رئيس وزراء كندا عقب أداء اليمين: لن نكون أبداً جزءاً من أميركا

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس الوزراء الكندي الجديد مارك كارني خلال مؤتمر صحافي عقب أداء اليمين الدستورية في أوتاوا. 14 مارس 2025 - REUTERS
رئيس الوزراء الكندي الجديد مارك كارني خلال مؤتمر صحافي عقب أداء اليمين الدستورية في أوتاوا. 14 مارس 2025 - REUTERS
دبي-الشرق

أعرب رئيس الوزراء الكندي الجديد مارك كارني، الجمعة، عن تطلعه للتحدث مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب "في الوقت المناسب"، مشدداً في الوقت نفسه على أن بلاده "لن تكون أبداً، وبأي شكل من الأشكال، جزءاً من الولايات المتحدة".

وأكد كارني في كلمه له عقب أداءه اليمين الدستورية، أنه "يحترم ما يسعى ترمب إلى تحقيقه.. وحققنا تقدماً مع ترمب وسنجد حلاً للخلافات القائمة"، لكنه وصف الحديث بأن تكون كندا الولاية الـ51 في الولايات المتحدة بأنه "أمر جنوني"، كما أن "وجهة النظر هذه جنونية".

وجاء هذا التصريح رداً على تعليق وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو للصحافيين عقب اجتماع مجموعة السبع الذي تستضيفه كندا. وقال روبيو، إن ترمب "يعتبر أن انضمام كندا إلى الولايات المتحدة سيكون أفضل"، مشيراً إلى وجود "خلاف بين موقف الرئيس وموقف الحكومة الكندية".

اليمين الدستورية

أدى مارك كارني اليمين الدستورية رئيساً لوزراء كندا، الجمعة، ليتولى بذلك محافظ البنك المركزي السابق السلطة في خضم حرب تجارية مع الولايات المتحدة.

تم تنصيب المحافظ السابق لبنكي كندا وإنجلترا رسمياً كقائد لكندا في حفل أقيم في أوتاوا، بعد 5 أيام من تصويت أعضاء الحزب الليبرالي بأغلبية ساحقة ليحل محل جاستن ترودو في رئاسة الحزب.

قال كارني على منصة "إكس": "اليوم، نُشكل حكومةً تلبي احتياجات اللحظة.. حكومةٌ أصغر وأكثر خبرةً، تتحرك بشكل أسرع، وتُؤمّن اقتصادنا، وتحمي مستقبل كندا".

وأعاد رئيس الوزراء الجديد تشكيل حكومته للتعامل مع واشنطن، وألغى العديد من المناصب الوزارية التي ورثها عن سلفه ترودو.

وكشف كارني عن الحكومة التي ستدعمه في حربه التجارية والانتخابات المقبلة، إذ قلّص عدد أعضائها من 37 إلى 24 فقط، ونقل وزير البيئة ستيفن جيلبو إلى حقيبة وزارة الثقافة والهوية الكندية.

كما استبدل وزير الهجرة مارك ميلر، براشيل بينديان، في حين تتولى أنيتا أناند منصب وزيرة الصناعة، كما ستتسلم وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند، منافسة كارني في سباق قيادة الحزب الليبرالي، وزارة النقل والتجارة الداخلية. فيما سيبقى جوناثان ويلكنسون وزيراً للطاقة، وميلاني جولي وزيرة للخارجية.

ويعتزم كارني زيارة فرنسا وبريطانيا مطلع الأسبوع المقبل، بحسب "بلومبرغ" التي اعتبرت هذه إشارة إلى أن حكومته بحاجة إلى تعزيز العلاقات مع الدول الأوروبية الكبرى التي استهدفها ترمب في حربه التجارية. كما سيجري كارني اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

فوز كاسح 

وفاز كارني الذي لم يتم انتخابه مسبقاً لأي منصب في حياته، بزعامة حزب الليبراليين باكتساح إذ حصل على نحو 86% من الأصوات، ليتخطّى فوزه ما حققه رئيس الوزراء المنتهية ولايته جاستن ترودو بعد سباق الزعامة الخاص به عام 2013.

ولكن لم تكد تمر 24 ساعة على فوزه، حتى استيقظ الكنديون على تصعيد جديد من ترمب، هدّد كندا من خلاله بدفع "ثمن باهظ"، وجدد نواياه بشأن ضمها إلى بلاده لتصبح الولاية الأميركية 51.

وأعرب كارني للصحافيين، عن استعداده للقاء ترمب "عندما يكون هناك احترام للسيادة الكندية"، مشيراً إلى أنه سيُبقي على الرسوم الجمركية التي تفرضها بلاده على السلع الأميركية "حتى تُظهر واشنطن بعض الاحترام لكندا".

ورغم السباق المحموم على تأييد الناخبين، لا سيما بين الليبراليين والمحافظين، إلا أن هجوم ترمب المستمر حرك الإحساس الوطني عند الكنديين، وأدى إلى توحدهم في مواجهة خطابه الذي يسعى إلى خفض رتبة بلدهم من دولة، إلى ولاية.

‫وفي ضوء التطورات المتسارعة التي تشهدها كندا، يبدو انتخاب كارني الكاسح لقيادة الحزب الليبرالي، خلفاً لترودو المستقيل، مجرد محطة من محطات عديدة، تنتظره قبل أن يبدأ عهده، الذي قد لا يطول في ضوء ما سيواجهه من تحديات، بينما تلوح في الأفق ملامح انتخابات فيدرالية مُبكرة.

تصنيفات

قصص قد تهمك