أزمة مطار بيروت.. توقيف أكثر من 25 شخصاً والرئيس يتعهد بـ"عدم التهاون"

جوزاف عون يتوعد المسؤولين عن الاعتداء على ضابط اليونيفيل

time reading iconدقائق القراءة - 6
سيارة تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) تسير بالقرب من الحدود مع إسرائيل، جنوب لبنان. 23 يناير 2025. - Reuters
سيارة تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) تسير بالقرب من الحدود مع إسرائيل، جنوب لبنان. 23 يناير 2025. - Reuters
بيروت -الشرقرويترز

أدانت الأمم المتحدة، والرئيس اللبناني جوزاف عون، السبت، الهجوم على موكب لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) في بيروت، مؤكداً أن القوات الأمنية لن تتسامح مع من يحاول زعزعة استقرار البلاد، فيما دعا وزير الداخلية اللبناني إلى اجتماع طارئ، لمتابعة الأوضاع الأمنية على خلفية "أعمال الشغب"، مؤكداً توقيف أكثر من 25 شخصاً.

وذكر بيان صادر عن مكتب الرئيس اللبناني، أن "ما حدث الليلة الماضية (الجمعة) على طريق المطار، وفي بعض مناطق بيروت، تصرفات مرفوضة ومدانة، ولا يمكن السماح بتكرارها. كما أن القوى الأمنية لن تتهاون مع أي جهة تحاول زعزعة الاستقرار والسلم الأهلي في البلاد.

وفي وقت سابق الجمعة، اندلعت احتجاجات بمحيط مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، حيث تدخلت قوات الجيش اللبناني لتفريق محتجين هاجموا موكباً تابعاً لقوات "اليونيفيل"، وذلك بعدما منع لبنان طائرة مدنية إيرانية من الهبوط في مطار بيروت.

وأعلنت القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان، إصابة قائد بـ"اليونيفيل"، كان في طريقه إلى بلاده بعد انتهاء مهمته، وذلك خلال هجوم على قافلة للأمم المتحدة كانت تنقل جنوداً إلى مطار بيروت، وطالبت، في بيان، السلطات اللبنانية بـ"تحقيق كامل وفوري وتقديم كل المتورطين للعدالة".

وأدان الرئيس اللبناني الاعتداء الذي استهدف الجنرال النيبالي، شوك بهادور داكال، أثناء مروره على طريق المطار، مؤكداً أن "المعتدين سينالون عقابهم".

وأعطى عون توجيهاته إلى الجيش والقوى الأمنية بوقف هذه الممارسات وفتح كل الطرق وإزالة العوائق من الشوارع وملاحقة المخلين بالأمن واعتقالهم وإحالتهم إلى القضاء، الذي باشر تحقيقاته الميدانية.

ودعا إلى عدم الانجرار وراء ما سمّاها "دعوات مشبوهة تؤدي إلى ممارسات كتلك التي حصلت ليل الجمعة"، لافتاً إلى أن التعبير عن أي موقف يجب أن يكون سلمياً، وأن القوى الأمنية ستقوم بواجبها في حفظ الأمن إذا ما تجاوزت ردود الفعل الإطار المسموح به، سيما إذا ما هددت أمن المواطنين وسلامتهم.

تدابير أمنية مشددة

وفي السياق، قال وزير الداخلية اللبناني، أحمد الحجار، إن التحركات التي حصلت، الجمعة، "تجاوزت الإطار المسموح فيه ضمن القوانين والأنظمة، إذ كان هناك قطعاً للطرق وتعديات على الأملاك العامة والخاصة".

وأكد الحجار بعد اجتماع طارئ مع الأجهزة الأمنية، السبت، أنه "سيتم ملاحقة الفاعلين بكل جدية"، مضيفاً أن "هناك أكثر من 25 موقوفاً لدى مخابرات الجيش اللبناني المكلفة من قبل النيابة العامة التمييزية لإجراء التحقيق، وهناك موقوف لدى شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي".

