غادر الرئيس الأميركي السابق جو بايدن وزوجته جيل بايدن واشنطن، عقب انتهاء مراسم تنصيب الرئيس الـ47 للولايات المتحدة دونالد ترمب، وذلك بعد مسيرة في أروقة السياسة الأميركية استمرت نصف قرن.
وودع ترمب والسيدة الأولى ميلانيا أمام مبنى الكابيتول بايدن وجيل، اللذان غادرا على متن مروحية باتجاه قاعدة أندروز الجوية.
وقبل ركوب المروحية، قال الرئيس السابق في حفل وداع أقيم بالقاعدة بحضور عدد من المسؤولين السابقين والموظفين: "سنترك منصبنا، لكننا لن نترك القتال".
من الكونجرس إلى البيت الأبيض.. نصف قرن
واختتم بايدن مسيرته السياسية التي استمرت نصف قرن، وإرثاً انتهى بفشل الديمقراطيين في منع ترمب من العودة إلى البيت الأبيض.
وشغل بايدن منصب عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ديلاور لفترة طويلة، من عام 1973 إلى عام 2009، قبل أن يصبح نائباً للرئيس السابق باراك أوباما خلال ولايتين رئاسيتين (2009-2017).
وترشح بايدن للرئاسة في عام 2020 كشخصية انتقالية وأصبح الرئيس الـ46 في تاريخ الولايات المتحدة، ولكنه اختار في عمر الـ80 عاماً، وعلى نحو غير مسبوق، الترشح لإعادة انتخابه، مقتنعاً بأنه الديمقراطي الوحيد القادر على هزيمة ترمب.
وأُجبر بايدن على الخروج من السباق في يوليو الماضي بعد مناظرة كارثية مع ترمب، وألقى بعض الديمقراطيين باللوم عليه في هزيمتهم في نوفمبر، بعد أن خسرت حملة نائبة الرئيس كامالا هاريس في كل الولايات المتأرجحة.
وأشرف بايدن في بداية ولايته الرئاسية التي انطلقت في يناير 2021، على إجراءات التعافي من فبروس كورونا، وتمويل إحياء البنية التحتية، وإطلاق صناعة رقائق أشباه الموصلات الجديدة، والتصدي لتغير المناخ، في الوقت الذي حاول فيه معالجة أوجه الاختلالات والاستثمار في المستقبل.
لكن بايدن لم يتمكن من معالجة الانقسامات في البلاد بالطريقة التي كان يأمل فيها، بل أصبح يوصف بأنه صاحب "إنجاز سياسي مؤقت" يتمثل في هزيمة ترمب عام 2020.
وتناول بايدن قبل خروجه من البيت الأبيض، ما وصفه بـ"التهديد المستمر للبلاد" في رسالة أصدرها البيت الأبيض، الأسبوع الماضي. وقال: "لقد ترشحت للرئاسة لأنني اعتقدت أن روح أميركا كانت على المحك. كانت هويتنا على المحك. ولا يزال هو الحال"، وحث الأميركيين على الاستمرار في النضال من أجل تركيز البلاد على المساواة والحياة والحرية والسعي لتحقيق السعادة.
واستغل الجمهوريون الإحباط العام في انتخابات العام الماضي، وأذكوا حالة الغضب بشأن ارتفاع الأسعار باتهام الديمقراطيين بأنهم نخبة منفصلة عن الناخبين من الطبقة العاملة، بينما ألقوا باللوم على المهاجرين في زيادة الأسعار، على الرغم من عدم وجود أدلة تدعم ذلك.
ويستشهد بايدن، الذي قضى أكثر من 3 عقود في مجلس الشيوخ الأميركي و8 سنوات كنائب للرئيس قبل 4 سنوات في الرئاسة، برد غربي موحد على حرب روسيا مع أوكرانيا، وتعزيز التحالفات، والانسحاب الأميركي من أفغانستان باعتبارها إنجازات رئيسية في السياسة الخارجية.