ميلوني ترفض "الخيار الطفولي" بين ترمب وأوروبا: سندافع عن مصالحنا

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني خلال مؤتمر صحافي بعد قمة مجموعة السبع في منتجع بورجو إجنازيا. 15 يونيو. 2024 - Reuters
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني خلال مؤتمر صحافي بعد قمة مجموعة السبع في منتجع بورجو إجنازيا. 15 يونيو. 2024 - Reuters
دبي-الشرق

رفضت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني فكرة أن بلادها مضطرة للاختيار بين الولايات المتحدة وأوروبا، واصفةً هذا الخيار بأنه "طفولي" و"سطحي"، وأكدت أنها ستبذل كل ما في وسعها للدفاع عن مصالح بلادها.

وقالت ميلوني، في مقابلة مع صحيفة "فاينانشيال تايمز"، نُشرت الجمعة، إنه "من مصلحة الجميع" تجاوز التوترات الحادة في العلاقات عبر الأطلسي، واصفةً ردود فعل بعض القادة الأوروبيين تجاه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنها "مُسيسة للغاية".

وأوضحت الزعيمة اليمينية القومية في إيطاليا، أنها لا تعتبر الرئيس الأميركي "خصماً"، وأنها ستظل تحترم "الحليف الأول" لإيطاليا، قائلة: "أنا محافظة، وترمب زعيم جمهوري.. ولذا من المؤكد أنني أقرب إليه من كثيرين غيري، فأنا أتفهم الزعيم الذي يدافع عن مصالحه الوطنية.. لأنني أدافع عن مصالح بلادي أيضاً". 

وفي وقتٍ تتزايد فيه المخاوف في أوروبا من إدارة ترمب، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية إن العديد من الشكاوى التي صرَّح بها البيت الأبيض بشأن ممارسات أوروبا التجارية وإنفاقها الدفاعي كانت مجرد تكرار لما فعلته الإدارات الأميركية السابقة.

وأوضحت ميلوني، في حديثها الذي جاء قبل ساعات من إعلان ترمب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات السيارات، أن الولايات المتحدة لطالما اتبعت أجندة حمائية متزايدة، بما في ذلك قانون خفض التضخم الذي تبناه الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، وتساءلت: "هل تعتقدون حقاً أن الحمائية في الولايات المتحدة من اختراع دونالد ترمب؟".

نهج تصادمي

وأعربت ميلوني عن أملها في أن يكون "النهج التصادمي" للرئيس الأميركي بشأن الدفاع الأوروبي هو "الحافز" الذي تحتاجه القارة بشدة لتتحمل مسؤولية أمنها، قائلة: "أحب أن أقول إن الأزمة دائماً ما تخفي فرصة".

وأشادت ميلوني بالاستقرار السياسي الذي حققته في إيطاليا منذ فوزها في انتخابات 2022، مشيرةً إلى أنها تقود الآن خامس أطول حكومة في تاريخ بلادها في فترة ما بعد الحرب.  

وخلال المقابلة، التي أُجريت في مكتب رئيسة الوزراء بقصر كيجي، الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر، أكدت ميلوني أهمية تجنب حدوث انقسام عبر الأطلسي، موضحةً رؤيتها بشأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا، وضرورة الرد غير التصادمي على التعريفات الجمركية التي فرضها ترمب.

وقالت: "علاقاتنا مع الولايات المتحدة هي أهم علاقة لدينا، ويمكن لإيطاليا أن تقيم علاقات جيدة معها، وإذا كان هناك شيء يمكننا فعله لتجنب التصعيد بين الولايات المتحدة وأوروبا وبناء الجسور، سأفعل ذلك، لأن هذا يصب في مصلحة الأوروبيين".

وأشارت رئيسة الوزراء الإيطالية، إلى أنها تتعاطف مع هجوم نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، الحاد على أوروبا لتخليها المزعوم عن التزامها بحرية التعبير والديمقراطية، قائلة: "يجب أن أقول إنني أتفق مع ذلك.. لقد قلت هذا منذ سنوات… أوروبا فقدت اتجاهها بعض الشيء".

وأضافت ميلوني، أن انتقادات ترمب لأوروبا أيضاً لم تكن موجهة إلى شعوبها، بل إلى "طبقتها الحاكمة... وفكرة أنه يمكنك فرض أيديولوجيتك على الناس بدلًا من قراءة الواقع وإيجاد طرق لإعطائهم إجابات".

حرب ترمب التجارية

وعلى الرغم من تعهد المفوضية الأوروبية بالرد على تعريفات ترمب الجمركية، فإن ميلوني دعت الاتحاد الأوروبي للحفاظ على هدوئه، قائلة: "أحياناً يكون لدي انطباع بأننا نرد فقط بشكل غريزي.. لكن في مثل هذه المواقف، يجب أن نقول: (اهدأوا يا رفاق. دعونا نفكر)'".

ورأت ميلوني أنه في حين أن مستويات التعريفات الجمركية الإجمالية بين الولايات المتحدة وأوروبا تبدو متساوية تقريباً، فإن التعريفات المرتفعة على بعض السلع تُثير الخلافات، قائلة: "هناك خلافات كبيرة حول السلع الفردية، وهذا ما يجب أن نعمل عليه لإيجاد حل جيد ومشترك".

واعتبرت ميلوني أن الاتحاد الأوروبي "مُقيّد" بسبب بطء وتيرة اتخاذ القرارات. وأضافت: "ليس من السهل التنافس مع شخص يمكنه توقيع 100 أمر تنفيذي في يوم واحد (في إشارة إلى ترمب)".

وفي حين يخشى الكثيرون في أوروبا من أن يكون الرئيس الأميركي بصدد إجبار أوكرانيا على اتفاق سلام غير مُرضٍ، أعربت ميلوني عن ثقتها في جهوده، مُشددةً على ضرورة تقديم ضمانات قوية لضمان عدم استئناف روسيا للحرب في المستقبل.  

قوات حفظ السلام الأوروبية

وشككت رئيسة الوزراء الإيطالية في اقتراح فرنسا وبريطانيا لإنشاء "قوة حفظ سلام" أوروبية في أوكرانيا، والذي قالت إن موسكو قد تعتبره استفزازاً. وأضافت: "علينا توخي الحذر.. هذا قد يمكن اعتباره تهديداً". 

وبدلًا من ذلك، دعت ميلوني إلى توسيع نطاق المادة 5 الخاصة بالدفاع المشترك في ميثاق حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتشمل أوكرانيا، لكن دون ضم كييف فعلياً إلى الحلف، وهو ما قالت إنه سيكون "أسهل وأكثر فعالية" من المقترحات الأخرى. 

وعندما سُئلت عما إذا كانت تعتبر روسيا تمثل تهديداً على المدى الطويل، أجابت ميلوني: "أظن أنها قد تكون كذلك، لكن على أي حال، أعتقد أنه يجب أن نجد طريقة لنكون مستعدين للدفاع عن أنفسنا ضد أي تهديد قد نواجهه". 

تصنيفات

قصص قد تهمك