وقال إن التحقيقات "ستبيّن من هو المسؤول، ومن المرتكب ومن هو مرتكب جرم آخر أو تعدي آخر". 

وتابع: "في الوقت نفسه طلبت من كل المعنيين اتخاذ أقسى التدابير الأمنية وتسيير الدوريات وتأمين التواجد للجيش اللبناني والقوى الأمنية على الأرض والحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية الناس وطمأنتهم".

وكان رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، أجرى اتصالاً بالمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس بلاسخارت، وبرئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال، أرولدو لازارو، مستنكراً الاعتداء على آليات وعناصر اليونيفيل، ومعرباً عن تقدير لبنان للدور الذي قامت وتقوم به القوات الدولية في الجنوب، وأكّد أنه "طلب من وزير الداخلية اتخاذ الإجراءات العاجلة لتحديد هوية المعتدين، وتوقيفهم".

وعبر بيان صادر عن الخارجية الأميركية، فجر السبت، أدانت الولايات المتحدة "الهجوم العنيف على قافلة تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في بيروت، والذي أفادت تقارير بأنه نفذه مجموعة من أنصار حزب الله، وأسفر عن إصابة عدد من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة".

وقالت، وفق البيان: "نُشيد بالاستجابة السريعة للقوات المسلحة اللبنانية لمنع تصاعد العنف، كما نرحب بتعهد الحكومة اللبنانية باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمحاسبة الأفراد المسؤولين عن هذا الهجوم".

تفاصيل بداية الأزمة

كانت مصادر لبنانية، قالت، في وقت سابق، لـ"الشرق"، إن بيروت "طلبت من شركة طيران الشرق الأوسط، إرسال طائرتين إلى طهران لنقل الركاب اللبنانيين بعد منع الطائرة الإيرانية من الهبوط في بيروت، الخميس، إلا أن الشركة لم تحصل على الإذن، وحتى اللحظة رُفض الطلب".

وذكر مصدر، أنه "عادة لا توجد رحلات لطيران الشرق الأوسط إلى طهران، لذلك هذه رحلات استثنائية هدفها نقل الركاب من طهران إلى بيروت".

وأكد وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي، أن الاتصالات مستمرة بين وزارة الأشغال والطيران المدني اللبنانية، وشركة طيران الشرق الأوسط مع سفارة لبنان في طهران، بهدف "تأمين عودة المواطنين اللبنانيين إلى بيروت في أسرع وقت ممكن".

وقال رجّي في حديث لوسائل إعلام محلية، إن "التفاوض يجري حالياً بين البلدين، عبر سفير لبنان في طهران للوصول إلى النتيجة المطلوبة".

وذكر أن "وزارة الخارجية تتابع عن كثب قضية رفض إيران هبوط طائرتين لبنانيتين على أراضيها، وتسعى لإيجاد مخرج في الشق السياسي، بينما تتابع شركة طيران الشرق الأوسط الملف التقني"، مشيراً إلى أنه "سيتم إصدار بيان رسمي عن الخارجية قريباً".

تحفظ إيراني

وفي المقابل، اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الجمعة، إسرائيل بـ"تهديد طائرة ركاب تقل مواطنين لبنانيين من طهران، مما تسبب في تعطيل الرحلات الجوية العادية للبلاد إلى مطار بيروت".

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي زعم على منصة "إكس"، أن "فيلق القدس الإيراني وحزب الله استغلا رحلات مدنية إلى مطار بيروت لتهريب الأموال".

من جهته، اعتبر السفير الإيراني لدى لبنان مجتبى أماني، أن بحث الحكومة اللبنانية عن رحلة بديلة للطائرات الإيرانية "أمر غير مقبول لدينا"، مضيفاً: "نحن نرحب بشكل عام بتسيير رحلات الخطوط الجوية اللبنانية إلى إيران، ولكن ليس بالشكل الذي يؤدي إلى إلغاء الرحلات الإيرانية".

تصنيفات

قصص قد تهمك