أوروبا تسابق الزمن لاستبدال خدمات "ستارلينك" في أوكرانيا

4 شركات أوروبية تجري محادثات لتوفير خدمات بديلة

time reading iconدقائق القراءة - 6
جندي أوكراني من اللواء الميكانيكي المنفصل 61 يستخدم نظام ستارلينك خلال التدريبات العسكرية في منطقة تشيرنيجوف بأوكرانيا. 25 يونيو 2023 - AFP
جندي أوكراني من اللواء الميكانيكي المنفصل 61 يستخدم نظام ستارلينك خلال التدريبات العسكرية في منطقة تشيرنيجوف بأوكرانيا. 25 يونيو 2023 - AFP
دبي-الشرق

تسارع أوروبا لتزويد أوكرانيا ببدائل لشبكة الأقمار الاصطناعية Starlink، ذات النطاق العريض التابعة للملياردير إيلون ماسك، بعد أن سحبت الولايات المتحدة المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية من البلاد هذا الأسبوع، حسبما أوردته صحيفة "فاينانشيال تايمز".

وأكدت 4 شركات كبيرة لتشغيل الأقمار الاصطناعية وهي: SES في لوكسمبورج، Hisdesat في إسبانيا، و Viasat، مالكة شركة Inmarsat البريطانية، و Eutelsat/OneWeb الفرنسية، أنها تجري محادثات مع الحكومات ومؤسسات الاتحاد الأوروبي حول كيفية توفير اتصال احتياطي لأوكرانيا.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة Hisdesat لخدمات الأقمار الاصطناعية الحكومية الآمنة، ميجيل أنخيل جارسيا بريمو، إن شركته "اتصلت بها العديد من المسؤولين الأوروبيين. نحن جزء من هذه المبادرة".

وأضاف أن الاشتباك الذي وقع الأسبوع الماضي في المكتب البيضاوي بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دفع إلى "مناقشات فورية حول ما إذا كان الاتحاد الأوروبي يستطيع تقديم بدائل".

بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة SES في لوكسمبورج، عادل الصالح، إن الشركة تقدم بالفعل خدمات لأوكرانيا، مضيفاً أنه "بينما كانت هناك مناقشات حول بديل لعدة أشهر، فإن الأحداث الأخيرة سرعت هذه المحادثات".

من جانبها، قالت شركة Viasat: "توجد سعة كبيرة من مجموعة متنوعة من المصادر الأخرى. سيتم توفير المزيد من هذه الخدمات قريباً. لدينا القدرة والإمكانات اللازمة للمساعدة ونحن سعداء جداً بالقيام بكل ما في وسعنا للمساعدة في معالجة هذه المسألة الأمنية الحرجة في أوكرانيا وفي أوروبا على نطاق أوسع".

واجتمع زعماء أوروبيون هذا الأسبوع في بروكسل، حيث تعهدوا بزيادة قدراتهم الدفاعية بشكل كبير، كما تحدث وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف مع نظيره الألماني بوريس بيستوريوس في برلين، لبحث الجهود المبذولة لإنشاء نسخة احتياطية أوروبية من "ستارلينك".

ومن المقرر أن يبدأ زيلينسكي محادثات مع الولايات المتحدة الأسبوع المقبل بشأن إنهاء الحرب، لكن المخاوف لا تزال قائمة بشأن إمكانية استخدام الوصول إلى خدمات "ستارلينك" للضغط على كييف للموافقة على صفقة غير مواتية.

دور "ستارلينك" في حرب أوكرانيا

وقال وزير الرقمنة الأوكراني ميخايلو فيدوروف، إن استبدال الأجهزة التي بحجم الكومبيوتر المحمول والتي أصبحت بالغة الأهمية لا يزال "مهمة شاقة"، إذ هناك أكثر من 40 ألف محطة تعمل في الجيش والمستشفيات والشركات ومنظمات الإغاثة.

