ماكرون يصل لبنان في زيارة رسمية لـ"الدفع بإصلاحات".. وميقاتي في استقباله

الرئيس الفرنسي: سعيد لوجودي في لبنان الذي دخل مرحلة جديدة

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يصافح رئيس الوزراء اللبناني المستقيل نجيب ميقاتيفي بيروت. 17 يناير 2025. - reuters
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يصافح رئيس الوزراء اللبناني المستقيل نجيب ميقاتيفي بيروت. 17 يناير 2025. - reuters
بيروت/دبي-الشرق

بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة رسمية للبنان لتهنئة رئيس الجمهورية جوزاف عون بانتخابه وعقد محادثات تتناول سبل دعم فرنسا لبنان، وكان في استقباله بالمطار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والسفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماجرو، في زيارة هي الأولى منذ 2020.

وعقد ماكرون وميقاتي اجتماعاً ثنائياً استمر نحو 45 دقيقة، وقال ماكرون في نهايته للصحافيين: "أنا سعيد لوجودي في لبنان الذي دخل مرحلة جديدة، وعبّرت عن  امتناني وتقديري للرئيس ميقاتي وللمهمة التي قام بها على مدى أعوام لخدمة الجميع في لبنان، لا سيما خلال المرحلة الصعبة جداً بسبب الحرب الأخيرة. وجهت إليه رسالة تقدير، وسأجتمع بعد قليل مع عضويْ لجنة مراقبة وقف إطلاق النار".

ومنذ الهدنة التي توسطت فيها فرنسا والولايات المتحدة في نوفمبر الماضي، بين إسرائيل وجماعة "حزب الله"، لعبت باريس دوراً في المساعدة في كسر الجمود السياسي في لبنان.

وقال مصدر في الرئاسة الفرنسية في إفادة للصحافيين قبل الرحلة إن الهدف هو "التأكيد على أهمية سيادة لبنان، ومساعدته على تحقيق إصلاحات اقتصادية هيكلية من شأنها استعادة الثقة الدولية وضمان وجود حكومة موحدة قادرة على تحقيق التغيير".

بدوره، قال ميقاتي بعد اجتماعه مع الرئيس الفرنسي في المطار: "تحدثنا عن الأوضاع الراهنة وضرورة المتابعة لدعم لبنان على الصعد كافة، اقتصادياً وفي مجال إعادة الإعمار. كما تحدثنا عن التحديات الراهنة، وكان الرئيس (ماكرون) متفهماً للأوضاع اللبنانية، واعداً بمتابعة العمل والدعم للحكومة الجديدة"، بحسب ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام.

ورداً على سؤال عن النية الفرنسية لتأمين الدعم للبنان، قال ميقاتي: "الرئيس ماكرون وعد بمتابعة هذا الموضوع من خلال عقد اجتماع على غرار الاجتماع الذي عُقد في باريس لدعم الجيش وإغاثة النازحين. الرئيس ماكرون على استعداد لدعم لبنان من خلال الصندوق الائتماني الذي تنوي الحكومة القيام به بالتعاون مع البنك الدولي من أجل اعادة إعمار الجنوب، ويمكن للجنوب المساهمة فيه".

وعما إذا كان البحث تناول موضوع قرب انتهاء المهلة المحددة للانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، قال ميقاتي: "الاجتماع الأول الذي سيعقده ماكرون هو مع الضابطين الأميركي والفرنسي المعنيين بآلية تنفيذ التدابير المتعلقة بوقف إطلاق النار والتطبيق الكامل للقرار 1701، وبالتأكيد سيطلعنا ماكرون في اجتماع بعبدا (القصر الرئاسي) عند الظهر على نتيجة هذا اللقاء. وأعتقد أن الأمور تسير باتجاه اتمام الانسحاب في الوقت المحدد".

وتابع: "موضوع الخروق الإسرائيلية تتم متابعته مع لجنة تطبيق القرار 1701، كما يتم تقديم الشكاوى اللازمة، وهناك وعود بأن تنتهي الخروقات مع انتهاء مهلة الـ60 يوماً نهاية الشهر الحالي. نتمنى أن يحصل ذلك وأن تكون الوعود في مكانها الصحيح".

وبشأن ما إذا كان الجانب الفرنسي يمكن أن يضمن الانسحاب الإسرائيلي، أجاب ميقاتي: "لم نتحدث في هذا الموضوع مع الرئيس ماكرون، والجانبان الفرنسي والأميركي يتابعان هذا الملف. أؤكد مجدداً أن الرئيس ماكرون يشدد على أهمية التعاون مع لبنان وحرصه عليه".

جدول زيارة ماكرون

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الذي يزور لبنان مع ماكرون، في البرلمان خلال مناقشة حول السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط: "خلال ثلاثة أشهر، ساعدنا لبنان على الانتقال من التصعيد إلى التعافي، وفتح صفحة جديدة من الأمل".

وأضاف: "بفضل الدعم الشعبي والإجماع الداخلي الواسع والدعم الدولي، يمكن للسلطة التنفيذية اللبنانية الجديدة أن تعمل بشكل حاسم لاستعادة سيادة الدولة وإعادة بناء لبنان".

وفي بيان صحافي صادر عن قصر الإليزيه، فإن زيارة ماكرون إلى بيروت تهدف إلى تأكيد التزام فرنسا الثابت بدعم لبنان وسيادته ووحدته، إذ سيهنئ ماكرون رئيس الجمهورية اللبنانية، جوزاف عون، لانتخابه رئيساً للبنان، وكذلك رئيس الوزراء المكلف نواف سلام.

ووفقاً للبيان، "سيجدد ماكرون تمنياته بالنجاح الكامل في مهمة تشكيل حكومة قوية، قادرة على الجمع بين كل مكونات لبنان المتنوعة، من أجل تنفيذ الإصلاحات الأساسية لنمو البلاد، والسماح بعودة الازدهار لجميع اللبنانيين وكذلك استعادة أمن لبنان وسيادته في جميع أنحاء أراضيه". 

وقال الإليزية إن الزيارة "تعكس التزام فرنسا المستمر باستقرار لبنان ووحدته وتنميته، بوصفه الشريك التاريخي لفرنسا وصديقها، إذ يدخل هذا في إطار التحركات المستمرة لرئيس فرنسا تجاه لبنان، مثل زيارات أغسطس وسبتمبر 2020".

وستكون هذه الرحلة "فرصة للعمل على التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار الذي أعلنه ماكرون والرئيس الأميركي جو بايدن في 26 نوفمبر، ولتأكيد التزام فرنسا بهذا الغرض ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، وكذلك في إطار آلية التدقيق و الفحص".

وتابع: "ستركز هذه الزيارة على التحديات التي يواجهها لبنان من خلال تعزيز قواته المسلحة والأمن الداخلي، من أجل سيادته، وكذلك على الجهود الإنسانية وإعادة الإعمار اللازمة لتعافي  البلاد".

تصنيفات

قصص قد تهمك