تطرق الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى تبعات الصعود الكبير لتطبيق DeepSeek الصيني، وقال إن إصدار تلك التقنية يمثل جرس إنذار للصناعة الأميركية، و"علينا التركيز بشدة على منافسة الصين في الذكاء الاصطناعي".
وقال ترمب خلال كلمة أمام المشرعين الجمهوريين بولاية فلوريدا، الاثنين، إن "إصدار تقنية الذكاء الاصطناعي DeepSeek من شركة صينية يجب أن يكون جرس إنذار لصناعاتنا، ويتعين علينا التركيز بشدة على المنافسة للفوز، لأن لدينا أعظم العلماء في العالم، حتى القيادة الصينية أخبرتني بذلك.. قالوا: لديكم العلماء الأكثر ذكاءً في العالم".
وأضاف: "في المستقبل القريب جداً، سنفرض تعريفات جمركية على إنتاج الرقائق الإلكترونية، وأشباه الموصلات، والأدوية بهدف إعادة إنتاج هذه السلع الأساسية إلى الولايات المتحدة.. هذه الصناعات غادرتنا وذهبت إلى تايوان".
واستدرك الرئيس الأميركي: "أصدرت الأسبوع الماضي أمراً تنفيذياً يلغي اللوائح المدمرة التي وضعها جو بايدن بشأن الذكاء الاصطناعي، حتى تتمكن شركات الذكاء الاصطناعي من التركيز مرة أخرى على أن تكون الأفضل".
وتسببت شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة DeepSeek في إحداث هزة في أسواق التكنولوجيا العالمية يوم الاثنين، بسبب طرحها نموذجاً متطوراً تقول الشركة إنه يُضاهي ما أنتجته شركات أميركية عملاقة لكن بتكلفة أقل، مما أثار شكوكاً حول هيمنة الولايات المتحدة على هذا القطاع، والتقييمات المرتفعة لأسهم أكبر شركاتها التكنولوجية.
وكان أكبر الخاسرين سهم Nvidia، أكبر شركة في العالم، إذ انخفض بنحو 18%، ما أدى إلى خسارة حوالي 560 مليار دولار من قيمتها السوقية، ليصبح أكبر هبوط لسهم شركة بيوم واحد في تاريخ سوق الأسهم الأميركية.
كما قال دونالد ترمب مازحاً إن "المال الذي جمعه خلال حملته الانتخابية يكفي للترشح إلى ولاية ثالثة"، لافتاً إلى أنه "أصدر 350 أمراً تنفيذياً منذ دخوله إلى البيت الأبيض".
ونوه إلى أن "إدارته تجري مراجعات للمساعدات الخارجية لمنع استغلال الولايات المتحدة"، مشدداً على أنه "لن يسمح لأي دولة أن تستغل الولايات المتحدة".
حظر تطبيق "تيك توك"
وبخصوص أزمة حظر تطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة أشار ترمب إلى أنه "منحاز لمنصة تيك توك بشكل كبير"، مؤكداً أن "هناك الكثير من الأشخاص الذين يتقدمون بعطاءات لشراء التطبيق".
وقال ترمب للصحافيين إن "مايكروسوفت" تجري محادثات لشراء "تيك توك"، مضيفاً أنه يود أن يرى "حرب مزايدات" على التطبيق.
وبينما توقف تطبيق "تيك توك" مؤقتاً قبل يوم من تنصيب الرئيس الأميركي، وقع ترمب على أمر تنفيذي في 20 يناير، أول يوم له في منصبه، لتمديد الموعد النهائي للبيع لمدة 75 يوماً، وفي حين أنه ليس من الواضح ما إذا كان لديه السلطة لتمديد الموعد النهائي.
ورفضت شركة "بايت دانس" الصينية، المالكة للتطبيق، علناً بيع "تيك توك"، على الرغم من أن المشترين المحتملين يأملون أن يدفعها حكم المحكمة العليا بتأييد قانون البيع، وإغلاق "تيك توك" لفترة قصيرة، إلى إعادة النظر في موقفها.
ويتطلب القانون من الشركة الصينية المالكة لتطبيق تيك توك، "بايت دانس"، بيع عمليات التطبيق في الولايات المتحدة بحلول نهاية المهلة، وإذا لم تتم عملية البيع، سيتم حظر التطبيق الذي يستخدمه ملايين الأميركيين.
وينص القانون على فرض عقوبات مدنية على الشركات التي تساعد التطبيق في "توزيع أو صيانة أو تحديث" خدماته، بما في ذلك تلك التي تدير متاجر التطبيقات، ويمكن متابعة هذه العقوبات حتى خمس سنوات بعد وقوع الانتهاك، بما في ذلك بعد مغادرة ترمب للمنصب.
وطرح الرئيس الأميركي فكرة "ترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى أرض أجنبية، في مقابل رعايتهم برسوم زهيدة".
وأوضح ترمب أنه يبحث مع إدارته "فكرة الحصول على موافقة من دول أجنبية لنقل المهاجرين غير الشرعيين ورعايتهم مقابل رسوم زهيدة، بدلاً من إبقائهم في سجوننا مقابل كلفة ضخمة".
وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه "بمجرد تنفيذ هذه الفكرة سنرى كيف ستتراجع الجريمة في مختلف أنحاء البلاد.. هذا ما تفعله فنزويلا وغيرها من البلدان عبر التخلص من مجرميها وإرسالهم إلى الولايات المتحدة"، لافتاً إلى أن "معدل الجريمة انخفض في فنزويلا بنحو 80%".
وقال: "لقد أوقفنا كل الدخول غير الشرعي.. نجحنا في إنهاء سياسة الإمساك والإفراج، ونحن ندعم ترحيل 100% من جميع المهاجرين غير الشرعيين الذين تم القبض عليهم على الحدود، ولم يعد أحد يدخل البلاد، ولا أحد يدخل الآن لأنهم يعرفون أنهم لن يتمكنوا من الدخول.. لذا فقد أوقفنا شيئاً خطيراً للغاية".
وأكمل: "لكن يتعين علينا إخراج الأشرار.. لقد شهدنا العديد من جرائم القتل، والعديد من الأشرار للغاية في بلدنا الذين سُمح لهم بالدخول بسبب سياسة الحدود المفتوحة السخيفة في الواقع.. لقد نشرت أيضاً قوات على الحدود، وللمرة الأولى في التاريخ، نقوم بتحديد أماكن المهاجرين غير الشرعيين وتحميلهم في طائرات عسكرية، وإعادتهم جواً إلى الأماكن التي يمكنهم العودة منها".