![سيارة تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) أضرم فيها عدد من المحتجن النار بمحيط مطار رفيق الحريري ببيروت. 14 فبراير 2025 - مواقع التواصل الاجتماعي](https://assets-news.asharq.com/images/articles/416x312/4-3/9lyQcImQBd_1739586381.jpg)
اندلعت احتجاجات بمحيط مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، حيث تدخلت قوات الجيش اللبناني لتفريق محتجين هاجموا موكباً تابعاً لقوات "اليونيفيل"، وذلك بعدما منع لبنان طائرة مدنية إيرانية من الهبوط في أحد مطاراته، فيما ردت السلطات الإيرانية بمنع طائرتين من إعادة رعايا لبنانيين من طهران.
وأعلنت القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان، إصابة قائد بـ"اليونيفيل"، كان في طريقه إلى بلاده بعد انتهاء مهمته، وذلك خلال هجوم على قافلة للأمم المتحدة كانت تنقل جنوداً إلى مطار بيروت، وطالبت، في بيان، السلطات اللبنانية بـ"تحقيق كامل وفوري وتقديم كل المتورطين للعدالة".
ولاحقاً، أجرى رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام اتصالاً بالمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، وبرئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لازارو، مستنكراً الاعتداء على آليات وعناصر اليونيفيل، ومعرباً عن تقدير لبنان للدور الذي قامت وتقوم به القوات الدولية في الجنوب، وأكّد أنه "طلب من وزير الداخلية اتخاذ الإجراءات العاجلة لتحديد هوية المعتدين، وتوقيفهم".
وعبر بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية، فجر السبت، أدانت الولايات المتحدة "الهجوم العنيف على قافلة تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في بيروت، والذي أفادت تقارير بأنه نفذه مجموعة من أنصار حزب الله، وأسفر عن إصابة عدد من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة".
وقالت، وفق البيان: "نُشيد بالاستجابة السريعة للقوات المسلحة اللبنانية لمنع تصاعد العنف، كما نرحب بتعهد الحكومة اللبنانية باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمحاسبة الأفراد المسؤولين عن هذا الهجوم".
تفاصيل بداية الأزمة
قالت مصادر لبنانية لـ"الشرق"، إن بيروت "طلبت من شركة طيران الشرق الأوسط، إرسال طائرتين إلى طهران لنقل الركاب اللبنانيين بعد منع الطائرة الإيرانية من الهبوط في بيروت، الخميس، إلا أن الشركة لم تحصل على الإذن، وحتى اللحظة رُفض الطلب".
وذكر مصدر، أنه "عادة لا توجد رحلات لطيران الشرق الأوسط إلى طهران، لذلك هذه رحلات استثنائية هدفها نقل الركاب من طهران إلى بيروت".
وأكد وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي، أن الاتصالات مستمرة بين وزارة الأشغال والطيران المدني اللبنانية، وشركة طيران الشرق الأوسط مع سفارة لبنان في طهران، بهدف "تأمين عودة المواطنين اللبنانيين إلى بيروت في أسرع وقت ممكن".
وقال رجّي في حديث لوسائل إعلام محلية، إن "التفاوض يجري حالياً بين البلدين، عبر سفير لبنان في طهران للوصول إلى النتيجة المطلوبة".
وذكر أن "وزارة الخارجية تتابع عن كثب قضية رفض إيران هبوط طائرتين لبنانيتين على أراضيها، وتسعى لإيجاد مخرج في الشق السياسي، بينما تتابع شركة طيران الشرق الأوسط الملف التقني"، مشيراً إلى أنه "سيتم إصدار بيان رسمي عن الخارجية قريباً".
تحفظ إيراني
وفي المقابل، اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الجمعة، إسرائيل بـ"تهديد طائرة ركاب تقل مواطنين لبنانيين من طهران، مما تسبب في تعطيل الرحلات الجوية العادية للبلاد إلى مطار بيروت".
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي زعم على منصة "إكس"، أن "فيلق القدس الإيراني وحزب الله استغلا رحلات مدنية إلى مطار بيروت لتهريب الأموال".
