
قال برايان هيوز المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي الثلاثاء، إن المقترح المصري لإعادة إعمار غزة "لا يعالج حقيقة أن غزة غير صالحة للسكن حالياً"، مضيفاً أن الرئيس دونالد ترمب "متمسك برؤيته لإعادة بناء غزة خالية من حركة حماس".
وأضاف هيوز أن السكان "لا يستطيعون العيش بشكل إنساني في منطقة مغطاة بالحطام والذخائر غير المنفجرة".
وذكر أن الرئيس ترمب "متمسك برؤيته لإعادة بناء غزة خالية من حماس. ونتطلع إلى مزيد من المحادثات لإحلال السلام والازدهار في المنطقة".
وأعلن ترمب نيته السيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه في خطوة لاقت رفضاً عربياً ودولياً، وكرر الحديث عنها مراراً وتكراراً قبل أن يقول في نهاية فبراير، إنه لن يفرض خطته.
واعتمد البيان الختامي للقمة العربية الطارئة بشأن فلسطين في القاهرة الثلاثاء، خطة مصر بشأن إعادة إعمار غزة، ودعْم القرار الفلسطيني بتشكيل لجنة لإدارة القطاع لفترة انتقالية تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.
ورحَّبت حركة "حماس"، الثلاثاء، بخطة إعادة الإعمار، داعية إلى توفير جميع مقومات نجاحها، واعتبرت في بيان أن "عقْد القمة العربية مرحلة متقدمة من الاصطفاف العربي والإسلامي مع القضية الفلسطينية العادلة".
خطة مصرية تشدد على بقاء الفلسطينيين بأرضهم
وتضع خطة مصر إطاراً زمنياً مدته خمس سنوات لعملية إعادة إعمار على مرحلتين، وتتكلف 53 مليار دولار، وتشدد على ضمان بقاء الفلسطينيين في أرضهم، على أن تتم عملية إعادة الإعمار "بأيدي فلسطينية".
وتشمل الخطة المصرية خطة لإزالة وإعادة تدوير وتطهير الركام من المتفجرات، وتقدر الخطة المصرية أن حجم الركام يبلغ 50 مليون طن، ويقع ثلثه في منطقة غزة، وقدرت أن تكلفة إزالته ستبلغ 1.2 مليار دولار.
ويقول المخطط المصري إنه سيتم استخدام الركام الموجود بالقطاع، بالإضافة إلى رمال ردم من خارج القطاع للردم في البحر لزيادة مساحة القطاع بنحو 2%، أو 14 كيلومتر مربع.
سكن مؤقت لحين إعادة الإعمار
وذكرت الخطة المصرية أن التعافي المبكر سيستغرق 6 أشهر، ويشمل رفع الأنقاض وتركيب مساكن مؤقتة، على أن تستغرق المرحلة الأولى عامين، وتشمل بناء 200 ألف وحدة سكنية.
ووفقاً للخطة المصرية سيتم توفير سكن مؤقت للنازحين في غزة خلال عملية إعادة الإعمار، في وحدات سكنية مؤقتة (حاويات) تستوعب متوسط 6 أفراد في 7 مناطق داخل القطاع تستوعب نحو 1.5 مليون فرد.
ويشمل المخطط العام الدائم، إنشاء وحدات تنموية متكاملة توفر مناطق سكنية وتجارية وصناعية وخدماتية.
وستشمل المناطق السكنية إسكاناً منخفضاً ومتوسطاً وعالي الكثافة، واستخدامات تجارية، ومرافق حكومية وإدارية وتعليمية، تشمل في محاورها الخدمية والتنموية مدارس ومستشفيات ومرافق ترفيهية.
وستتكلف المرحلة الأولى 20 مليار دولار، وستستغرق عامين، وتشمل بناء 200 ألف وحدة سكنية، فيما تتكلف المرحلة الثانية 30 مليار دولار، وستستغرق عامين ونصف العام، وتشمل بناء 200 ألف وحدة سكنية أخرى ومطار بغزة.
وحثت الخطة المصرية على ضرورة مراعاة حقوق الشعب الفلسطيني وبقائه على أرضه دون تهجير، مطالبة بضرورة تكاتف المجتمع الدولي من منطلق إنساني قبل كل شيء لمعالجة الكارثة الإنسانية التي خلفتها الحرب، مشيرة إلى أن محاولة نزع الأمل في إقامة الدولة من الشعب الفلسطيني أو انتزاع أرضه منه لن تأتي إلا بمزيد من الصراعات وعدم الاستقرار.