ترمب: بوتين سيلتزم بوقف النار ولن يقبل انضمام أوكرانيا للناتو بأي حال

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، إنه يعتقد أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين "سيلتزم بإبرام اتفاق وقف النار" مع أوكرانيا، وجدد تهديده بفرض رسوم ثانوية على النفط الروسي إذا لزم الأمر، مؤكداً أن موسكو لن تقبل بأي حال انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وأضاف ترمب في حديث للصحافيين بالمكتب البيضاوي: "أريد أن أتأكد من أن (بوتين) سيلتزم، وأعتقد أنه سيفعل.. حتى نوقف قتل الجنود الروس والأوكرانيين وأشخاص آخرين"، مضيفاً: "لا أريد فرض رسوم جمركية ثانوية على النفط الروسي، لكنني سأفعل ذلك إذا شعرت بأنه لا يؤدي المطلوب، مثلما فعلت مع فنزويلا".

وجاءت تصريحات ترمب بعدما قال لشبكة NBC News، الأحد، إنه شعر بغضب شديد بعد تصريحات بوتين الذي اقترح إنشاء "إدارة مؤقتة" لحكم أوكرانيا من أجل إتمام مفاوضات السلام. وقال ترمب إنه سيُضطر إلى فرض رسوم جمركية ثانوية تتراوح بين 25 و50% على من يشتري النفط الروسي إذا شعر بأن موسكو تعرقل جهوده لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وكانت هذه أقوى انتقادات وجهها ترمب للرئيس الروسي حتى الآن، في إطار مساعيه المتسارعة لوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بحسب "بلومبرغ".

"انضمام أوكرانيا للناتو لم يكن مطروحاً"

لكن بحلول الاثنين، عاد ترمب ليهاجم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، معبراً عن إحباطه من موقف أوكرانيا بشأن صفقة المعادن الأرضية النادرة، قائلاً: "لقد أبرمنا صفقة بشأن المعادن النادرة، كان كل شيء منتهياً، ثم سمعت عبركم"، في إشارة إلى وسائل الإعلام، أن كييف تضع شروطاً جديدة.

وأضاف: "لم أتحدث معهم (أوكرانيا) بعد، لكن من خلالكم سمعت أنهم الآن يقولون: حسناً، لن نقبل بهذه الصفقة إلا إذا انضممنا إلى الناتو أو شيء من هذا القبيل"، معتبراً أن "انضمام أوكرانيا الناتو لم يكن مطروحاً للنقاش مطلقاً.. ولم نبحث هذه المسألة"، وأن "روسيا لن تقبل بذلك بأي حال".

وتُعد روسيا واحدة من أكبر ثلاث دول منتجة للنفط عالمياً، وأي محاولة أميركية لفرض عقوبات على شراء إمداداتها قد تؤثر بشكل كبير على سوق النفط العالمي، ما قد يزيد من الضغوط التضخمية داخل الولايات المتحدة.

وأدت التصريحات الأكثر صرامة من ترمب تجاه بوتين إلى ارتفاع أسعار النفط، الاثنين، إذ ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى 71.48 دولاراً للبرميل، متجاوزاً المستوى الذي كان يحتفي به ترمب في وقت سابق من الشهر.

وقال الكرملين، الاثنين، إن الولايات المتحدة وروسيا تعملان على إعداد مقترحات للتوصل إلى تسوية سلمية محتملة في أوكرانيا وبناء علاقات ثنائية بين موسكو وواشنطن، معتبراً أن هذه التسوية تستغرق وقتاً طويلاً لأنها معقدة، وذلك بعد أن أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترمب "غضبه" من تصريحات بوتين، الأحد.

منع ترشح لوبان "أمر كبير"

وتحدث ترمب أيضاً عن الحكم القضائي في فرنسا بمنع زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان من الترشح للانتخابات الرئاسية لمدة خمس سنوات، بعد إدانتها باختلاس أموال الاتحاد الأوروبي، معتبراً أنه "أمر كبير".

وقال ترمب: "هذا أمر كبير، إنه أمر كبير جداً، أعرف الكثير عن هذا الموضوع، وكثير من الناس كانوا يعتقدون أنها لن تُدان بأي شيء، لا أعرف إن كان ذلك يعني إدانة، لكنها مُنعت من الترشح لمدة خمس سنوات، رغم أنها المرشحة الأبرز".

وتابع الرئيس الأميركي قائلاً: "هذا يشبه ما يحدث في هذا البلد".

"سباق رئاسي رائع أمام أوباما"

وعند سؤاله عن تصريحاته بسعيه للترشح إلى ولاية ثالثة، رغم أن التعديل الـ22 من الدستور الأميركي يمنعه ذلك، قال ترمب إنه "لم يبحث" ذلك.

وأضاف ترمب: "هناك قصة كاملة عن ترشحي لولاية ثالثة، لا أعلم، لم أبحث في الأمر مطلقاً، يقول البعض إن هناك طريقة للقيام بذلك، لكنني لا أعرف عنها شيئاً، ولم أبحث فيها".

وتابع: "أمامنا أربع سنوات، لكن الانتخابات القادمة لا تزال قريبة من الأربع سنوات، ونحظى بالكثير من التقدير لعملنا الرائع في أول 100 يوم".

وعند سؤاله عن رأيه في احتمال الترشح ضد الرئيس السابق باراك أوباما إذا سُمح لكليهما بخوض الانتخابات لولاية ثالثة، أجاب ترمب: "أحب ذلك". وتابع: "سيكون سباقاً رائعاً. أود ذلك فعلاً"، مشيراً إلى أن هناك من طلب منه الترشح مرة أخرى.

والأحد، قال ترمب لشبكة NBC News إنه "لم يكن يمزح" عندما تحدث عن سعيه لولاية ثالثة في البيت الأبيض، مشيراً إلى أن "هناك طرق للقيام بذلك"، وأن أحد الخيارات المطروحة ترشح نائبه جي دي فانس للرئاسة، ثم يسلمه السلطة لاحقاً.

وأضاف ترمب في مقابلة مع شبكة NBC News، أن "الكثير" من حلفائه "يريدون مني" الترشح لولاية ثالثة، رغم حظر الدستور الأميركي ذلك بموجب التعديل الـ22.

"نتواصل مع كوريا الشمالية"

وتحدث ترمب أيضاً عن كوريا الشمالية، التي وصفها بـ"الدولة النووية الكبيرة"، وقال إن هناك تواصلاً مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، مشيراً إلى أن إدارته ربما تتخذ "إجراءً" فيما يتعلق بالتعامل مع بيونج يانج.

وأضاف أنه "يتفاهم جيداً" مع كيم، لافتاً إلى أنه "زعيم دولة نووية كبرى، وهو شخص ذكي جداً. تعرفت عليه جيداً".

ولفت ترمب إلى تواصله مع كيم خلال ولايته الأولى، معتبراً أن العلاقة معه "بدأت بشكل صعب جداً، وكان هناك توتر كبير"، مستذكراً وصفه لكيم بـ"رجل الصواريخ" في خطابه أمام الأمم المتحدة عام 2017، قبل أن يلتقي الزعيمان في عام 2019.

وكان ترمب أول رئيس أميركي في منصبه يعبر خط الهدنة لعام 1953، الذي يفصل بين الكوريتين، وذلك خلال زيارته إلى المنطقة الحدودية.

وقال ترمب للصحافيين في المكتب البيضاوي: "هناك تواصل"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.