دبي/ موسكو -الشرق
قال رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي، كيريل دميترييف، على هامش المحادثات الأميركية الروسية في الرياض، الثلاثاء، إن روسيا تتوقع "تقدماً" في التعاون الاقتصادي مع الولايات المتحدة في الأشهر المقبلة، مع تزايد الآمال في موسكو بأن يرفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب العقوبات، على خلفية حرب أوكرانيا.
وقال المفاوض الاقتصادي لموسكو في المحادثات مع واشنطن، للتلفزيون الروسي الرسمي قبل بدء اجتماعات الرياض: "لدينا سلسلة من المقترحات، يفكر فيها زملاؤنا. وأعتقد أنه من المحتمل أن يكون هناك تقدم في المستقبل غير البعيد، في غضون الشهرين أو الثلاثة أشهر المقبلة".
وشدد دميترييف، على أن روسيا والولايات المتحدة "لا تزالان في بداية الحوار بشأن قضية العقوبات"، مضيفاً أن "الشركات الأميركية خسرت 300 مليار دولار بعد مغادرتها روسيا"، معرباً عن اعتقاده بأن "شركات النفط الكبرى الأميركية ستعود إلى روسيا في وقت ما".
وأضاف المسؤول الروسي: "نرى حقاً أن الرئيس ترمب وفريقه قادران على حل المشكلات، فقد تعاملوا بالفعل مع عدد من التحديات الكبيرة بسرعة كبيرة وكفاءة عالية ونجاح كبير".
وأضاف، في تصريحات من العاصمة السعودية الرياض، أن المحادثات التي تستضيفها المملكة بين المسؤولين الأميركيين والروس، والتي ستتطرق إلى حرب أوكرانيا، "مهمة".
واعتبر المستشار المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين أن العقوبات ضد روسيا ضربت الولايات المتحدة أكثر من روسيا، وقال إن الإدارة الأميركية السابقة (جو بايدن)، "لم تسع إلى فهم مخاوف روسيا؛ والآن الولايات المتحدة تبدي استعدادها للاستماع وفهم موقفنا".
وأوضح رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي، أن "موسكو وواشنطن لم تناقشا بعد إمدادات الغاز عبر خط نورد ستريم 2) المتبقي"، مضيفاً أن سياسة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن "قوضت الثقة بالدولار، كما أن العقوبات ساهمت بأن تصبح روسيا أكثر استقلالية"، مضيفاً أن موسكو وواشنطن بحاجة إلى المضي قدماً في مشروعات مشتركة، بما في ذلك في القطب الشمالي".
إشادة روسية بفريق ترمب
وفي وقت سابق الاثنين، قال دميترييف لشبكة CNN، إنه التقى بالفعل ببعض أعضاء فريق الرئيس الأميركي دونالد ترمب قبل المحادثات، وأضاف: "كل ما يمكنني قوله هو أن فريق ترمب يجيد حل المشكلات"، مشيراً إلى أن "الرئيس ترمب يسعى إلى حل المشكلات بطريقة رائعة".
وأضاف دميترييف أن ممثلي الولايات المتحدة لم يقدموا أي وعود مباشرة لنظرائهم الروس. وأضاف: "أعتقد أن الوعد هو: دعونا نتحاور، دعونا نتوصل إلى أفضل حل لبلداننا، وللبلدان الأخرى، وللمجتمع العالمي".
ونفى دميترييف أيضاً، أي نوايا روسية بشأن استخدام المحادثات في المقام الأول للدفع من أجل تخفيف العقوبات. واعتبر أن "العمل معاً يمكن أن يفيد الاقتصادين الروسي والأميركي".
وقالت روسيا إن وزير الخارجية سيرجي لافروف سيجري محادثات مع كبار المسؤولين الأميركيين، بما في ذلك وزير الخارجية ماركو روبيو، الثلاثاء والتي ستركز على إنهاء حرب أوكرانيا وتطبيع العلاقات الروسية الأميركية.
ولعب دميترييف، المصرفي السابق في جولدمان ساكس، والذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، دوراً في الاتصالات المبكرة بين موسكو وواشنطن خلال فترة ولاية ترمب الأولى كرئيس من 2016 إلى 2020.
وتناقش المباحثات، ملفات عدة، أبرزها تطبيع العلاقات المتوترة بين البلدين، وتعزيز التعاون الاقتصادي، والتوصل إلى تسوية بشأن الحرب في أوكرانيا، إلى جانب ملفات الأمن الدولي، والحد من سباق التسلح، وقضايا فلسطين وسوريا وإيران والعلاقات مع الصين.
وتأتي المحادثات بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الأميركي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي، إذ وجه ترمب كبار المسؤولين ببدء مفاوضات بشأن الحرب التي تعهد مراراً خلال حملته الانتخابية بإنهائها.
ولعبت الرياض، التي تشارك أيضاً في محادثات مع واشنطن بشأن مستقبل قطاع غزة، دوراً في الاتصالات المبكرة بين إدارة ترمب وموسكو، ما ساعد في إتمام صفقة لتبادل السجناء، الأسبوع الماضي.
تصنيفات
