
اقترب الجيش السوداني من استعادة سيطرته على مناطق وسط الخرطوم والسوق العربي، وذلك عقب دخول قواته إلى القصر الرئاسي في مركز العاصمة، الجمعة، فيما قالت قوات الدعم السريع إن معركة القصر "لم تنته بعد".
وذكرت مصادر لـ"الشرق" أن قوات الدعم السريع استهدفت القصر الرئاسي بطائرة مُسيّرة، ما أسفر عن سقوط ضحايا ومصابين.
وقالت قوات الدعم السريع، في بيان، إنها "لا تزال تقاتل في محيط القصر الرئاسي بالخرطوم"، وأعلنت تنفيذ عملية عسكرية "خاطفة" استهدفت قوات الجيش داخل القصر الجمهوري، ما أسفر عن "سقوط أكثر من 89 وتدمير آليات عسكرية مختلفة"، حسب قولها.
جاء ذلك بعد ساعات من إعلان متحدث باسم الجيش السوداني السيطرة على القصر الرئاسي وآليات ومعدات تابعة لقوات الدعم السريع، وقال إن الجيش بات يسيطر كذلك على السوق العربي ومقار عدد من الوزارات في وسط الخرطوم.
البرهان: لا تفاوض قبل تسليم السلاح
قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان إن قوات الجيش السوداني تتقدم بخطى ثابتة "لاستكمال التحرير"، مضيفاً أن جميع السودانيين مصممون على وجوب انتهاء تمرد قوات الدعم السريع، وشدد على أنه "لا تفاوض معهم ما لم يسلموا سلاحهم".
وذكر البرهان، خلال تأبين ضابطين في الجيش السوداني: "كلنا مصممون على وجوب انتهاء هذا التمرد، لا تفاوض معهم إلا لما يمشون ويشوفون حتة (مكان) يقعدوا فيه بعد تسليم السلاح، وفي هذه الحالة يمكن العفو عنهم أو السماح، لكن وهم قاعدين في بيوتنا، ويقاتلون المواطنين الآمنين، ويضربون فيهم بالهاون والمسيّرات، لا عندنا لهم كلام ولا سلام".
وأضاف البرهان أنه "إن لم ينته هذا الخطر سيقسم البلد، وسيروع الناس، وسيستعمرون استعماراً جديداً".
ورأى رئيس مجلس السيادة أن الخطر الذي يواجهه السودان "مدعوم بواسطة قوى معلومة"، قائلاً إن المتمردين "لديهم أسلحة لا يمكن أن تمتلكها ميليشيا ما لم تكن دولة قد امتلكتها وساندتهم بها".
معركة الخرطوم
وتشير تقديرات إلى أن الجيش السوداني بات يقترب من السيطرة على حوالي 70% من الخرطوم، والتي تشكل إلى جانب مدينتي أم درمان وبحري العاصمة المثلثة، حيث يسيطر الجيش السوداني على كامل محليات بحري وشرق النيل، إلى جانب أكثر من 65% من محلية أم درمان الكبرى ومثلها من محلية الخرطوم، بينما تبقى محلية جبل أولياء في أقصى جنوب الخرطوم خارج نطاق سيطرته.
ويسيطر الجيش السوداني بشكل كامل على حدود الخرطوم الشمالية والشرقية وأجزاء من الجنوب، كما يسيطر الآن على أغلب الجسور الرابطة بين مدن العاصمة، عدا جسر وحيد وهو جسر جبل أولياء الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع بشكل كامل. ويتبقى للجيش السيطرة على جبل أولياء وأجزاء متبقية من الخرطوم وأم درمان لإعلان السيطرة الكاملة على العاصمة.
وتدور معارك شرسة في الخرطوم بين الجيش والدعم السريع، خاصة في مناطق وسط العاصمة التي تضم منشآت حكومية ومقار تتبع لشركات خاصة وعامة، والتي يستهدف الجيش استعادة سيطرته عليها.
وتصاعد القتال في غرب العاصمة، عقب تمدد سيطرة الجيش في منطقة أم بدة التابعة لأم درمان، والذي يخطط أيضاً للسيطرة على مناطق سيطرة الدعم السريع في جنوب العاصمة، والتي تضم محلية جبل أولياء، التي تقع على حدود الولاية مع ولاية النيل الأبيض، فيما بدأت قوات الجيش في الانتشار في شرق الخرطوم.
خريطة السيطرة
ومع استمرار المعارك، تتغير خريطة السيطرة العسكرية بين طرفي النزاع في السودان، إذ يسيطر الجيش كلياً على كامل إقليم شرق البلاد، الذي يضم ولايات البحر الأحمر، القضارف، كسلا، سنار، بالإضافة إلى 95% من ولاية الجزيرة والنيل الأبيض، إلى جانب 80% من ولاية النيل الأزرق.
فيما تدور معارك في إقليم كردفان، حيث يسيطر الجيش على 70% من شمال كردفان، و60% من غرب كردفان ومثلها من جنوب كردفان.
وفي إقليم دارفور، تُسيطر قوات الدعم السريع على ولايات غرب وجنوب ووسط وشرق دارفور، ويتواجد فيها الجيش والقوة المشتركة، ولكن من خلال عمليات خاطفة.
وفي شمال دارفور، يسيطر الجيش على غالب مدينة الفاشر وقرى مجاورة، بالإضافة إلى مناطق متفرقة تصل إلى درجة المناصفة بينه والدعم السريع.
وتستحوذ حركات "جيش تحرير السودان- عبد الواحد نور"، و"الشعبية شمال لتحرير السودان - عبدالعزيز الحلو" على أجزاء من ولايات وسط دارفور وشمال دارفور، النيل الأزرق، جنوب كردفان على التوالي.