أوكرانيا والدفاع والحرب التجارية.. ملفات تتصدر أجندة قمة الاتحاد الأوروبي

time reading iconدقائق القراءة - 7
منسقة السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس رفقة رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ورئيسي وزراء كرواتيا أندريه بلينكوفيتشو قبل قمة التكتل في بروكسل. 20 مارس 2025 - reuters
منسقة السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس رفقة رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ورئيسي وزراء كرواتيا أندريه بلينكوفيتشو قبل قمة التكتل في بروكسل. 20 مارس 2025 - reuters
دبي/ بروكسل/ باريس -الشرقرويترز

يجتمع قادة الاتحاد الأوروبي الـ27 في بروكسل، الخميس، لحضور قمة زاخرة بالقضايا، في مقدمتها الحرب الروسية الأوكرانية والمفاوضات ذات الصلة التي بدأها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إضافة إلى تمويل وصياغة القواعد اللازمة لتحويل التكتل إلى "قوة عسكرية عظمى".

وستتناول القمة المزمع عقدها على مدى يومين، قضايا الإنفاق الدفاعي وضرورة تعزيز القدرة التنافسية، وإدارة الهجرة غير النظامية، والنظام متعدد الأطراف، ومستقبل ميزانية الاتحاد الأوروبي التي تُعاني من ضغوط شديدة بعد سنواتٍ من الأزمات المتتالية، إضافة إلى الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، حسبما أوردت مجلة "بوليتيكو".

وبحسب بيان الرئاسة الفرنسية، فإن القمة ستبحث تعزيز الدعم الأوروبي العسكري لأوكرانيا، إذ ستمنح هذه القرارات زخماً جديداً للدفاع الأوروبي، في أعقاب اجتماع المجلس الأوروبي الاستثنائي الذي عُقد في 6 مارس الجاري، على أساس "الكتاب الأبيض" الذي قدمته المفوضية بشأن مستقبل الدفاع الأوروبي والمقترحات الملموسة لتنفيذ خطة إعادة تسليح أوروبا.

ومن المقرر أن يعقد المجلس الأوروبي أيضاً اجتماعاً مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، لمناقشة التطورات في الشرق الأوسط والاستعدادات لمؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات UNOC3، الذي ستستضيفه فرنسا في نيس في يونيو المقبل.

وسينضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى القمة عبر اجتماع افتراضي، لإطلاع التكتل على آخر مستجدات المفاوضات المتعلقة بالهدنة الأميركية التي اقترحها ترمب لمدة 30 يوماً بين روسيا وأوكرانيا، والتي سيتم بموجبها حماية منشآت الطاقة والملاحة في البحر الأسود.

إلا أن الشعور بظاهرة "ديجا فو"، أو ما يعرف بظاهرة تكرار مواقف سابقة، تُخيّم على أعضاء التكتل، نظراً لأن قادة الاتحاد الأوروبي اجتمعوا قبل أسبوعين فقط لمناقشة الأوضاع في أوكرانيا وقضايا الإنفاق الدفاعي، إذ عُقد الاجتماع الطارئ رداً على دبلوماسية ترمب السريعة وتوجهه نحو موسكو، ما أثار مخاوف من انهيار وشيك للتحالف عبر الأطلسي.

دعم أوروبي مستمر لأوكرانيا

وقال المستشار الألماني أولاف شولتز، الخميس، إنه يجب على أوروبا مواصلة دعمها القوي لأوكرانيا، بغض النظر عن أي محادثات بين واشنطن وموسكو، لضمان بقاء كييف في موقع قوة واستدامة أي وقف لإطلاق النار.

وأضاف شولتز، المنتهية ولايته، أثناء توجهه إلى قمة قادة الاتحاد الأوروبي: "يجب أن نواصل دعمنا بموقف واضح مفاده أن السلام العادل يجب أن يكون ممكناً لأوكرانيا"، موضحاً أن ذلك يعني قدرة أوكرانيا على الدفاع عن استقلالها وسيادتها، واختيار قادتها بنفسها. 

ولفت إلى أن حزمة الديون التي وافق عليها الائتلاف الألماني المحتمل في المستقبل لتمويل زيادة الإنفاق على الدفاع والبنية التحتية، كانت جزءاً أساسياً من هذا.

