قالت مصادر مطلعة، إن قراصنة "مدعومين من الصين"، تمكنوا من اختراق جهاز الحاسوب الخاص بوزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين والوصول إلى ملفات غير مصنفة سرية، وذلك ضمن عملية واسعة استهدفت الوزارة في ديسمبر، بحسب ما أوردته "بلومبرغ".
وبحسب الوزارة، فإن الهجوم استهدف أيضاً جهازيْ حاسوب نائب الوزيرة والي أدييمو، والقائم بأعمال وكيل الوزارة براد سميث، إذ أطلع هؤلاء على أقل من 50 ملفاً على جهاز يلين.
ويشكل اختراق جهاز وزيرة الخزانة الأميركية أحدث عملية قرصنة تُنسب للحكومة الصينية وتستهدف كبار المسؤولين في وزارة فيدرالية أميركية.
اختراق 400 جهاز وسرقة ملفات
وتمكن القراصنة من اختراق أجهزة الحاسوب الخاصة بكبار مسؤولي وزارة الخزانة الأميركية، بالإضافة إلى أكثر من 400 جهاز كمبيوتر محمول ومكتبي، حيث حصلوا على أسماء المستخدمين وكلمات المرور الخاصة بالموظفين، بالإضافة إلى الوصول إلى أكثر من 3 آلاف ملف على أجهزة شخصية غير مصنفة سرية.
كما تمكن القراصنة من الوصول إلى "بيانات حساسة تتعلق بإنفاذ القانون" ومواد تتعلق بتحقيقات تديرها لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، والمكلفة بمراجعة التداعيات على الأمن القومي لبعض التمويلات الأجنبية.
وكانت مجلة "بوليتيكو" قد أفادت في وقت سابق، بأن القراصنة تمكنوا من الوصول إلى عدد محدود من الملفات غير المصنفة سرية الخاصة بوزيرة الخزانة جانيت يلين، ونائب الوزيرة والي أدييمو، والقائم بأعمال وكيل الوزارة براد سميث.
ووفقاً للتقرير، عزا المحققون هذا الهجوم السيبراني إلى جهة مدعومة من الحكومة الصينية تُعرف بين خبراء الأمن السيبراني باسم Silk Typhoon وUNC5221 وأوضح التقرير أن القراصنة ركزوا على جمع الوثائق الحساسة، مع العمل خارج ساعات العمل الرسمية، لتجنب الكشف عن أنشطتهم.
وبحسب تقرير لوزارة الخزانة، فقد ركز القراصنة على ما يبدو على دور الوزارة في العقوبات والاستخبارات والشؤون الدولية، لكنهم لم يتمكنوا من اختراق البريد الإلكتروني للوزارة أو أنظمتها السرية.
الصين: مزاعم لا أساس لها
وفي 8 ديسمبر الماضي، أبلغت شركة البرمجيات BeyondTrust Corp، المتعاقدة مع وزارة الخزانة، بأن قراصنة استغلوا شبكات الشركة كوسيلة لاختراق الوزارة.
وعقب تلقي التحذير من شركة البرمجيات، قامت وزارة الخزانة بإبلاغ وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية بالحادث، وطلبت المساعدة من مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI ووكالات استخبارات أخرى.
وكان موظفو وزارة الخزانة متواجدين في مبنى الكابيتول هيل يومي الأربعاء والخميس، لتقديم إحاطات إلى مساعدي الكونجرس والمشرعين حول الهجوم.
وجاءت هذه المناقشات بالتزامن مع جلسة استماع للجنة المالية بمجلس الشيوخ عقدت الخميس، للنظر في تأكيد تعيين سكوت بيسينت، مرشح الرئيس المنتخب دونالد ترمب لمنصب وزير الخزانة.
ونفت الحكومة الصينية مراراً هذه الاتهامات، حيث وصف متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية الشهر الماضي المزاعم التي تشير إلى تورط الحكومة في اختراق وزارة الخزانة بأنها "لا أساس لها وغير مبررة".
وفي عام 2023، وُجهت اتهامات للصين باختراق حسابات البريد الإلكتروني لمسؤولين حكوميين أميركيين بارزين، بما في ذلك وزيرة التجارة جينا ريموندو، والسفير الأميركي لدى الصين نيكولاس بيرنز، وفقاً لما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال".