السودان.. الجيش يستعيد السيطرة على القصر الرئاسي وسط الخرطوم

time reading iconدقائق القراءة - 6
جنود من الجيش السوداني يرفعون علم السودان داخل القصر الجمهوري بعد استعادة السيطرة عليه وسط الخرطوم. 21 مارس 2025
جنود من الجيش السوداني يرفعون علم السودان داخل القصر الجمهوري بعد استعادة السيطرة عليه وسط الخرطوم. 21 مارس 2025
الخرطوم/ دبي-الشرق

استعاد الجيش السوداني سيطرته على القصر الرئاسي وسط الخرطوم، الجمعة، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب مع قوات الدعم السريع قبل نحو عامين.

وأعلن متحدث باسم الجيش السوداني السيطرة على القصر الرئاسي وآليات ومعدات تابعة لقوات الدعم السريع، وقال إن الجيش بات يسيطر كذلك على السوق العربي ومقار عدد من الوزارات في وسط الخرطوم.

وجاء في بيان القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية أن قوات الجيش السوداني "تمكنت من سحق" قوات الدعم السريع بمناطق وسط الخرطوم والسوق العربي ومباني القصر الجمهوري والوزارات.

وأضاف البيان: "دمرت قواتنا بفضل الله وتوفيقه أفراد ومعدات العدو تدميراً كاملاً، واستولت على كميات كبيرة من معداته وأسلحته بالمناطق المذكورة".

ونشر جنود من الجيش صوراً ومقاطع فيديو لانتشارهم في ساحات القصر، الذي تمت السيطرة عليه بعد معارك عنيفة استمرت لأكثر من 5 أيام، بدأها الجيش بمحاصرة قوات الدعم السريع المتواجدة في منطقة القصر الرئاسي وعدد من الوزارات.

وكان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد رفض، في خطاب له الأسبوع الماضي، خروج قواته من القصر الجمهوري ومنطقة وسط الخرطوم.

"ارتفع العلم وعاد القصر"

وأعلن وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية خالد الإعيسر استعادة الجيش السيطرة على القصر الرئاسي.

وتحت عنوان "لمن ظنّوا أن الأمر مجرد مزحة!"، كتب الإعيسر: "أما الجنجويد والمرتزقة ومن معهم من القوى الداخلية العميلة والخارجية الواهمة، فقد ظنوا أن الأمر ليس سوى مجرد مزحة، لكنهم لم يدركوا أن معركة الكرامة السودانية ليست مجرد مواجهة عسكرية كسابقاتها المدونة في كتب التاريخ، بل هي رسالة خالدة للأجيال، مفادها أن الكرامة تُنتزع بثبات الأبطال".

وأضاف أن "الحقيقة التي لا تحتمل التأويل هي أن كل خطوة خطاها جنودنا البواسل منذ صباح 15 أبريل 2023م وحتى اليوم، وصولاً إلى القصر برمزيته السياسية والتاريخية، قد سطّرت مجداً جديداً يُضاف إلى سجل أمة لا تعرف إلا العزة والمجد".

واختتم وزير الإعلام منشوره على "فيسبوك" قائلاً: "اليوم ارتفع العلم، وعاد القصر، والرحلة ماضية حتى يكتمل النصر".

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر عسكرية قولها إن الجيش يجري عمليات تفتيش في المناطق المحيطة بالقصر بحثاً عن عناصر من قوات الدعم السريع.

وأضافت المصادر أن عناصر من "الدعم السريع" دخلت مباني ومحلات تجارية في غرب وسط الخرطوم، وقالت: "عناصر الدعم أصبحوا داخل المباني والمحلات
التجارية في السوق، إضافة إلى منطقة المقرن في غرب وسط الخرطوم".

معركة القصر الرئاسي

وقبل اندلاع الحرب السودانية في 15 أبريل 2023، كانت هناك قوات تأمين للقصر الرئاسي، مؤلفة من الجيش والدعم السريع، لكن بعد ساعات من إعلان الحرب بين الجانبين، تمكنت قوات محمد حمدان دقلو (حميدتي) من السيطرة على القصر الرئاسي نتيجة التفوق العددي ونوعية السلاح. 

وظهر قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) في فيديو بالقصر الجمهوري، عصر 15 أبريل 2023، وعقب ذلك تمددت قوات الدعم السريع لتسيطر على منطقة القصر الجمهوري ومنطقة وسط الخرطوم بكل المقار السيادية، والتي تجاور جميعها القصر.

ومنذ ذلك الحين، عزلت قوات الدعم السريع المنطقة تماماً عن بقية أجزاء مناطق الخرطوم، كما عززت وجودها فيها بأسلحة وجنود نوعيين، واستفادت من وجود البنايات المرتفعة في المنطقة المحيطة بالقصر الرئاسي لنشر عشرات قناصة حالوا دون أي تقدم للجيش طوال تلك الفترة. 

وعقب استعادة الجيش لزمام المبادرة العسكرية في العاصمة الخرطوم وبداية هجومه على قوات الدعم السريع بشكل واسع، في سبتمبر 2024، حيث عبرت قواته الجسور النيلية التي تربط الخرطوم المدينة بمدن بحري وأم درمان، واصل تقدمه نحو منطقة وسط الخرطوم.

ماذا تعني السيطرة على منطقة وسط الخرطوم والقصر الرئاسي؟

تمثل سيطرة الجيش السوداني على القصر الجمهوري أهمية كبيرة، إذ تعني أولاً انتهاء المعركة في وسط الخرطوم، والتي تمثل مركز الدولة والعاصمة ومقار الوزارات السيادية ودواوين الحكم، إضافة إلى كون المنطقة مركز ثقل اقتصادي وتجاري لتواجد رئاسات البنوك والمصارف والأسواق المالية وسوق الذهب، كما تطل على جسرين مهمين (النيل الأبيض، المك نمر) يربطان الخرطوم المدينة مع أم درمان وبحري.

يضاف إلى ذلك التكلفة الفادحة "معنوياً" للهزيمة في هذه المنطقة، الأمر الذي سيلقي بتداعياته على بقية مناطق الصراع، خاصة تلك التي تخضع لسيطرة الدعم السريع.

وبدأت قوات الدعم السريع في وقت سابق من هذا العام تشكيل حكومة موازية، وتسيطر على أجزاء من الخرطوم وأم درمان، بالإضافة إلى غرب السودان حيث تقاتل للسيطرة على آخر معاقل الجيش في الفاشر بدارفور.

وقد تسرع السيطرة على العاصمة فرض الجيش سيطرته الكاملة على وسط السودان.

تصنيفات

قصص قد تهمك