قالت "القناة 12" الإسرائيلية إن عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في 31 يوليو الماضي، كادت أن تفشل بسبب مغادرة هنية لغرفته المفخخة لفترة، بعد تعطل وحدة التكييف في مقر إقامته بأحد بيوت الضيافة التابعة للحرس الثوري الإيراني، في العاصمة طهران، قبل أن يقوم موظفون بإصلاح وحدة التكييف في الغرفة.
وأبرز تقرير القناة تفاصيل جديدة عن عملية الاغتيال التي لم تؤكد إسرائيل وقوفها ورائها إلا الشهر الجاري، على لسان وزير الخارجية يسرائيل كاتس.
وذكرت القناة أن قرار اغتيال هنية اتخذ بعد فترة وجيزة من هجوم 7 أكتوبر، حيث وضع كبار قادة مسؤولي الاستخبارات هنية على رأس قائمة اغتيالات، ولم يكن الأمر سوى "مسألة وقت" وفق القناة.
وكان هنية يقيم في العاصمة القطرية الدوحة، ولكن اغتياله هناك "كان ليهدد مفاوضات الوساطة بشأن المحتجزين الإسرائيليين، والتي كانت قطر تتوسط فيها منذ بداية الحرب"، وفق "تايمز أوف إسرائيل" التي نقلت التقرير.
أنقرة موسكو طهران
وقالت "القناة 12" الإسرائيلية إنه لهذا السبب كانت خيارات اغتيال هنية، هي في تركيا، أو موسكو، أو طهران، وهي الدول التي كان يزورها هنية.
وأدت خشية إسرائيل من رد غاضب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورد مماثل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى تقليص الخيارات إلى طهران، التي كانت "الخيار الأكثر ملائمة"، وفق القناة.
وقالت القناة إن إقامة هنية في نفس بيت الضيافة التابع للحرس الثوري الإيراني بحي سعادت آباد الراقي، سهل الأمر على إسرائيل.
وذكرت القناة أن توفير إيران لفريق أمني عال المستوي لهنية الذي كان ضيف شرف لطهران، كان يعني مستوىً أكبر من الاختراق، للنجاح في تنفيذ العملية.
وأشارت القناة إلى أن عمليات اغتيال لقادة كبار في حماس، فشلت في الماضي، وأن مؤسسات أمنية إسرائيلية عدة "تشاركت معاً لتحسين التعاون في تنفيذ مثل هذه العمليات".
تأجيل عملية الاغتيال
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، عن تقارير إعلامية أجنبية أن الخطة الأولية كانت اغتيال هنية حين ذهب إلى طهران لحضور جنازة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي توفي في حادثة تحطم مروحيته في 19 مايو، ولكن العملية تعرضت للتأجيل بسبب "مخاوف من أن تؤدي إلى وفيات بين المدنيين"، على حد زعم الصحيفة.
وانتظرت إسرائيل أكثر من شهرين، حتى عودة هنية إلى طهران مرة أخرى لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في 31 يوليو.
وقالت "القناة 12" إن إسرائيل كانت تخطط لاغتيال هنية في الليلة السابقة على التنصيب، ولكن تم اتخاذ قرار بالانتظار إلى ما بعد الحفل، لـ"تجنب المزيد من الإحراج لطهران".
وقالت إنه بعد انتهاء حفل التنصيب، قام عملاء بوضع جهاز متفجر في غرفة هنية بالقرب من سريره.
وذكرت أن الجهاز المنفجر كان أكبر قليلاً مما تم التخطيط له مسبقاً ولكنه لم يكن كبيراً بما يكفي للتأثير على الغرف المجاورة، ورغم ذلك، كان الجهاز يحتوي على متفجرات كافية لضمان اغتيال هنية في لحظة الانفجار.
مغادرة هنية للغرفة
وقالت "القناة 12"، إنه قبل فترة وجيزة من تفجير الجهاز، تعطل مكيف الهواء في غرفة هنية، ما حدا بهنية إلى مغادرة الغرفة لطلب المساعدة.
ونقلت القناة عن شخص مطلع على التخطيط للعملية، قوله إن هنية غاب عن الغرفة لفترة طويلة، لدرجة أن العملاء ظنوا أنه تم نقله إلى غرفة مختلفة وهو ما كان ليؤدي إلى فشل العملية.
وبعد فترة من الوقت، تمكن الموظفون من إصلاح التكييف وعاد هنية إلى غرفته في الواحدة والنصف صباحاً، ليتم تفجير القنبلة، ما أحدث فجوة في الجدار الخارجي للغرفة.
وخلال ثوان معدودة، وصل فريق طبي من الحرس الثوري إلى غرفة هنية، أعلن وفاته بعدها بفترة وجيزة.
وقال محللون تحدثوا للقناة إن العملية كانت معقدة للغاية ليقوم بها عملاء إسرائيليون وحدهم.
احتجاج إيران
وبعثت إيران الأسبوع الماضي برسالة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بعد اعتراف إسرائيل بالمسؤولية عن اغتيال هنية.
وقال الممثل الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني في الرسالة، إن هذا الاعتراف "الوقح والمخزي" باغتيال زعيم سياسي في الأراضي الخاضعة لسيادة إحدى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة "يكشف مرة أخرى عن المسؤولية الدولية التي يتحملها الكيان الإسرائيلي عن أعماله الإرهابية والعدوانية".
وشنت إيران هجوماً صاروخياً على إسرائيل في أكتوبر الماضي رداً على هذه العملية.