من جهته، اعتبر السفير الإيراني لدى لبنان مجتبى أماني، أن بحث الحكومة اللبنانية عن رحلة بديلة للطائرات الإيرانية "أمر غير مقبول لدينا"، مضيفاً: "نحن نرحب بشكل عام بتسيير رحلات الخطوط الجوية اللبنانية إلى إيران، ولكن ليس بالشكل الذي يؤدي إلى إلغاء الرحلات الإيرانية".
وأشار إلى أن "المفاوضات جارية حالياً، وتتطلب اتفاقاً متبادلاً"، معرباً عن أمله "في التوصل إلى حل أسرع لهذه القضية".
ولفت مدير مطار الخميني الدولي في طهران سعيد تشلندري لوكالة "تسنيم" الإيرانية، إلى أنه "كان من المقرر أن تقلع رحلة جوية من طهران إلى بيروت اليوم (الجمعة) الساعة 7:30 صباحاً (بالتوقيت المحلي)، لكن منظمة الطيران المدني اللبنانية لم تصدر تصريحاً لهذه الرحلة".
وذكر أن "لبنان أعلنت أن الرحلات الإيرانية إلى لبنان ستتوقف حتى 18 فبراير الجاري، وأن الركاب الذين يرغبون في السفر على هذا الخط يجب أن يستخدموا الرحلات اللبنانية".
وتابع: "بالطبع، لن نوافق على هذا الطلب، لأنه إذا كان من المقرر أن تكون هناك رحلات بين البلدين، فيجب أن تكون بشكل متبادل"، موضحاً أن منظمة الطيران المدني ووزارة الخارجية في إيران "تعملان على متابعة القضية لحلها".
احتجاجات وعنف في بيروت
وأثار القرار اللبناني بعدم السماح بهبوط الطائرة الإيرانية، احتجاجات أمام مدخل مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، إذ قطع مناصرون لـ"حزب الله" طريق المطار، وعدة شوارع رئيسية في بيروت، فيما عمل الجيش اللبناني على فتح الطرقات بعد مواجهات مع المحتجين.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، مساء الجمعة، إن عدداً من الشبان هاجموا موكباً تابعاً لقوات "اليونيفيل" على طريق المطار القديم في محيط الكوكودي، وجرى إحراق 3 سيارات تابعة للموكب، فيما تدخلت قوة من الجيش لتفريقهم.
وأفاد مصدر أمني لبناني لـ"رويترز" بأن فرداً على الأقل من قوات حفظ السلام أصيب بعد إضرام مؤيدين لجماعة "حزب الله" النار في سيارة تابعة للأمم المتحدة قرب مطار بيروت.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن وزير الداخلية اللبناني أحمد الحجار دعا لعقد اجتماع طارئ، قبل ظهر السبت، لمناقشة الوضع الأمني.
ونقلت الوكالة عن الوزير تأكيده "رفض الحكومة اللبنانية هذا الاعتداء الذي يعد جريمة بحق قوات حفظ السلام".
وقالت "حركة أمل" التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري إن "الاعتداء على اليونيفيل هو اعتداء على جنوب لبنان، وأن قطع الطرقات في أي مكان كان هو طعنة للسلم الأهلي".
ودعت قيادة الحركة، "الجيش اللبناني والقوى الأمنية إلى ملاحقة الفاعلين، والضرب بيد من حديد على أيدي العابثين".
ونقلت وسائل إعلام تابعة لـ"حزب الله" عن مصادر القول إن "هناك معلومات عن قيام أشخاص ملثمين ينظمون تحركات مشبوهة، تهدف إلى افتعال فوضى على طريق المطار".
وأضافت المصادر: "عناصر فوضوية وغير منضبطة تقوم بإحداث فوضى مشبوهة الأهداف على طريق المطار، تشمل قطع الطريق، وإحراق اللوحات الإعلانية، وندعو إلى عدم الانجرار وراءها".
ودعا النائب عن "حزب الله" إبراهيم الموسوي في بيان، الخميس، الحكومة اللبنانية لـ"اتخاذ التدابير اللازمة لضمان سيادة لبنان على جميع مرافقه العامة وأهمها المطار".