بدوره، قال رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، الخميس، إن زيادة قدرات تكنولوجيا الدفاع يجب أن تكون هدف الاتحاد الأوروبي، بدلاً من بناء المزيد من مخزونات الأسلحة.

من جانبه، قال رئيس وزراء السويد، أولف كريسترسون، إنه "متفائل بحذر" بشأن المحادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا.

وأضاف كريسترسون من بروكسل: "لقد عدنا إلى الوضع الذي تُريد فيه الولايات المتحدة إجراء محادثات، وأوكرانيا تُريد محادثات، لكن لا أحد يعلم ما تُريده روسيا الآن. الكرة الآن في ملعب روسيا، وعليها أن تُوافق على المحادثات، بلا شروط ولا مُستثنيات".

وتابع: "أعتقد أنه من المهم أن تمتلك أوكرانيا والولايات المتحدة الإرادة والقدرة على التوصل إلى اتفاق، لكن هذا الاتفاق لن يكون ذا معنى إلا إذا وافقت روسيا أيضاً".

ورداً على سؤال حول إمكانية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، قبل دول البلقان المرشحة للانضمام مثل صربيا أو الجبل الأسود، قال رئيس ليتوانيا، جيتاناس نوسيدا: "إذا تمكنت أوكرانيا من إكمال هذه الإجراءات حتى عام 2030، وتأخرت دول غرب البلقان، فسيكون كل شيء ممكناً. الأمر يعتمد على الاستعداد والالتزام، ونحن نرى أن التزام أصدقائنا الأوكرانيين عالٍ جداً". 

في السياق، قال رئيس الوزراء الفنلندي، بيتيري أوربو، إن أوكرانيا يجب أن تصبح جزءاً من الاتحاد الأوروبي "في أقرب وقت ممكن، وفي موعد أقصاه عام 2030".

وقال أوربو: "إنهم يريدون حقاً أن يكونوا أعضاءً في الاتحاد الأوروبي. بالطبع، يجب أن يكون ذلك قائماً على الجدارة، ولكن هذه رسالة مهمة جداً للأوكرانيين"، فيما أشاد بـ"الكتاب الأبيض" الذي اقترحته أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، قائلاً إنه "يُظهر أن أوروبا قد استخلصت دروسها من الحرب في أوكرانيا".

من جانبه، قال المستشار النمساوي، كريستيان ستوكر، إن الدفاع الأوروبي سيكون ضمن أبرز الملفات التي تبحثها القمة، وبينما تلتزم بلاده بحيادها كدولة ليست عضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، قال إنه "في سياق علاقاتنا عبر الأطلسي، وبينما نشهد تغييراً في موقفنا الاستراتيجي من الضروري أن نأخذ أمننا بأيدينا".

وأجاب ستوكر، عندما سُئل عن الموعد الذي تخطط فيه النمسا لزيادة إنفاقها الدفاعي من 0.8% فقط من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد: "سنزيد أيضاً إنفاقنا الدفاعي لنتمكن من المساهمة في الأمن الأوروبي".

تحذيرات من "ابتزاز ترمب"

في المقابل، قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد في كلمة أمام اللجنة الاقتصادية بالبرلمان الأوروبي قبل التوجه إلى قمة الزعماء الأوروبيين، إن أوروبا بحاجة إلى "الاستعداد لأي شيء"، بما في ذلك محاولات استخدام الرسوم الجمركية كـ"سلاح ابتزاز".

وفي ردها على سؤال من المشرعين حول آثار سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قالت بلغة مباشرة غير معتادة، إن "استراتيجية الآخرين لتعزيز وإضعاف وتعزيز وإعادة التصنيع واستخدام التعريفات الجمركية كسلاح والابتزاز... يجب أن تعزز تصميمنا على أن نكون أقوياء".

وفي حين أن التجارة لن تشكل جزءاً من الاستنتاجات الرسمية للقمة، فقد أصبح واضحاً أنه ليس جميع القادة الأوروبيين سعداء بقرار المفوضية الرد على فرض ترمب للرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم بإجراءات خاصة بها.

وتعد إيطاليا وإيرلندا وفرنسا من بين دول الاتحاد الأوروبي التي أعربت بشكل متزايد عن قلقها إزاء تصاعد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة. 

تصنيفات

قصص قد تهمك