
أعربت مصر، الخميس، عن تقديرها لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن عدم مطالبة سكان قطاع غزة بمغادرته، مؤكدة أن هذا الموقف "يعكس تفهماً لأهمية تجنب تفاقم الاوضاع الإنسانية" في القطاع، وضرورة العمل على إيجاد حلول عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية.
وقال ترمب، الأربعاء، إنه لا أحد يريد طرد الفلسطينيين من غزة، وذلك بعد أكثر من شهر على طرحه فكرة تهجير سكان القطاع ضمن تصور لإعادة إعمار غزة وفرض سيطرة أميركية عليها، وهي الخطوة التي أعلن الفلسطينيون والدول العربية رفضهم لها.
ووجه أحد الصحافيين في البيت الأبيض سؤالاً إلى رئيس وزراء إيرلندا مايكل مارتن المتواجد بجانب الرئيس الأميركي، قائلاً: "ماذا عن خطة الرئيس (ترمب) بشأن طرد الفلسطينيين خارج غزة؟ هل ستناقش هذه الخطة معه؟"، ليبادر ترمب بالرد: "لا أحد يريد طرد أي فلسطيني".
وذكرت "الخارجية المصرية" في بيان، أن القاهرة تشدد على "أهمية البناء على هذا التوجه الإيجابي لدفع جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط، وذلك من خلال تبني مسار شامل يستند إلى رؤية واضحة تحقق الاستقرار والأمن لكافة الأطراف".
وأشار البيان إلى أن مصر ترى أن "مبادرة الرئيس ترمب لإنهاء الصراعات الدولية وإحلال السلام بما فى ذلك فى الشرق الأوسط يمكن أن تمثل إطاراً عملياً للبناء عليه والعمل المشترك لتحقيقه، وبما يراعي تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
وأكدت مصر على التزامها الراسخ بدعم جميع المبادرات الجادة التي تهدف إلى تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة، داعية كافة الأطراف الدولية والإقليمية إلى "تكثيف الجهود لدفع عملية التسوية السلمية، بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لشعوب المنطقة".
والتقى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطى، مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفين ويتكوف، ومنسق الشرق الأوسط بمجلس الأمن القومي الأميركي إريك تريجر، على هامش اجتماع الوزراء العرب مع ويتكوف بالعاصمة القطرية الدوحة، الأربعاء.
وذكرت "الخارجية المصرية" في بيان أن الوزير استعرض مراحل وتفاصيل الخطة العربية لإعادة إعمار غزة التى أقرتها القمة العربية غير العادية فى القاهرة في 4 مارس، واتفقا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأنها كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع.
كما جرى الاتفاق على مواصلة التواصل في إطار الجهود الرامية لاستعادة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
حماس: "تراجع مرحب به"
بدورها، قال حركة حماس في بيان الخميس: "في حال كانت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب تراجع عن كل فكرة تهجير أهالي قطاع غزة، فهي تصريحات مرحب بها"، ودعت إلى "استكمال هذا الموقف بإلزام إسرائيل بتطبيق كل اتفاق وقف إطلاق النار"
فيما اعتبر الناطق باسم الحركة حازم قاسم في حديث لـ"الشرق"، أن "تصريحات ترمب تُعد تراجعاً واضحاً ومرحباً به عن خطته لتهجير سكان قطاع غزة".
ودعا قاسم، الرئيس الأميركي إلى "عدم الانسجام مع رؤية اليمين (الإسرائيلي) المتطرف".
وفي ما يتعلق بمحادثات الدوحة حول استكمال اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، قال قاسم إن المفاوضات مع الوسطاء استؤنفت في الدوحة الخميس.
وأضاف قاسم أن حركة حماس "تتعامل بكل إيجابية مع الوسطاء، لضمان تطبيق كل مراحل وقف إطلاق النار بما يحقق مصلحة شعبنا بوقف الحرب والانسحاب والإعمار".
السلطة الفلسطينية: تصريحات متوازنة
من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن "تراجع الموقف الأميركي عن فكرة تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة هي خطوة على الطريق الصحيح، ومشجعة"، حسبما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وأعرب عن "أمله في أن تتواصل هذه التصريحات المتوازنة من قبل الإدارة الأميركية للوصول إلى مسار سياسي يستند للشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية".
وأضاف: "نثمن مجدداً الموقف العربي الموحد الرافض للتهجير، والذي ساهم إلى جانب صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه إلى التراجع عن هذه الأفكار".
وتابع: "هناك ضرورة لاستمرار التنسيق الفلسطيني- العربي الموحد باعتباره خطوة استراتيجية مهمة جداً، يمكن البناء عليها لدعم الرؤية العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، والبدء بمسار سياسي يجسد قيام دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لشعوب المنطقة".
وفي وقت سابق من مارس، تبنى القادة العرب خطة مصرية لإعادة إعمار غزة بقيمة 53 مليار دولار من شأنها تجنب تهجير الفلسطينيين من القطاع، على عكس رؤية ترمب لبناء ما كان يصفه بـ"ريفييرا الشرق الأوسط".
وكان ترمب قد اقترح سيطرة الولايات المتحدة على غزة حيث أودت العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال الأشهر السبعة عشر الماضية بحياة عشرات الآلاف، بعد أن اقترح سابقاً نقل الفلسطينيين من القطاع بشكل دائم.