![الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن. 4 فبراير 2025 - Bloomberg](https://assets-news.asharq.com/images/articles/416x312/4-3/QZxlaL66Dc_1738832218.jpg)
أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، الأربعاء، عن تأييده لفكرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن تهجير سكان غزة وإعادة إعمار القطاع الساحلي المدمر، معتبراً أن بلاده أحدثت تغييراً في الشرق الأوسط من خلال تحجيم إيران ووكلائها في المنطقة.
وأضاف نتنياهو في مقابلة أجراها مع المذيع شون هانيتي، على شبكة FOX NEWS، أن "الحكومة الإسرائيلية عازمة على تدمير حركة (حماس) والمحور الذي ترعاه إيران" في إشارة أيضاً إلى جماعتيْ "حزب الله" اللبنانية، والحوثيين في اليمن.
وتابع: "ظنوا أننا سننهار، لكن بعد مرور عام هم الذين انهاروا، أما نحن مستمرون حتى نحقق النصر على أعدائنا الذين هم أعداؤكم (في إشارة إلى الولايات المتحدة)، لأن هؤلاء الناس يهتفون الموت لأميركا ولإسرائيل، فهم يصفونكم بالشيطان الأكبر ويصفوننا بالشيطان الأصغر، لكننا نقف في طريقهم، ونهزمهم، ولذا فإن انتصارنا هو انتصاركم".
وعن سبب وصفه للرئيس الأميركي، بأنه "أعظم أصدقاء إسرائيل"، قال نتنياهو: "ترمب كان أعظم صديق لإسرائيل في البيت الأبيض على الإطلاق خلال فترة ولايته الأولى، فقد اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إلى هناك، واعترف بسيادتنا على هضبة الجولان السورية، وانسحب من الاتفاق النووي الإيراني، وتوسط وعمل معنا لإتمام اتفاقات إبراهام التاريخية التي جلبت السلام لإسرائيل وأربع دول عربية، وهذا كثير".
وأضاف: "انظر إلى ما فعله في الأيام القليلة الماضية، فقد قام بأشياء رائعة، حيث رفع الحظر عن الذخيرة التي نحتاجها لمواصلة مسيرتنا نحو تحقيق النصر، واتخذ إجراءات ضد وكالة الأونروا وغيرها من الوكالات التابعة للأمم المتحدة التي تكره أميركا وإسرائيل (...) قام بأشياء هائلة، ولذا، نعم، هو أعظم صديق لإسرائيل في البيت الأبيض".
نتنياهو: ترمب لا يرغب في إرسال قوات أميركية إلى غزة
وفيما يتعلق بخطة ترمب بشأن غزة، سأل هانيتي رئيس الوزراء الإسرائيلي عن حديث بعض وسائل الإعلام الأميركية عن "استيلاء الولايات المتحدة على القطاع"، فأجاب: "لا أعتقد أن ترمب تحدث عن إرسال قوات أميركية لإكمال مهمة القضاء على حماس، فهذه مهمتنا، وهذا عملنا، ونحن ملتزمون بذلك تماماً، ولا أعتقد أيضاً أنه قال إنه سيمول إعادة إعمار غزة، بل قال إن الدول المجاورة الغنية، ستقوم بالأمر".
وأضاف: "الفكرة الفعلية تتمثل في السماح لسكان غزة الذين يريدون المغادرة بأن يغادروا، ما الخطأ في ذلك؟ يمكنهم المغادرة، ومن ثم العودة (...) يمكنهم الانتقال إلى مكان آخر ثم العودة، لكن يجب إعادة بناء غزة، وهذه أول فكرة جيدة أسمعها، إنها فكرة رائعة، وأعتقد أنه ينبغي متابعتها ودراستها وتنفيذها. أعتقد أنها ستخلق مستقبلاً مختلفاً للجميع".
وعندما سأله المذيع عما إذا كان يثق في إمكانية عودة كل الرهائن الأحياء إلى إسرائيل، أجاب: "أولاً وقبل كل شيء، هذا أحد الأهداف التي حددناها، لقد حددنا 3 أهداف بالنسبة لغزة، الأول تدمير القدرات العسكرية والإدارية لحماس، والثاني إطلاق سراح جميع الرهائن، والثالث ضمان ألا تشكل غزة تهديداً لإسرائيل مرة أخرى، ونحن ملتزمون بتحقيق هذه الأهداف الثلاثة".
