
شن الجيش الأميركي في وقت مبكر من السبت، جولة جديدة من الضربات الجوية التي استهدفت مواقع للحوثيين في اليمن، ما أسفر عن سقوط شخص واحد على الأقل، ونشرت القيادة المركزية الأميركية مقطع فيديو، لقصف موقع عسكري رئيسي للحوثيين في قلب صنعاء.
وجاءت ضربات السبت، في أعقاب ليلة مكثفة من الضربات الجوية في وقت مبكر من الجمعة، والتي بدت أكثر شدة مقارنةً بأيام أخرى في الحملة التي بدأت في 15 مارس، وفق ما ذكرت "أسوشيتد برس".
وأظهرت مراجعة أجرتها الوكالة للضربات، أن العملية الأميركية الجديدة تحت إدارة الرئيس دونالد ترمب "تبدو أكثر اتساعاً، من تلك التي كانت تحت إدارة الرئيس السابق جو بايدن".
وأشارت إلى أن الجيش الأميركي انتقل من استهداف مواقع إطلاق الصواريخ فقط إلى استهداف قيادات الحوثيين، وكذلك قصف المدن.
وتصر الولايات المتحدة على استمرار القصف على الحوثيين إلى غاية وقف هجماتهم في البحر الأحمر.
وأظهرت تحليلات وكالة "أسوشيتد برس"، لصور الأقمار الاصطناعية أن الجيش الأميركي نقل أيضاً قاذفات B-2 الشبحية بعيدة المدى إلى قاعدة دييجو جارسيا في المحيط الهندي، وهي قاعدة بعيدة عن نطاق الحوثيين، وتتجنب استخدام قواعد حلفاء الولايات المتحدة.
هجمات تطال صنعاء
وقالت "أسوشيتد برس"، إن الضربات الجوية التي استهدفت اليمن طوال ليلة السبت، طالت مناطق عدة تحت سيطرة الحوثيين، بما في ذلك العاصمة صنعاء، ومحافظتي الجوف وصعدة.
وقالت وسائل إعلام حوثية، إن الضربات في صعدة أسفرت عن سقوط شخص واحد وإصابة أربعة آخرين.
ونشرت القيادة المركزية الأميركية، السبت، فيديو بالأبيض والأسود يظهر ضربة جوية استهدفت موقعاً في اليمن. وعلى الرغم من أن الفيديو لم يحدد الموقع، إلا أن تحليل وكالة "أسوشيتد برس"، لتفاصيل الفيديو يتوافق مع آثار ضربة على صنعاء الجمعة، إذ يظهر الفيديو القنبلة، وهي تضرب مقر القيادة العامة العسكرية الذي يسيطر عليه الحوثيون.
وقالت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات التابعة للحوثيين في صنعاء إن الضربات الأميركية دمرت "محطات البث، وأبراج الاتصالات، وشبكة الرسائل" في محافظتي عمران وصعدة.
وقالت "أسوشيتد برس"، إن الضربات في عمران بدت شديدة بشكل خاص.
"العمليات لن تتوقف"
وكان المتحدث الإقليمي لوزارة الخارجية الأميركية مايكل ميتشل، قد قال لـ"الشرق"، إن العمليات العسكرية ضد الحوثيين تأتي في إطار حملة الرئيس دونالد ترمب "الضغط الأقصى" على إيران، معتبراً أنه "من غير الممكن تنفيذ حملة جادة بشكل مباشر ضد طهران، بدون التعامل مع الميليشيات التي تدعمها"، وشدد على أن العمليات العسكرية لن تتوقف حتى يتحقق الهدف منها بإعادة الاستقرار لمنطقة البحر الأحمر.
وأضاف ميتشل في تصريحات لـ"الشرق": "كان واضحاً منذ الأيام الأولى لتولي ترمب الرئاسة، أن لديه أولوية قصوى بشأن تنفيذ هجمات عسكرية ضد الحوثيين، وكان يتعين علينا أخذ موقف أكثر قوة منذ زمن بعيد"، لافتاً إلى أن الحوثيين نفذوا هجمات على سفن أميركية عسكرية وتجارية، وأشار إلى ضرورة أن يتوقف هذا الأمر.
وعن إنهاء الولايات المتحدة للضربات العسكرية في حال تراجع الحوثيين، قال: "ترمب لن يتنازل عن هدفه المتمثل في إعادة الأمن والاستقرار في البحر الأحمر"، معتبراً أن "التهديدات الحوثية تمنع هذا الشيء، لذلك سوف تستمر العمليات العسكرية".