وجعلت سرعة وموثوقية خدمات "ستارلينك" جزءاً لا يتجزأ من الطريقة التي تُدار بها الحرب في أوكرانيا، ففي مراكز القيادة التي أقيمت في الأقبية والمخابئ، يحصل الضباط على تدفق مستمر في الوقت الفعلي من اللقطات المستخدمة لتوجيه الضربات بالمدفعية والطائرات بدون طيار.

وقال بافلو ناروزني، الخبير العسكري الأوكراني، إن القوات الأوكرانية "تستخدم ستارلينك، لأنها أقل عرضة لأجهزة التشويش الروسية، مقارنة باتصالات الراديو التقليدية".

لكن الخدمة كانت متقطعة في الأشهر الأخيرة، وخاصة في المناطق القريبة من خط المواجهة، وعلى المدى القصير، يمكن استخدام مجموعة من الخدمات الأوروبية التي تعمل من مدارات مختلفة كنسخة احتياطية، بما في ذلك الاتصالات الحكومية الآمنة والاتصال بالإنترنت في المدن أو المستشفيات أو محطات الطاقة.

وتحلق "ستارلينك" بأكثر من 7 آلاف قمر اصطناعي في مدار منخفض على ارتفاع حوالي 550 كيلومتراً فوق مستوى سطح البحر، وتعد السرعة التي تقطع بها الإشارات رحلة العودة من الأرض إلى الفضاء والعودة، أسرع على أجهزة "ستارلينك" من الخدمات المنافسة التي تعتمد على عدد أقل من الأقمار الاصطناعية التي تسافر في مدارات أعلى.

وقال لوك باليرم سيرا، مدير الأبحاث في شركة الاستشارات الفضائية "أناليسيز ماسون": "هناك بدائل، ولكن لا يوجد أي منها يمكن أن يوفر مستوى العرض الذي توفره ستارلينك. حتى لو تم تجميع كل سعة أوروبا فوق أوكرانيا، فإنها ستظل أقل من تلك التي توفرها ستارلينك".

مشروع Iris² الأوروبي

وزاد المشرعون في البرلمان الأوروبي من الضغوط على المفوضية لتسريع جهود التنسيق بشأن التقنيات الحالية وتقديم مبادرة "Govsatcom"، والتي ستجمع قدرات الأقمار الاصطناعية الحكومية الآمنة الحالية ولكن من المتوقع أن تصبح جاهزة للعمل العام المقبل فقط.

وقال ناطق باسم المفوضية في وقت سابق من هذا الأسبوع: "نبحث عن أفضل السبل لدعم أوكرانيا، يمكن لـ Govsatcom تلبية احتياجات الاتصال الآمن الفوري من خلال قدرات الأقمار الاصطناعية للدول الأعضاء المجمعة".

وبشكل منفصل، أوقفت شركة Maxar Technologies، أكبر مورد لصور الأقمار الاصطناعية التجارية للحكومة الأميركية، خدمتها لأوكرانيا هذا الأسبوع بناءً على طلب واشنطن.

لكن أندرس ليندر، رئيس القسم الدولي في الشركة، أشار إلى انفتاحها على حل بديل، مشيراً إلى أن "أياً من عملائنا التجاريين، وهم جميعاً شركاء وحلفاء للولايات المتحدة، قادرون على استخدام البيانات التي يشترونها منا بالطريقة التي يرونها مناسبة. ويشمل ذلك مشاركتها مع حلفائهم، مثل أوكرانيا".

ويرى الكثيرون في أوروبا أن الأزمة الحالية مبرر لطموح أوروبا لبناء شبكة النطاق العريض متعددة المدارات في مدار أرضي منخفض، وهو مشروع يسمى Iris². 

ولن يبدأ المشروع الذي تبلغ كلفته 10.6 مليار يورو العمل حتى عام 2030، لذلك لا يمكنه تقديم حل قصير المدى، ومع ذلك، فقد أعطى ذلك إلحاحاً إضافياً للمناقشات حول نوع المنصة.

تصنيفات

قصص قد تهمك