محدّث
سياسة

بعد غارات مكثفة على جنوب لبنان.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بيروت

"حزب الله": ملتزمون بوقف إطلاق النار وتل أبيب "تفتعل الذرائع"

time reading iconدقائق القراءة - 5
بيروت/ دبي -الشرق

حملت إسرائيل، الجمعة، لبنان مسؤولية إطلاق صاروخين قالت إنهما أطلقا من أراضيه، وشنت سلسلة من الغارات على قرى وبلدات جنوب لبنان، زاعمة ضرب "أهداف لحزب الله"، فيما أكدت جماعة "حزب الله"، التزامها باتفاق وقف إطلاق النار، واتهمت تل أبيب بـ"افتعال الذرائع"، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي عزمه شن غارة على أحد المباني بالضاحية الجنوبية لبيروت. 

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام، بإطلاق نار كثيف في الضاحية الجنوبية لبيروت، لتحذير السكّان بعد التهديد الإسرائيلي الأخير، 

وأطلق الجيش الإسرائيلي، تحذيراً لسكان العاصمة اللبنانية بيروت، معلناً استهداف منزل في الضاحية الجنوبية، بزعم تبعيته لجماعة "حزب الله" اللبنانية. 

وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي في حسابه على منصة إكس "لكل من يتواجد في المبنى المحدد بالأحمر في الخريطة والمباني المجاورة له .. أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت تابعة لحزب الله. من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلاتكم أنتم مضطرون لإخلاء هذه المباني فوراً والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 300 متر".

وأفاد شهود بفرار سكان الضاحية الجنوبية لبيروت بالسيارات وسيرا على الأقدام بعد التحذير الإسرائيلي. وأغلقت عدة مدارس لبنانية في الجنوب أبوابها، ودعت وزارة التعليم اللبنانية والمدارس والجامعات في منطقة الحدث إلى الإخلاء بعد التحذير الإسرائيلي.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قد قال إن تل أبيب تُحمّل لبنان مسؤولية عملية إطلاق صواريخ على منطقة الجليل في شمال إسرائيل، مشيراً إلى أنها "سترد بقوة على أي تهديد لأمنها"، وفق قوله.

وأضاف كاتس في بيان: "الحكومة اللبنانية تتحمل مسؤولية مباشرة عن أي هجمات على الجليل. سنضمن أمن سكان الجليل، وسنتصدى بكل قوة لأي تهديد".

وشن الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات على قرى وبلدات لبنانية، إذ استهدف حي الخيام ومنطقة إقليم التفاح في جنوب لبنان.

حكومة سلام تحذر من تجدد العمليات العسكرية

وحذّر رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام مجدداً من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية. وأجرى اتصالاً بقائد الجيش العماد رودولف هيكل، للاطلاع على حقيقة الوضع في الجنوب، و"طلب منه التحرك السريع لإجراء التحقيقات اللازمة لكشف الجهات التي تقف خلف العملية اللا مسؤولة في إطلاق الصواريخ، التي تهدد أمن لبنان واستقراره". 

وطالب الرئيس سلام بـ"تكثيف الجهود للتحري عن الفاعلين وتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء المختص." وشدد على ضرورة "منع تكرار مثل هذه الأفعال العبثية. مع التأكيد على وجوب استكمال الإجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة".

وأجرى الرئيس سلام سلسلة اتصالات بمسؤولين عرب ودوليين من أجل ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المتكررة.

وأعاد الرئيس سلام التأكيد على تمسك لبنان الكامل بتطبيق القرار 1701، وبترتيبات وقف الأعمال العدائية وبأن الجيش اللبناني وحده المولج بحماية الحدود، وأن الدولة اللبنانية هي صاحبة قرار الحرب والسلم حصراً. 

في المقابل، أكد مصدر مسؤول في "حزب الله"، التزام الجماعة اللبنانية باتفاق وقف إطلاق ‏النار، نافياً أي صلة بالصواريخ التي أُطلقت من جنوب لبنان، ‏الجمعة، بـ"اتجاه شمال فلسطين المحتلة".

وأشار المصدر إلى أن "هذه الحوادث تأتي في سياق افتعال ذرائع مشبوهة ‏لاستمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان".‎

وفي سياق متصل، قال مصدر عسكري في تصريحات لـ"الشرق" إن "التقديرات تشير إلى أن نوعية الصواريخ التي أُطلقت صباح الجمعة، من جنوب لبنان وعددها اثنين هي نفسها التي أُطلقت السبت الماضي، على إسرائيل"، لافتاً إلى أن "الجيش اللبناني لم يعثر بعد على منصات الصواريخ".

قصف إسرائيلي على لبنان

من جهتها، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن "مدارس عدة رسمية وخاصة أغلقت أبوابها في منطقة صور جنوب لبنان بعد التهديد الإسرائيلي بالرد العسكري على لبنان".

وأفادت الوكالة، بأن قصفاً مدفعياً إسرائيلياً استهدف، صباح الجمعة، عدة بلدات في جنوب لبنان، مشيرة إلى أن بلدة الخيام تعرَّضت لقصف مدفعي وعملية تمشيط نفَّذها الجيش الإسرائيلي، كما تعرَّضت بلدة كفركلا للقصف.

وأوضحت أن القصف طال أيضاً محيط بلدة يحمر الشقيف، كما تعرَّضت أطراف بلدة قعقعية الجسر لقصف مدفعي مركز بالقذائف الثقيلة.

وتواصل إسرائيل تنفيذ غارات على مناطق في لبنان، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر الماضي.

وبموجب الاتفاق، يجري إخلاء جنوب لبنان من أي أسلحة لـ"حزب الله" وأن تنسحب القوات الإسرائيلية من المنطقة، وأن ينشر الجيش اللبناني قواته فيها.

وينص الاتفاق كذلك على أن الحكومة اللبنانية مسؤولة عن تفكيك جميع البنى التحتية العسكرية في جنوب لبنان ومصادرة جميع الأسلحة غير المصرح بها.

ووضع الاتفاق حداً للقصف الإسرائيلي والعمليات البرية في لبنان والهجمات الصاروخية اليومية التي شنها "حزب الله" على إسرائيل، لكن الجانبين يتبادلان الاتهامات بعدم تنفيذ بنود الاتفاق بالكامل.

وتقول إسرائيل إن "حزب الله" يحتفظ بمواقع عسكرية في جنوب لبنان. بينما يقول لبنان و"حزب الله" إن إسرائيل تواصل انتهاك الاتفاق بشن غارات جوية وإبقاء قواتها في 5 مواقع على قمم تلال قرب الحدود.

تصنيفات

قصص قد تهمك