وقال: "حتى الآن، نجحنا في تدمير معظم القدرات العسكرية لحماس، ولكن ليس كلها، مازال بعضها موجوداً، وسنتأكد من أنها لن تكون موجودة عندما تنتهي هذه الحرب، والتي يمكن أن تنتهي بسرعة كبيرة، كما قمنا حتى الآن بتحرير حوالي 70%، أو أكثر من ذلك، من الرهائن الأحياء، وهو ما لم يعتقد أحد أننا سنفعله. ملتزمون بإخراجهم جميعاً، سواء الأحياء، أو المتوفين، لكني لن أتحدث عن كيفية القيام بذلك، إلا أن هذا الأمر في ذهني، وفي ذهن الرئيس ترمب. لن نتركهم (الرهائن)".
وعن دور تهديد ترمب بإمكانية اندلاع جحيم في الشرق الأوسط، حال لم يتم إتمام اتفاق إطلاق سراح الرهائن قبل عودته إلى منصبه، في إتمام لصفقة وقف النار في غزة، أجاب نتنياهو: "أعتقد أنه استخدم نفوذه العالمي فقد استخدمه بفعالية كبيرة لمساعدتنا في إتمام إطلاق سراحهم، وأنا متأكد من أن سنحقق أشياء عظيمة من خلال العمل معاً".
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن بلاده "ستُغير الشرق الأوسط"، موضحاً: "لقد فعلت إسرائيل ذلك بالفعل خلال العام الماضي، لقد غيَّرنا الشرق الأوسط، فقد كان في الأساس بمثابة بركة إيرانية، يمكنهم فعل أي شيء فيها، وقد فعلنا ذلك بمفردنا إلى حد كبير، ولكن مع بعض الدعم من الدفاع الجوي الأميركي، وهو ما أقدره، وكذلك بعض المساعدة الأخرى التي أقدرها أيضاً".
إيران ومعادلة الشرق الأوسط
وبسؤاله عن التهديد النووي الإيراني، قال نتنياهو: "لا شك أن إيران تستعد للحصول على أسلحة نووية، وربما كانت لتكون قد وصلت إلى هذه النقطة قبل 10 سنوات، حال لم نتخذ العديد من الإجراءات المختلفة لوقفها، لقد أوقفناهم، وأبطأناهم، لكننا لم نوقفهم بشكل كامل".
وأضاف: "ناقشنا هذه المسألة، والرئيس ترمب قال شيئاً بسيطاً للغاية، وهو ما قلته أيضاً، وهو إنه لا ينبغي السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية وهذا كل ما يمكنني قوله عن هذا الأمر".
وقال نتنياهو: "أعتقد أنه من المعروف أن أغلب الدول العربية قد تحولت من النظر إلى إسرائيل باعتبارها عدوها الأكبر إلى رؤية إيران باعتبارها هذا العدو، لكنهم لا يقولون ذلك دائماً، بل غالباً ما يخفون الأمر، إلا أنهم يدركون أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تقاتل إيران، فنحن نحاربها، وهي تعلن صراحةً عن هدفها المتمثل في تدميرنا، لكننا لم نسعى إلى هذا الصراع، بل هم الذين يسعون إليه، ويقولون علناً إنهم سيقضون على الدولة اليهودية، وإن هدفهم ليس مجرد الدولة اليهودية، بل غزو الشرق الأوسط والتوسع إلى ما هو أبعد من ذلك، وكذلك ابتزاز الولايات المتحدة بالأسلحة النووية".
وتابع: "لذا، من خلال اتخاذ إجراءات مضادة، فإننا لا نفعل ذلك من أجل بقائنا فحسب، بل وأيضاً من أجل مصالح العديد من الدول في المنطقة، ومصلحة الولايات المتحدة، والسلام العالمي، فلا أحد يريد عالماً تمتلك فيه إيران سلاحاً نووياً ووسائل لازمة لإطلاقها، فهذا لن يؤدي إلى السلام، بل سيؤدي إلى اندلاع أسوأ الحروب، ولذا لابد من وقف هذا".
وفي نهاية حديثه، قال نتنياهو إن "عودة ترمب إلى البيت الأبيض تُعطي دعماً هائلاً لأولئك الذين يرغبون في تراجع العدوان الإيراني، ومنعها من امتلاك سلاح نووي أبداً، وهو ما سيؤثر على المنطقة بأسرها، ويعزز معنويات الإسرائيليين، ومعنويات كل أولئك الذين يرغبون في رؤية شرق أوسط مختلف ومزدهر وسلمي، كما أعتقد أنه يُغير المعادلة العالمية، وبالتأكيد المعادلة في الشرق الأوسط"، وفق تعبيره.