بعد تهديد ترمب.. روسيا تحذر من "عواقب كارثية" لاستهداف منشآت إيران النووية

موسكو تبدي استعدادها للتوسط في "حوار بناء" بين واشنطن وطهران

time reading iconدقائق القراءة - 5
نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف خلال مؤتمر صحافي في جنيف - 10 يناير 2022 - AFP
نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف خلال مؤتمر صحافي في جنيف - 10 يناير 2022 - AFP
دبي-الشرق

قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، الثلاثاء، إن موسكو تعتبر تهديدات واشنطن باستخدام القوة ضد طهران "غير مناسبة"، محذراً من "عواقب كارثية"، حال استهداف منشآت إيران النووية، بعد تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب لطهران بـ"قصف لم تره من قبل"، إذا لم تعقد صفقة بشأن برنامجها النووي.

وأضاف ريابكوف في مقابلة مع مجلة الشؤون الدولية الروسية أن "التهديدات والإنذارات تُسمع. نعتبر هذه الأساليب غير مناسبة، وندينها، ونعتبرها وسيلة لفرض الإرادة على الجانب الإيراني، كما أنها تعقد في الوقت نفسه الوضع، وتُسبب آثاراً تتطلب جهوداً أكبر بكثير في المستقبل من حيث تقليص خطر ظهور بؤرة توتر أخرى أو صراع مفتوح في الشرق الأوسط، حيث بلغ التوتر ذروته بالفعل".

وقال ريابكوف إن روسيا "تُعارض الحلول العسكرية والعدوان والضربات"، قائلاً: "عواقب هذا، وخاصة، حال تضرر البنية التحتية النووية، قد تكون كارثية على المنطقة بأسرها".

وتابع: "أنا لا أتحدث حتى عن نوع العواقب التي قد تترتب على ذلك من حيث تصرفات طهران، والتي يتحدث عنها زملاؤنا الإيرانيون أيضاً بصراحة ووضوح، لذا، ما دام الوقت متاحاً، ولم ينطلق القطار بعد، فنحن بحاجة إلى مضاعفة جهودنا لمحاولة التوصل إلى اتفاق على أساس معقول. روسيا مستعدة لتقديم مساعيها الحميدة هنا لواشنطن وطهران، وكل من يهتم بهذا الأمر".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قال الأحد، إن المسؤولين الأميركيين والإيرانيين "يتحدثون"، لكنه هدد طهران في الوقت نفسه بـ"قصف لم تره من قبل"، ورسوم جمركية ثانوية، إذا لم تعقد صفقة بشأن برنامجها النووي.

وقال المرشد الإيراني علي خامنئي، الاثنين، إن الولايات المتحدة ستتلقى "صفعة قوية" إذا تصرفت بناء على تهديدات ترمب.

وأضاف خامنئي: "مواقفنا ثابتة ولم تتغير.. يهددوننا بممارسات عدوانية، لكن ليعلموا أنه في حال ارتكاب أي اعتداء، فسيتلقون ضربة شديدة ومماثلة دون شك.. وإذا خطر ببال الأعداء أن يثيروا الفتنة داخل البلاد، فإن الشعب الإيراني نفسه سيكون هو من يرد عليهم".

شكوى إيرانية لمجلس الأمن

وشكت طهران إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الاثنين، تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقصف إيران إذا لم تبرم اتفاقاً نووياً مع الولايات المتحدة، ووصفت التصريحات بأنها "متهورة ومعادية" وانتهاك صارخ للقانون الدولي وللميثاق المؤسس للأمم المتحدة، قائلة إنها سترد بحسم وسرعة على أي اعتداء.

وكتب سفير إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد عرفاني، في رسالة اطلعت عليها "رويترز" أن طهران "تحذر بشدة من أي مغامرة عسكرية، وسترد بسرعة وبحسم على أي عمل عدواني أو هجوم من الولايات المتحدة أو وكيلها النظام الإسرائيلي ضد سيادتها وسلامتها الإقليمية أو مصالحها الوطنية".

كما حذرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية من أن أي تهديد أو عدوان أو تحريض على الحرب أو انتهاك لسلامة أراضي إيران "سيقابل برد شديد".

وأرسل ترمب رسالة إلى إيران في النصف الأول من مارس، تسلمها المرشد الإيراني علي خامنئي تضمنت منح طهران مهلة شهرين من أجل التوصل إلى اتفاق نووي جديد.

يشار إلى أن إيران توصلت إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في عام 2015، وافقت بموجبه على الحد من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية، لكن ترمب انسحب من الاتفاق في عام 2018 خلال ولايته الأولى.

وبعد انسحاب ترمب في عام 2018 وإعادة فرض العقوبات، انتهكت إيران تلك القيود، وتجاوزتها بكثير في إطار تطوير برنامجها النووي.

وتنفي طهران دوماً رغبتها في صنع سلاح نووي، ومع ذلك، حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن إيران تُسرع وتيرة تخصيب اليورانيوم "بشكل كبير" إلى درجة نقاء تصل إلى 60%، وهي نسبة قريبة من درجة 90% تقريباً اللازمة لصنع أسلحة.

تصنيفات

قصص قد تهمك