؤقت يعمل على إنجاز الخطوات المذكورة".

وأضاف: "علينا عدم فرض شروط اللجنة الرباعية الدولية على الحكومة الفلسطينية الجديدة، مثل الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف"، مشيراً إلى أن "إسرائيل رفضت معظم ما جاء في مطالب تلك اللجنة ولم تُبق منها سوى ما يخدمها".

وأوضح أن المبادرة تتضمن أيضاً: "تفاصيل الخطوات اللازمة لاستعادة الوحدة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، في مختلف الملفات مثل الموظفين، والأمن، والأراضي، والجهاز القضائي، والتعامل مع السلاح"، مؤكداً أنه "يجب الحفاظ عليه، وألا يجري التفاوض بشأنه مع إسرائيل سوى في إطار الاستقلال الوطني".

"الحوار الوطني"

يأتي ذلك في وقت أكدت فيه مصادر مصرية لـ"الشرق" تسلّم الفصائل الفلسطينية دعوة لحضور الحوار الوطني في القاهرة السبت المقبل، موضحة أن "توحيد الصف الفلسطيني والاتفاق على آلية الإعمار، هما أبرز الملفات المطروحة في القاهرة". 

وقالت المصادر إن القاهرة "ستناقش أيضاً مع الفصائل التوصل لهدنة طويل الأمد مع إسرائيل".

وبشأن التصعيد الإسرائيلي الأخير في القدس، خصوصاً حي الشيخ جرّاح، قالت مصادر دبلوماسية مصرية لـ"الشرق"، الأحد، إن القاهرة "تتابع التطورات في القدس عن كثب، وترى أن هناك تصعيداً ضد الفلسطينيين". 

وأضافت المصادر أن "مصر تحمّل تل أبيب مسؤولية انهيار اتفاق وقف إطلاق النار مع الفصائل في غزة"، مشيرة إلى أن القاهرة "طالبت إسرائيل بضرورة وقف التصعيد في القدس وخاصة حي الشيخ جرّاح".

ووفقاً للمصادر، حذرت مصر من أي استفزازات في مدينة القدس المحتلة يمكن أن تؤدي لانهيار وقف إطلاق النار.

اقرأ أيضاً: