ترمب يفكر في فرض عقوبات على روسيا.. وتقارير: موسكو مستعدة لهدنة بشروط مع أوكرانيا

"بلومبرغ": الروس يشترطون إحراز تقدم باتجاه الوصول لـ"تسوية نهائية"

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض. 28 فبراير 2025 - Reuters
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض. 28 فبراير 2025 - Reuters
دبي-الشرق

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، إنه "يفكر بجدية" في فرض رسوم جمركية وعقوبات واسعة النطاق على روسيا من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار، وإبرام اتفاق سلام مع أوكرانيا، فيما ذكرت مصادر مطلعة لـ"بلومبرغ"، أن موسكو مستعدة لمناقشة "هدنة مؤقتة" في كييف شريطة إحراز تقدم باتجاه الوصول لـ"تسوية نهائية سلمية".

وذكر ترمب في منشور على منصة "تروث سوشيال" أنه "بناءً على حقيقة أن روسيا تقصف أوكرانيا بقوة في ساحة المعركة الآن، فإنني أفكر بجدية في فرض عقوبات مصرفية ورسوم جمركية واسعة النطاق على روسيا، حتى يتم التوصل لوقف إطلاق النار واتفاق تسوية نهائي".

ودعا الرئيس الأميركي، روسيا وأوكرانيا لـ"الجلوس إلى طاولة المفاوضات الآن، قبل فوات الأوان"، لافتاً خلال مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض إلى "صعوبة التعامل مع أوكرانيا، وقد يكون من الأسهل التعامل مع روسيا بخصوص تسوية نهائية".

وشدد الرئيس الأميركي، على ضرورة أن تتحرك أوكرانيا لـ"إنجاز العمل المطلوب"، وتابع: "أريد تسوية الحرب في أوكرانيا قبل (تقديم) أي ضمانات أمنية لكييف".

من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، إن بلاده "تعتقد أنها ستعيد الأمور إلى مسارها الصحيح مع أوكرانيا"، موضحاً أنه سيتجه مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى السعودية، الأسبوع المقبل، للقاء مسؤولين أوكرانيين.

ووفقاً لموقع "أكسيوس" الإخباري، هذه هي المرة الأولى منذ توليه المنصب في 20 يناير الماضي يهدد ترمب بشكل علني روسيا، بعد تبنيه مواقف أقل تشدداً تجاه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وتصاعد انتقادته ضد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض لـ"أكسيوس" إن "غضب ترمب تزايد خلال الأيام الأخيرة بسبب سلوك روسيا، وتصعيدها للقصف على أوكرانيا، وذلك بالتزامن مع سعيه للوصول إلى وقف إطلاق النار".

واستبعد الموقع، أن يكون للرسوم الجمركية الأميركية على البضائع الروسية تأثير كبير على موقف موسكو، مشيراً إلى أن قيمة السلع التي استوردتها الولايات المتحدة من روسيا خلال السنة المالية 2024 لا تتجاوز 3 مليارات دولار، بحسب مكتب الإحصاء الأميركي.

هدنة مؤقتة في أوكرانيا

ويأتي التهديد الأميركي بالتزامن مع ما أفادته به مصادر مطلعة في موسكو لـ"بلومبرغ" بشأن استعداد روسيا لـ"مناقشة هدنة مؤقتة في أوكرانيا شريطة إحراز تقدم نحو تسوية نهائية للحرب".

وقالت المصادر، إنه تم نقل هذا العرض خلال المحادثات التي جرت الشهر الماضي، في المملكة العربية السعودية بين المسؤولين الروس والأميركيين، معتبرةً ذلك "تجاوباً إيجابياً" من بوتين لدعوة ترمب بضرورة وقف إطلاق النار.

وأشار مصدران مطلعان على الأمر، إلى أنه "من أجل الموافقة على وقف الأعمال العدائية، يجب أن يكون هناك تفاهم واضح على المبادئ الإطارية لاتفاق السلام النهائي".

وذكر مصدر آخر مطلع على الأمر أن "روسيا ستصر بشكل خاص على تحديد طبيعة مهمة قوات حفظ السلام، وكذلك الاتفاق على الدول التي ستشارك بقواتها".

وتستعد السعودية لاستضافة اللقاء المقرر بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، الأسبوع المقبل.

وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان، الجمعة، استمرار المملكة في بذل جهودها لتحقيق سلام دائم لإنهاء الأزمة الأوكرانية، مبينةً أن المملكة واصلت خلال الثلاث سنوات الماضية هذه الجهود من خلال استضافتها للعديد من الاجتماعات بهذا الخصوص.

والخميس، قال مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف خلال مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض، إن الولايات المتحدة تجري مباحثات لتنسيق اجتماع مع أوكرانيا في السعودية.

وأشار المبعوث الأميركي إلى أن "المباحثات مستمرة لتنسيق لقاء مع الأوكرانيين في الرياض واحتمال في جدة.. وأعتقد أن الفكرة هي إنشاء إطار عمل لاتفاق سلام، وكذلك وقف مبدئي لإطلاق النار".

من جهته، قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا، إنه أجرى "اتصالاً بناءً" مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، الجمعة، لمناقشة تفاصيل الاجتماع الثنائي القادم في المملكة العربية السعودية.

وقال سيبيا عبر منصة "إكس": "أوكرانيا تريد إنهاء الحرب، والقيادة الأميركية أساسيةً لتحقيق السلام الدائم.. كما ناقشنا سبل تعزيز تعاوننا الثنائي".

اتفاق المعادن

وكان مسؤولون أوروبيون أفادوا بأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يسعى لربط الاتفاق المقترح بين واشنطن وكييف بشأن المعادن، بالتزام أوكرانيا بوقف إطلاق نار سريع مع روسيا، وذلك وفق ما نقلته "بلومبرغ" عن مصادر مطلعة. 

وأشارت المصادر إلى أن واشنطن أبدت استعداد ترمب لإتمام الاتفاق المتعلق بالموارد الطبيعية، والذي تعطل منذ مشادته الأخيرة في المكتب البيضاوي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بشرط موافقة كييف على مسار واضح نحو هدنة ومفاوضات مع موسكو. 

وتعتبر هذه الشروط الإضافية السبب الرئيسي وراء عدم توقيع اتفاق التعاون الاقتصادي حتى الآن، رغم التصريحات العلنية من كلا الجانبين التي توحي برغبتهما في إتمام الاتفاق، بحسب المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها نظراً لحساسية الموضوع. 

وثائق إسطنبول

من جهته، قال الكرملين، في وقت سابق الجمعة، إن روسيا والولايات المتحدة تعتبران مسودات اتفاقات ناقشتها موسكو وكييف في الأسابيع الأولى من الحرب أساساً محتملاً لاتفاق سلام في أوكرانيا، على الرغم من أن الرئيس الأوكراني رفضها في السابق باعتبارها "غير مقبولة".

ومسودات الوثائق التي نوقشت في محادثات في إسطنبول في نهاية مارس 2022، كانت تلزم أوكرانيا بالتخلي عن طموحاتها في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وقبول وضع الحياد الدائم، والخلو من الأسلحة النووية، مقابل ضمانات أمنية من الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا، الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بحسب وكالة "رويترز".

لكن الجانبين اختلفا بشأن المطالب الروسية التي تضمنت حق النقض على تصرفات الدول الضامنة لمساعدة أوكرانيا في حالة وقوع هجوم.

وقال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط لشبكة CNN، الشهر الماضي: "كان هناك ما سأطلق عليه مفاوضات جوهرية ومقنعة جداً وضعت في إطار ما يسمى باتفاق بروتوكول إسطنبول".

وأردف: "اقتربنا كثيراً جداً من التوقيع على شيء ما، وأعتقد أننا سنستخدم هذا الإطار كنقطة استرشادية للتوصل إلى اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا".

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين، رداً على سؤال بشأن موقف روسيا من مشروع إسطنبول: "في واشنطن، سمعنا أيضا تصريحات مفادها أن هذا قد يصبح أساساً ونقطة انطلاق للمفاوضات. وبالطبع، قال الرئيس بوتين إن المفاوضات قد تتخذ من اتفاقيات إسطنبول نقطة انطلاق".

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية هيورهي تيخي ذكر، الأسبوع الماضي، أن كييف لم تتلق أي مقترحات من الولايات المتحدة لاستخدام وثائق إسطنبول كأساس لمفاوضات السلام.

وفي ديسمبر الماضي، رفض الرئيس الأوكراني وثائق إسطنبول، ووصفها بأنه "إنذار يطالب بلاده بالاستسلام".

تصنيفات

قصص قد تهمك