
أعلنت وزارة الخارجية السورية، الجمعة، أن وزير الخارجية أسعد الشيباني تلقى دعوة لزيارة العراق، مشيرةً إلى أن موعد الزيارة سيتحدد لاحقاً، وذلك "بعد استكمال جدول الأعمال، وإجراء المشاورات التقنية اللازمة لتحديد التوقيت المناسب".
وقال المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية لوكالة الأنباء السورية "سانا"، إن الزيارة ستناقش "عدداً من القضايا المشتركة، وفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين".
من جانبها، قالت وزارة الخارجية العراقية في بيان، إن وزير الخارجية السوري "كان قد تلقى في وقت سابق دعوة رسمية من نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية فؤاد حسين، لزيارة العراق".
وأشارت إلى أن الشيباني "أبدى رغبته في تلبية الدعوة، التي تأتي في إطار بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة التطورات الأمنية والسياسية الإقليمية"، لافتةً إلى أنه "من المقرر أن يتم تحديد موعد الزيارة بعد استكمال التنسيق اللازم بين الجانبين، بما يخدم المصالح المشتركة".
وذكر مصدران عراقيان لوكالة "رويترز"، في وقت سابق، الجمعة، أن زيارة الشيباني مرتقبة إلى بغداد السبت.
وسبق أن أعلن الشيباني في وقت سابق في الشهر الجاري، تلقيه دعوة رسمية لزيارة العراق، وأنه سيتوجه إلى بغداد "قريباً".
"مستقبل سوريا"
وبينما تستعد العراق لاستضافة القمة العربية الدورية في مارس المقبل، تنطلق في بغداد، السبت، فعاليات مؤتمر "حوار بغداد الدولي" السابع تحت شعار "التواصل من أجل التنمية والاستقرار الإقليمي"، بمشاركة نخبة من صناع القرار، الأكاديميين، والخبراء الدوليين.
وسيبحث المؤتمر التحولات الجيوسياسية وأثرها على المنطقة، كما سيعقد جلسة محورية حول مستقبل سوريا من منظور دولي، تليها مناقشات بشأن المنافسة بين القوى العظمى وتأثيرها على استقرار الشرق الأوسط، بحسب وكالة الأنباء العراقية "واع".
قلق عراقي
وأثار سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي، قلق دول الجوار، ومنها العراق، الذي قال رئيس وزرائه محمد شياع السوداني لـ"الشرق" في 7 فبراير، إن من أبرز المسائل التي تُثير قلق العراق هو التخلي عن مواجهة "العنف والتطرف والإرهاب"، مضيفاً: "نريد أن نرى موقفاً صريحاً في اتجاه محاربة (داعش)، وموقف واضح تجاه التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية".
وذكر أن بغداد تريد من دمشق "ألا تكون محطة لصراع الإرادات الأجنبية، والدخول، والتواجد"، معرباً عن حرصه بأن "تستفيد سوريا، ممّا واجهنا من أخطاء ومشاكل طيلة العقدين الماضيين منذ عام 2003، خصوصاً في ظل تشابه التغيير والأنظمة السابقة".
وأشار إلى وجود تنسيق بين البلدين "على مستوى اللاجئين، وكذلك على مستوى تأمين الحدود، وأيضاً على مستوى احتياجات سوريا".
من جهته، أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين خلال مشاركته في "مؤتمر باريس الدولي" بشأن سوريا، في 13 فبراير، "أهمية التنسيق المشترك لمحاربة الإرهاب وتعزيز أمن المنطقة".
وشدد حسين أيضاً في كلمة له خلال المؤتمر، على "ضرورة تأمين انتقال سلمي للسلطة عبر تشجيع الحوار الوطني بين جميع مكونات الشعب السوري، مع الاستفادة من التجربة السياسية العراقية".
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع استقبل، في 26 ديسمبر الماضي، رئيس جهاز المخابرات العراقية حميد الشطري في دمشق، حيث بحثا عدداً من الملفات الأمنية، كما ناقشا "حماية الحدود، والتعاون بشأن منع عودة نشاط تنظيم داعش، وكذلك حماية السجون التي تضمها داخل الأراضي السورية"، بحسب وكالة "واع".
ووفقاً للوكالة، عرض الوفد العراقي أيضاً "تصورات وطلبات العراق حول احترام الأقليات والمراقد المقدسة"، مضيفةً أن "الإدارة السورية الجديدة أبدت دعمها لمطالب العراق ومخاوفه، بما يتعلق بالملفات التي جرى النقاش حولها".