قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الأحد، إنه منفتح على لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة إنهاء الحرب في أوكرانيا التي اندلعت بسبب الغزو الروسي في 2022 حسبما ذكرت "بلومبرغ".
وكان الرئيس الروسي قد عرض الخميس الماضي، إجراء محادثات مع ترمب، بقوله: "سأكون مستعداً للقاء إذا أراد".
وأوضح بوتين في مؤتمره الصحافي السنوي، أنه لا يعرف متى سيلتقيان؛ لأن ترمب لا يقول أي شيء عن ذلك، لاسيما وأنه "لم يتحدث إلى الرئيس الأميركي السابق والمنتخب لفترة رئاسية مقبلة منذ أكثر من 4 سنوات".
واستشهد ترمب بهذا التعليق خلال كلمته في مهرجان AmericaFest التابع لمؤسسة Turning Point USA في فينيكس، خاصة أنه تعهد في حملته الانتخابية بإنهاء القتال في أوكرانيا، والذي قال إنه "أودى بحياة ملايين الجنود".
وقال ترمب: "الرئيس بوتين قال إنه يريد مقابلتي في أقرب وقت ممكن، لذا يتعين علينا الانتظار حتى يحدث هذا، لإنهاء هذه الحرب".
ولم يوضح ترمب تفاصيل الأمر ولم يلتزم بشكل محدد بلقاء بوتين، كما ترمب من حجم الأراضي التي استولت عليها روسيا، مشيراً إلى أنه سيكون منفتحاً على صفقة تسمح لروسيا بالاحتفاظ ببعض منها.
مستقبل الدعم الأميركي
وأثار فوز ترمب في الانتخابات في نوفمبر الماضي، تساؤلات بشأن مستقبل الدعم العسكري الأميركي لجهود الرئيس فلوديمير زيلينسكي لهزيمة روسيا واستعادة الأراضي الأوكرانية المحتلة.
وفي الأسبوع الماضي، قال ترمب إن "زيلينسكي يجب أن يكون مستعداً لإبرام صفقة".
ووصف ترمب الحرب الروسية الأوكرانية بأنها مروعة؛ بسبب العدد الكبير للجنود الذين سقطوا في المعارك، مشيراً إلى أن طبيعة المعارك على الأراضي المستوية تجعل من الأجساد البشرية الحاجز الوحيد أمام الرصاص والأسلحة القوية.
واعتبر أن الخسائر البشرية بلغت مستويات "جنونية"، مؤكداً بأن هذه الحرب لم تكن لتحدث لو كان رئيساً، مشدداً على ضرورة وضع حد لها سريعاً.
وقال: "يجب أن نوقف هذا..الوضع سخيف وغير مقبول".
رفض التصعيد
وكان الكرملين قد أعلن أن الرئيس الروسي لم يتلق دعوة لحضور حفل تنصيب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة في 20 يناير المقبل.
وتتجه الأنظار إلى ترمب الذي دأب خلال حملته الانتخابية على التعهد بإنهاء الصراع المستمر منذ نحو 3 سنوات في غضون 24 ساعة من تنصيبه في يناير المقبل.
ولم يفصح ترمب بعد عن كيف سيفعل ذلك، فيما كشف تحليل لوكالة "رويترز" لتصريحات مستشاري ترمب ومقربين منه، أن هؤلاء يطرحون علناً وفي أحاديث خاصة مقترحات تتضمن التنازل عن أجزاء كبيرة من أوكرانيا لروسيا.
وقال المستشارون إن اتفاق السلام في النهاية من المرجح أن يعتمد على المشاركة الشخصية المباشرة لترمب وبوتين وزيلينسكي.
لكن محللين ومسؤولين أميركيين سابقين قالوا لـ"رويترز"، إن ترمب قد يجد من بوتين عزوفاً عن المحادثات، في ظل تفوقه على الأوكرانيين، وربما يسعى لتحقيق المزيد من المكاسب من خلال الاستيلاء على المزيد من الأراضي.
حقيقة المكالمة
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، إن ترمب تحدث مع بوتين هاتفياً في نوفمبر الماضي، وبحثا الحرب في أوكرانيا، فيما نفى الكرملين الأنباء بشأن المكالمة ووصف التقارير حولها بأنها "محض خيال".
ونقلت الصحيفة عن عدد من الأشخاص وصفتهم بالمطلعين، قولهم إن هذه المكالمة هي الأولى مع بوتين، منذ انتخاب ترمب رئيساً للولايات المتحدة، وأشاروا إلى أن الرئيس الجمهوري أجرى هذه المكالمة الهاتفية من منتجعه "مارالاجو" في فلوريدا.
وقال شخص مطلع على المكالمة، إن ترمب نصح الرئيس الروسي بعدم تصعيد الحرب في أوكرانيا، وذكّره بالوجود العسكري الكبير لواشنطن في أوروبا.
وناقش ترمب وبوتين أيضاً "هدف السلام في القارة الأوروبية"، وأعرب الرئيس الأميركي المنتخب عن اهتمامه بمتابعة المحادثات لمناقشة الوصول إلى "حل بشأن حرب أوكرانيا قريباً".
وقالت "واشنطن بوست"، إن ترمب أشار في حديث خاص إلى أنه سيدعم صفقة تحتفظ فيها روسيا ببعض الأراضي الأوكرانية التي ضمتها إليها، مشيرة إلى أنه خلال مكالمة الخميس، "أثار ترمب لفترة وجيزة قضية الأرض"، وفق الأشخاص المطلعين.