
أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، الجمعة، مكالمة وصفها الرجلان بأنها "مثمرة جداً" على الرغم من تعهد الأخير بفرض بلاده رسوماً جمركية مضادة الأسبوع المقبل كما وعدت.
وقال ترمب على منصة التواصل الاجتماعي Truth Social: "كانت مكالمة مثمرة جداً، نتفق في أمور كثيرة، وسنجتمع مباشرة بعد الانتخابات الكندية المقبلة للعمل على تفاصيل السياسة والأعمال وجميع العوامل الأخرى".
وأضاف ترمب عن الاتصال الذي يعتبر الأول منذ تولي كارني منصبه في 14 مارس الجاري، أن العمل "سيكون رائعاً في نهاية المطاف لكل من الولايات المتحدة وكندا".
من جهته، قال مكتب كارني في بيان: "أبلغ رئيس الوزراء الرئيس أن حكومته ستنفذ رسوماً جمركية مضادة لحماية العمال الكنديين واقتصادنا، بعد الإعلان عن إجراءات تجارية أميركية إضافية في الثاني من أبريل 2025"، لكنه وصف الاتصال بـ"المثمر جداً".
ووصف ترمب الذي يشير مراراً إلى أن كندا ستكون في وضع أفضل إذا وافقت على أن تصبح الولاية الأميركية رقم 51، كارني بأنه "رئيس الوزراء" على عكس سلفه جاستن ترودو الذي يقول عنه ترمب: "الحاكم ترودو".
"ترمب احترم كندا"
وفي السياق، قال كارني خلال مؤتمر صحافي في مونتريال، الجمعة، إن ترمب "احترم سيادة كندا اليوم، سواء في تعليقاته الخاصة أو العامة"، مشيراً إلى أن المكالمة الهاتفية كانت "ودية للغاية".
ولفت إلى أنه اتفق مع ترمب على بدء "مفاوضات شاملة" لبناء علاقات اقتصادية وأمنية جديدة، وذلك بعد إجراء الانتخابات الكندية المقررة في 28 أبريل المقبل.
والمكالمة الهاتفية هي أول اتصال هاتفي منذ فوز كارني بزعامة الحزب الليبرالي الحاكم في كندا في 9 مارس الجاري. واعتبر كارني أن تهديد ترمب بفرض رسوم جمركية هو "خيانة" لعلاقة اقتصادية وأمنية كانت وثيقة ذات يوم.
وجاء ذلك بعدما أعلن ترمب فرض رسوم جمركية تصل نسبتها لـ25% على السيارات وقطع الغيار المستوردة، وهو ما وصفه كارني بأنه "هجوم مباشر" على عمال صناعة السيارات الكنديين، وانتهاك لاتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا المعروفة باسم USMCA.
من جهته، أفاد مكتب رئيس الوزراء الكندي، بأن وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك ونظيره الكندي دومينيك لوبلان سيكثفان محادثاتهما لـ"معالجة المخاوف العاجلة".
وتعهد كارني، الخميس، بتحويل الاقتصاد الكندي ليكون أقل اعتماداً على الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يعلن ترمب عن الرسوم الجمركية في الثاني من أبريل، وأوضحت أوتاوا منذ أشهر أنها ستقرر تدابير مضادة.
تقدم الحزب الليبرالي
وفي استطلاعات الرأي، يتفوق الحزب الليبرالي الذي ينتمي له كارني بفارق بسيط عن حزب المحافظين، لكن المنافسة "لا تزال محتدمة"، بسحب "بلومبرغ".
ويتبنى بيير بواليفر زعيم حزب المحافظين في حملته الانتخابية أجندة "كندا أولاً"، ويقول إن بلاده بحاجة لـ"الوقوف بثبات أمام التهديد الأميركي".
وأشار بواليفر، إلى أن "الليبراليين بقيادة ترودو جعلوا كندا أكثر عرضة للعدوان الأميركي عبر إضعاف اقتصادها".
وفرضت كندا ضرائب بنسبة 25% على سلع أميركية تبلغ قيمتها قرابة 60 مليار دولار كندي (41.9 مليار دولار)، كما هددت بفرض رسوم جمركية على سلع أخرى تبلغ قيمتها 95 مليار دولار كندي (66.4 مليار دولار).