
أفاد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، الثلاثاء، بأن بلاده تجري محادثات مع الاتحاد الأوروبي لتسريع وتيرة تسليم شحنات الأسلحة إلى كييف قبل تنفيذ الوقف الشامل والمحتمل لإطلاق النار في أوكرانيا.
وجاءت تصريحات لامي خلال مقابلة مع "بلومبرغ"، قبل الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وشهد الاتفاق على وقف محدود لإطلاق النار لمدة 30 يوماً على أهداف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، والبدء "فوراً" المحادثات التي تستهدف التحرك نحو خطة سلام أوسع.
وقال لامي إنه بحث في لندن مع مسؤولة السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس "إمكانية إرسال المزيد من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا قبل تطبيق أي وقف شامل للقتال".
وأوضح أن الفكرة طُرحت كذلك في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع الذي عقد في كندا الأسبوع الماضي، معرباً عن عزم بلاده "وضع أوكرانيا في أقوى وضع ممكن عسكرياً واقتصادياً".
وأضاف: "نريد إحلال السلام، لكن السلام سيتحقق من خلال القوة، وهذا يعني جعل أوكرانيا في وضع أقوى يمكّنها من مواجهة أي احتمالات لاندلاع الحرب مجدداً".
ودعا لامي روسيا للموافقة على "وقف غير مشروط لإطلاق نار"، مشدداً على ضرورة عدم السماح لبوتين بـ"استغلال الهدنة من خلال إعادة تسليح الجيش الروسي قبل التوصل إلى تسوية سلمية دائمة".
وأكد الوزير البريطاني، على أن رغبة بلاده تتمثل بـ"إنهاء القتال بشكل كامل، وليس خلال فترة معنية تمّكن بوتين من إعادة تسليح الجيش الروسي، والعودة إلى الحرب".
وأضاف: "بلا شروط.. يمكن لبوتين ببساطة أن يعلن وقفاً غير مشروط لإطلاق نار بناءً على ما تم التفاوض عليه مع الولايات المتحدة، وبمساعدتنا، والأوكرانيين الأسبوع الماضي، ويمكننا أن نبدأ عملية السلام الحقيقية في أوكرانيا".
وكانت وزارة الخارجية البريطانية أفادت في بيان، الاثنين، بأن المحادثات بين كالاس ولامي ووزير الدفاع البريطاني جون هيلي في لندن تهدف لـ"تنسيق التعاون بشأن أوكرانيا"، و"بحث الجهود الرامية لزيادة الضغط الاقتصادي على روسيا".
ترحيب بريطاني
ورحبت بريطانيا، الثلاثاء، بـ"التقدم" الذي حققه ترمب باتجاه وقف إطلاق النار في أوكرانيا، وقالت إن المفاوضات يجب أن تؤدي لـ"سلام عادل ودائم"، بحسب ما ذكرته وكالة PA Media نقلاً عن مكتب رئيس الوزراء كير ستارمر.
ووفق ما نقلته "بلومبرغ"، تعهّد بوتين خلال الاتصال مع ترمب، بالحد من الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، لكنه رفض الموافقة على وقف شامل إطلاق النار لمدة 30 يوماً، وهو ما كانت تسعى إليه الولايات المتحدة.
وأعرب الرئيس الأوكراني عن اعتقاده بأن روسيا "تُعارض بوضوح" المقترح الأميركي، الذي وافقت عليه كييف خلال المحادثات التي جرت، الأسبوع الماضي، مع المسؤولين الأميركيين في السعودية.
وقال زيلينسكي، خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت، إن روسيا "غير مستعدة لوقف إطلاق النار، وقد أكدت مجدداً ما حذرنا منه زملاءنا الأميركيين، وهو أنها غير مستعدة لإنهاء هذه الحرب، وهذا واضح".
ويرى أن الروس "غير مستعدين حتى لاتخاذ الخطوة الأولى من وقف إطلاق النار"، موضحاً أن الجانبين قد يتوصلان إلى اتفاق لوقف الهجمات على منشآت الطاقة إذا لعبت الولايات المتحدة دور الوسيط.
من جهته، قال ترمب، في وقت سابق الثلاثاء، إن الاتصال الهاتفي مع بوتين كان "جيداً وبناءً للغاية"، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على "وقف فوري لإطلاق النار في جميع منشآت الطاقة والبنية التحتية" في أوكرانيا.
وذكر ترمب على منصة truth social، أنه تم "التفاهم على تسريع العمل للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق نار وصولاً في نهاية المطاف إلى إنهاء هذه الحرب المروعة بين روسيا وأوكرانيا".
وأشار إلى أنه بحث مع بوتين "العديد من عناصر اتفاق السلام بما في ذلك حقيقة قتل الآلاف من الجنود"، لافتاً إلى أن بوتين وزيلينسكي "يرغبان في إنهاء" هذا الصراع المستمر منذ 3 سنوات.
"مصالح روسيا المشروعة"
الكرملين أعلن في بيان، أن بوتين بحث خلال اتصال هاتفي مع ترمب الحرب في أوكرانيا والتطورات في الشرق الأوسط والطاقة، مشيراً إلى أن بوتين "وافق على وقف هجمات البنية التحتية للطاقة بأوكرانيا لمدة 30 يوماً".
وذكر أنه تم الاتفاق على الإبقاء على التواصل، موضحاً أنه تم الاتفاق على "إنشاء روسيا والولايات المتحدة مجموعات تضم خبراء لبحث التسوية الأوكرانية".
وأعرب بوتين خلال الاتصال عن "امتنانه لترمب لرغبته في المساعدة بتحقيق الهدف النبيل المتمثل في إنهاء الأعمال القتالية والخسائر البشرية في أوكرانيا"، معلناً عن "استعداده للعمل مع شركائه الأميركيين لإيجاد السبل الممكنة لحل الصراع بشكل شامل، والذي ينبغي أن يكون مستداماً أيضاً وطويل المدى"، بحسب بيان الكرملين.
وشدد البيان على ضرورة "الأخذ في الاعتبار الحاجة المطلقة للقضاء على الأسباب الجذرية للأزمة، والمصالح المشروعة لروسيا في مجال الأمن"، مبيناً أن بوتين اعتبر أن "الوقف الكامل للمساعدات العسكرية لكييف شرط أساسي لحل الصراع في أوكرانيا".