بعد رفض رسالة ترمب.. الصين وروسيا تدعمان حق إيران بشأن برنامجها النووي

time reading iconدقائق القراءة - 6
صورة تعبيرية لشعار الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفي الخلفية علم إيران. 21 يوليو 2022 - REUTERS
صورة تعبيرية لشعار الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفي الخلفية علم إيران. 21 يوليو 2022 - REUTERS
بكين/ دبي -رويترزالشرق

دعمت الصين وروسيا في بيان مشترك إيران، ودعتا إلى إنهاء العقوبات الأحادية الجانب وحثتا جميع الأطراف إلى تجنب التصعيد، وذلك خلال محادثات نووية استضافتها العاصمة بكين، الجمعة، بعد أيام من رفض طهران دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لاستئناف المفاوضات.

ورحبت الصين وروسيا في البيان المشترك، بتأكيد إيران على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط، إذ استضاف نائب وزير الخارجية الصيني، ما تشاو شو، الاجتماع، الذي حضره أيضاً نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف ونائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي.

وقال ما للصحفيين بعد الاجتماع: "أكدنا مجدداً أن المشاركة السياسية والدبلوماسية والحوار القائم على مبدأ الاحترام المتبادل يظل الخيار الوحيد القابل للتطبيق والعملي"، كما أكد المشاركون على ضرورة امتناع جميع الدول عن اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي وقت سابق  الجمعة، ذكر التلفزيون الصيني الرسمي CCTV، أن دبلوماسيين كبار من إيران وروسيا والصين اجتمعوا في بكين، لبحث قضايا ملف إيران النووي.

وجاء في بيان للناطق باسم الخارجية الصينية، ماو نينج، الخميس، أوردته وكالة "شينخوا"، بأنّ الاجتماع يعد أحدث جهد دبلوماسي تبذله الصين بهدف تعزيز التواصل والتنسيق وتهيئة الظروف لاستئناف الحوار والمفاوضات في أقرب وقت.

وأضاف ماو: "في ظل الظروف الراهنة، نعتقد أن على الأطراف المعنية التزام الهدوء وضبط النفس، ومنع تصعيد الوضع المحيط بالقضية النووية الإيرانية أو حتى الانزلاق إلى المواجهة والصراع".

وقال ماو، إن الصين "تأمل بصدق أن تتمكن جميع الأطراف من العمل في نفس الاتجاه، ومواصلة بناء الثقة وتبديد الشكوك، وتحويل زخم استئناف الحوار والمفاوضات إلى حقيقة في وقت مبكر".

وأكد أن الصين، بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي، وطرفاً في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي المبرم في عام 2015)، تدعو إلى حل مناسب للقضية النووية الإيرانية عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية، وبذل الجهود لحماية النظام الدولي لمنع الانتشار النووي وتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

وتوطدت العلاقات بين إيران وروسيا منذ بدء حرب أوكرانيا عام 2022، مع توقيع معاهدة للتعاون الاستراتيجي في يناير الماضي، ويتمتع البلدان بعلاقات جيدة مع الصين.

وكانت إيران قد توصلت إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في عام 2015، وافقت بموجبه على الحد من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحب من الاتفاق في عام 2018 خلال ولايته الأولى. 

رسالة ترمب والعقوبات

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الخميس، فرض عقوبات على وزير النفط الإيراني، محسن باك نجاد، وعدد من الكيانات التي تنقل النفط من إيران إلى الصين، وذلك في إطار سياسة "الضغط الأقصى" التي يتبناها الرئيس الأميركي ضد طهران.

وأوضحت الخزانة الأميركية في بيان، أن هذه العقوبات تأتي ضمن "سياسة الضغط الأقصى التي تنتهجها الولايات المتحدة ضد إيران"، لوقف ما تصفه بـ"تمويل الأنشطة المزعزعة للاستقرار، بما في ذلك دعمها لوكلائها، وبرنامجها النووي".

وذكرت الوزارة، أن باك نجاد "يشرف على تصدير نفط إيراني بعشرات المليارات من الدولارات، ويخصص للقوات المسلحة الإيرانية كميات من النفط بمليارات الدولارات لتصديرها".

وأضافت أنها فرضت عقوبات أيضاً على مالكي أو مشغلي السفن، التي سلمت نفطاً إيرانياً إلى الصين أو نقلته من المخازن هناك. وأوضحت أن هؤلاء في دول متعددة، من بينها الهند والصين.

وتأتي العقوبات الأميركية الجديدة على إيران، بعد رسالة وجهها ترمب إلى القيادة الإيرانية اقترح فيها إجراء محادثات مع طهران، التي يخشى الغرب من أنها تقترب بسرعة من امتلاك قدرات صنع أسلحة نووية، لكن الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان صرح بأنه لن يتفاوض مع الولايات المتحدة "تحت التهديد"، وبأن بلاده لن ترضخ لـ"أوامر" الولايات المتحدة بالتفاوض.

كما قال المرشد الإيراني علي خامئني، خلال لقاءه عدداً من طلاب الجامعات الإيرانية، الأسبوع الماضي، إن "دعوة الرئيس الأميركي لإيران إلى التفاوض ليست سوى خدعة تهدف إلى تضليل الرأي العام العالمي".

وأضاف: "عندما يقول الرئيس الأميركي إننا مستعدون للتفاوض مع إيران، فإنه يحاول الإيحاء بأنهم يسعون للحوار والسلام، بينما إيران ترفض. لكن لماذا ترفض إيران التفاوض؟ ليعودوا وينظروا إلى أفعالهم".

وأشار إلى أن بلاده "أجرت لسنوات مفاوضات، ثم جاء هذا الشخص نفسه الذي أنهينا المفاوضات معه، وألقى بالاتفاق الموقع والمنجز والمكتمل جانباً ومزقه"، في إشارة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي انسحب منه ترمب في عام 2018.

وأبدى ترمب مؤخراً، انفتاحه على التوصل إلى اتفاق مع طهران، رغم استئنافه سياسة "أقصى الضغوط" التي تبناها خلال ولايته الرئاسية الأولى لعزل إيران عن الاقتصاد العالمي، ووقف صادراتها النفطية بالكامل.

وتنفي طهران دوماً رغبتها في صنع سلاح نووي، ومع ذلك، حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن إيران تُسرع وتيرة تخصيب اليورانيوم "بشكل كبير" إلى درجة نقاء تصل إلى 60%، وهي نسبة قريبة من درجة 90% تقريباً اللازمة لصنع أسلحة.

تصنيفات

قصص قد تهمك