رئيس الأرجنتين يواجه "فضيحة" عملات مشفرة قبل زيارته واشنطن

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي يشير إلى أنصاره من شرفة كابيلدو خلال الاحتفال بالذكرى 214 لثورة مايو، في كوردوبا، الأرجنتين. 25 مايو 2024 - Reuters
الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي يشير إلى أنصاره من شرفة كابيلدو خلال الاحتفال بالذكرى 214 لثورة مايو، في كوردوبا، الأرجنتين. 25 مايو 2024 - Reuters
دبي-الشرق

في وقتٍ متأخر من مساء الجمعة، وجّه الرئيس الأرجنتيني، خافيير ميلي، متابعيه إلى موقع إلكتروني يزعم جمع أموال لدعم الشركات الصغيرة في الأرجنتين باستخدام العملات المشفرة، وفق "بلومبرغ".

وعلى الجانب الآخر من العالم، شاهد رائد الأعمال في مجال العملات الرقمية، هايدن ديفيس، ارتفاع قيمة عملة "ليبرا" المشفَّرة، وهي واحدة مما يُعرف بعملات "الميم"، ساهم في إطلاقها.

وقفزت قيمة "ليبرا" السوقية متجاوزةً حاجز مليار دولار، ثم ملياري دولار، وصولاً إلى أكثر من 4 مليارات دولار.

وقالت "بلومبرغ"، الاثنين، إن رئاسة ميلي في الأرجنتين دخلت في "وضع الأزمة" عندما انهارت العملة، كما يحدث عادةً مع هذا النوع من الأصول. وتكبَّد مستثمرون، من بينهم مؤسس "بارستول سبورتس" ديف بورتنوي، خسائر فادحة.

ووصف بورتنوي العملة بأنها "أكبر عملية احتيال على الإطلاق"، مستخدماً مصطلح "rug pull" الشائع في عالم العملات المشفرة لوصف عمليات الاحتيال.

أما ديفيس، فقد أقرّ لاحقاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأنه تمكن من تحقيق بعض الأرباح رغم انهيار العملة.

اتهامات متبادلة

باتت هذه الأحداث محل تحقيق داخلي من قبل الحكومة، فيما يتبادل أعضاء بارزون في عالم العملات المشفرة الاتهامات، بينما يسعى ميلي لتجاوز تداعيات هذه الأزمة السياسية، وفق "بلومبرغ".

ووصف هنري إلدر، من شركة UTXO Management، قضية "ليبرا" بأنها "مهزلة". وقال: "إنها مثال صارخ على أن الجيل الحالي من قادة العملات المشفرة يفتقر تماماً إلى أي بوصلة أخلاقية".

وفي غضون ذلك، يستعد ميلي للتوجه إلى واشنطن هذا الأسبوع على أمل لقاء نظيره الأميركي دونالد ترمب. ويسعى الرئيس الأرجنتيني للحصول على دعم نظيره الأميركي لضمان حصول بلاده على تمويل إضافي من صندوق النقد الدولي ضمن برنامج جديد لا يزال قيد التفاوض، إضافة إلى احتمال الحصول على إعفاءات من الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب.

وفاز ميلي بالانتخابات الرئاسية في الأرجنتين أواخر عام 2023 بفارق كبير، مدعوماً بمؤيدين كانوا يتطلعون إلى "إصلاح اقتصادي سريع" بعد سنوات من الأزمات.

روايات متضاربة

وقالت "بلومبرغ" إن ميلي ينحاز، بشكل متزايد، إلى قادة يمينيين حول العالم، وإن حملته للترويج للعملات المشفَّرة أثارت مقارنات بعملة رقمية أطلقها ترمب بنفسه قبل أيام من تنصيبه.

وأُطلقت عملة "ليبرا" على منصة "سولانا"، وهي سلسلة كتل تتميز بسرعة المعاملات ورسومها المنخفضة، ما جعلها خياراً مفضلاً لدى متداولي عملات "الميم".

وزادت الفوضى خلال عطلة نهاية الأسبوع مع تضارب الروايات. فبعد انهيار عملة "ليبرا"، صرح ديفيس، الرئيس التنفيذي لشركة Kelsier Ventures، في فيديو نشره على منصة "إكس"، السبت، أنه كان مستشاراً لميلي، وأنه "يعمل معه (الرئيس) ومع فريقه على إنشاء عملات مشفَّرة أكبر بكثير، وأشياء رائعة في الأرجنتين".

لكن مكتب ميلي أصدر بياناً قال فيه إن ديفيس "لم يكن له، ولا تربطه أي صلة بالحكومة الأرجنتينية".

وقال ميلي إنه التقى ديفيس الشهر الماضي في القصر الرئاسي في بوينس آيرس، باعتباره أحد المشاركين في بناء البنية التحتية الرقمية لعملة "ليبرا".

وعلم الرئيس الأرجنتيني بالمشروع قبل أشهر، عندما عرَّفه أحد المتداولين - الذين عرفهم قبل توليه منصبه - على جوليان بيه، الرئيس التنفيذي لشركة "KIP Protocol" صاحبة الفكرة الأصلية وراء العملة، وفق "بلومبرغ".

ولكن بحلول صباح السبت الماضي، نفى ميلي معرفته بأي تفاصيل عن "ليبرا"، وقال إنه كان يدعم مبادرة خاصة بدت ذات نوايا حسنة، لكنه لم يكن مرتبطاً بها بشكل مباشر. وفي المقابل، قال ديفيس إن الرئيس الأرجنتيني دعم العملة، وروّج لها بنشاط، إلا أنه تراجع "بشكل غير متوقع" بعد ذلك.

وقال ديفيس، السبت، إنه يخطط لإعادة الأرباح التي حققها إلى العملة في محاولة لطمأنة مشتري العملات المشفرة.

وقالت "بلومبرغ" إن مكتب ميلي وديفيس لم يردا على الفور على طلباتها للتعليق على الأمر.

ومن بين المستثمرين الذين تأثروا بانهيار العملة كان بورتنوي، الذي قال مساء الأحد في بث على "إكس"، إن ديفيس دعاه للمشاركة في إطلاق العملة.

والتقى الاثنان لأول مرة في منزل بورتنوي قبل بضعة أسابيع، ثم تحدث ديفيس معه عبر الهاتف عندما كان رائد الأعمال في مجال العملات المشفرة في بوينس آيرس للقاء زعيم الأرجنتين، بحسب "بلومبرغ".

وقال بورتنوي إن ديفيس إضافة إلى "سجل التسويق" الخاص بـ"ليبرا"، وعرض عليه إجراء مقابلة مع ميلي في الأرجنتين تماماً كما أجراها مع ترمب قبل سنوات.

وبدأت الأمور تسوء، الجمعة، عندما قال بورتنوي - الذي وصف ميلي بأنه "شبيه صغير بترمب" - إن ديفيس أهداه عملات "ليبرا" قبل الإطلاق.

وأضاف بورتنوي أنه أخبر ديفيس بأنه سيكشف عن الهدية لمتابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي عندما يروّج للعملة، لكن ديفيس طلب منه على الفور حذف تلك التفاصيل من المنشور الذي لم يكن قد نشره بعد.

وقال بورتنوي إنه أعاد العملات المهداة، لكنه اشترى عملة "ليبرا" بشكل مستقل بعد منشور ميلي الأول مساء الجمعة، "مُراهناً على مصداقية الزعيم الأرجنتيني"، بحسب "بلومبرغ".

تصنيفات

قصص قد تهمك