
قال البيت الأبيض، الأربعاء، إن إدارة الرئيس دونالد ترمب تجري "محادثات مباشرة" مع حماس لبحث مسألة الإفراج عن المحتجزين الأميركيين في غزة، فيما أكد مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات وجود عدة اتصالات بين الطرفين.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت خلال مؤتمر صحافي: "عندما يتعلق الأمر بالمفاوضات.. أولاً وقبل كل شيء، فإن المبعوث الخاص الذي يشارك في هذه المفاوضات لديه السلطة للتحدث إلى أي شخص"، مشيرة إلى أنه "تم التشاور مع إسرائيل بشأن هذه المسألة".
ورداً على سؤال بشأن طبيعة المحادثات مع "حماس"، وما إذا كانت تتعلق بالمحتجزين فقط، أم أنهم يتحدثون أيضاً عن مقترح ترمب للسيطرة على غزة، أجابت ليفيت: "هذه محادثات ومناقشات مستمرة.. لن أتناولها بالتفصيل هنا".
وفي السياق ذاته، أكد مسؤول كبير في "حماس" لـ"الشرق" أنه "جرت اتصالات وعقد لقاءان مباشران بين الحركة ومسؤولين أميركيين في (العاصمة القطرية) الدوحة في الأيام الأخيرة تركز حول مسألة الافراج عن عدد من الاسرى الاسرائيليين من حملة الجنسية الامريكية وبعضهم احياء وبعضهم اموات" بدون تفاصيل اكثر.
أفاد مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات لـ"الشرق" بأن اتصالات جرت بين "حماس" وقنوات اتصال أميركية عدة مرات، وكان آخرها مع مبعوث أميركي.
وأضاف المصدر الفلسطيني أن الاتصالات تركزت على المحتجزين الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية الأميركية (أحياء وأمواتاً) دون أن يحدد عددهم. ولم يعط المصدر تفاصيل بشأن ما إذا تم التوصل إلى تفاهمات في هذا الصدد.
وفي وقت سابق، الأربعاء، قال مصدران مطلعان لموقع "أكسيوس" الإخباري، إن إدارة ترمب تجري "محادثات مباشرة" مع حماس لبحث مسألة الإفراج عن المحتجزين الأميركيين في غزة، وإمكانية التوصل إلى اتفاق أوسع لإنهاء الحرب في القطاع.
ووصف الموقع، المحادثات التي يقودها المبعوث الرئاسي الأميركي لشؤون الرهائن آدم بوهلر بـ"غير المسبوقة"، مشيراً إلى أنه لم يسبق للولايات المتحدة أن انخرطت في "محادثات مباشرة" مع حماس، التي تصنفها كـ"منظمة إرهابية" منذ عام 1997.
وعُقدت الاجتماعات بين بوهلر ومسؤولين في حماس خلال الأسابيع الأخيرة بالعاصمة القطرية الدوحة، وفقاً لـ"أكسيوس".
ورغم أن إدارة ترمب تشاورت مع إسرائيل بشأن إمكانية التواصل مع حماس، إلا أن تل أبيب علمت بجوانب معينة من المحادثات عبر مصادر وقنوات أخرى، وفقاً لما ذكره أحد المصادر.
وركزت المحادثات جزئياً على الإفراج عن المحتجزين الأميركيين، وهو جزء من اختصاص بوهلر كمبعوث لشؤون الرهائن، ولكنها تضمنت أيضاً مباحثات بشأن التوصل إلى صفقة أوسع تشمل إطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين، وهدنة طويلة الأمد، وفقاً لما ذكره المصدرين للموقع الذي أشار إلى أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق حتى الآن.
فيما قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بموقفها بشأن المحادثات المباشرة مع حماس، دون الخوض في تفاصيل.
وأوضح مكتب نتنياهو: "عبَّرت إسرائيل للولايات المتحدة عن موقفها بشأن المحادثات المباشرة مع حماس".
رسالة إلى حماس
وقال مصدر مطلع لصحيفة "جيروزالم بوست"، إن "بوهلر التقى بمسؤولي حماس؛ لأن دوره يسمح بذلك"، لافتاً إلى أن "الرسالة إلى حماس هي: أظهروا حسن النية لتمكين المناقشات حول المرحلة الثانية أيضاً".
وقدّر مسؤولون إسرائيليون، أنه "إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس، فإن تل أبيب ستعود للقتال في غزة خلال أسبوع ونصف"، بحسب ما نقلته "جيروزالم بوست".
كما كان من المقرر أن يسافر مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى الدوحة هذا الأسبوع للقاء رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار، لكنه ألغى الرحلة، مساء الثلاثاء، بعد أن رأى عدم إحراز أي تقدم من جانب حماس، وفقاً لمسؤول أميركي.
وزعم مصدر "جيروزالم بوست"، أن "حماس ترفض حالياً مقترح ويتكوف بشأن غزة، لذلك من الصعب للغاية إحراز تقدم"، فيما ذكر مصدر آخر للصحيفة، أن الحركة "لم تقبل ولم ترفض مقترح ويتكوف".
ووفقاً لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، تتضمن خطة ويتكوف إطلاق سراح نصف المحتجزين الأحياء، وإعادة نصف الجثث في اليوم الأول من الاتفاق. ومن المقرر أن يتم تسليم بقية المحتجزين والجثث في اليوم الثاني والأربعين، وهو اليوم الأخير لوقف إطلاق النار.
وبحسب "أكسيوس"، لا يزال لدى حماس 59 محتجزاً في قطاع غزة، فيما تعتقد الاستخبارات الإسرائيلية، أن 22 منهم ما زالوا على قيد الحياة، واثنين آخرين في حالة غير معروفة حتى الآن.
ومن بين المحتجزين 5 أميركيين بينهم إيدان ألكسندر البالغ من العمر 21 عاماً، والذي يعتقد أنه على قيد الحياة.
ودخل وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، بموجب اتفاق بوساطة مصرية وقطرية وبدعم من الولايات المتحدة. وأطلقت حماس سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً، و5 تايلانديين مقابل نحو ألفي سجين فلسطيني في إسرائيل.
وانتهت المرحلة الأولى التي استمرت 42 يوماً دون التوصل إلى اتفاق حول حكم غزة بعد الحرب، ومستقبل حماس نفسها. وأوقفت إسرائيل في وقت سابق دخول شاحنات المساعدات إلى القطاع.
وتقول حماس، إنها تريد المضي في مفاوضات المرحلة الثانية التي قد تُفضي إلى إنهاء الحرب بصورة دائمة، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع بالكامل وإعادة المحتجزين المتبقين، لكن إسرائيل تشترط تسليم المحتجزين لتمديد الاتفاق، وتدعم خطة تقول إنها من اقتراح ويتكوف لتمديد وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان، وحتى بعد عطلة عيد الفصح اليهودي في أبريل المقبل.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أومير دوستري لإذاعة الجيش، إن إسرائيل تمهل حماس "بضعة أيام" للموافقة على اقتراح ويتكوف. وأضاف: "إذا لم يحدث هذا، فسيجتمع مجلس الوزراء الأمني المصغر، ويقرر الخطوة التالية".
من جهتهم، دعا وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا في بيان مشترك، الأربعاء إسرائيل للوفاء بالتزاماتها الدولية في ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية لسكان غزة.
وجاء في البيان: "ندعو حكومة إسرائيل إلى الوفاء بالتزاماتها الدولية لضمان تقديم المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن وبلا عوائق لسكان غزة".