دبي -الشرق
دخلت الرسوم الجمركية الأميركية على السيارات المستوردة بقيمة 25%، الخميس، حيز التنفيذ وسط تحذيرات من ارتفاع أسعار السيارات الجديدة والمستعملة مع استهداف الرسوم قطع الغيار.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن الرسوم الجمركية المفروضة على السيارات المستوردة "ستحفز الاستثمارات، وتوفر وظائف في الولايات المتحدة"، إلا أن محللين يحذرون من أنها سترفع أسعار السيارات الجديدة بمقدار آلاف الدولارات، وفق ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز".
وتنص السياسة الجديدة على فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع السيارات المجمعة خارج الولايات المتحدة. واعتباراً من 3 مايو، ستشمل الرسوم أيضاً قطع غيار السيارات المستوردة، مما سيزيد من تكاليف السيارات المجمعة محلياً وكذلك، إصلاح السيارات.
وفرض ترمب الخميس، رسوماً جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات ورسوماً أعلى على بعض أكبر الشركاء التجاريين للبلاد في خطوة تذكي الحرب التجارية التي بدأها مع عودته إلى البيت الأبيض، فيما وصفه بـ"يوم التحرير في أميركا". واستهدفت الرسوم عشرات الدول منها الصين والهند، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وقال ترمب إن "اليوم هو يوم ولادة الصناعة الأميركية من جديد"، زاعماً أن "هناك دولاً سرقت ثروات بلادنا منذ سنوات".
وفرض ترمب رسوماً جمركية قدرها 34% على الصين، و20% على الاتحاد الأوروبي، و46% على فيتنام، 32% على تايوان، كما فرض رسوماً قدرها 24% على اليابان، و10% على بريطانيا، و25% على كوريا الجنوبية.
استثناءات من الرسوم على السيارات
وستمنح الولايات المتحدة إعفاءً جزئياً للسيارات المصنعة في المكسيك وكندا، والتي تلتزم بشروط اتفاقيات التجارة الحرة مع هذين البلدين.
وقالت "نيويورك تايمز"، إنه لن يُطلب من شركات صناعة السيارات دفع رسوم على مكونات مثل المحركات وناقلات الحركة والبطاريات المصنوعة في الولايات المتحدة والتي يتم تركيبها لاحقاً في السيارات داخل المصانع المكسيكية أو الكندية.
ومن المتوقع أن يقلل هذا الإجراء من تأثير الرسوم الجمركية على سيارات مثل شيفروليه إكوينوكس الكهربائية، التي يتم تجميعها في المكسيك، ولكنها تحتوي على بطارية وأجزاء أخرى مصنوعة في الولايات المتحدة.
ونتيجة لذلك، ستدفع شركة جنرال موتورز رسوماً فقط على الجزء من السيارة المصنوع في الخارج.
مكونات مصنوعة في الخارج
وقالت "نيويورك تايمز"، إن الرسوم الجمركية على قطع غيار السيارات ستؤدي إلى زيادة تكلفة السيارات المصنعة في ميشيجان، وتينيسي، وأوهايو وولايات أميركية أخرى. ويرجع ذلك إلى أن معظم السيارات المنتجة في المصانع الأميركية تحتوي على مكونات مصنوعة في الخارج، والتي تمثل في كثير من الأحيان أكثر من نصف تكلفة السيارة.
وعلى سبيل المثال، وفقاً لبيانات الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة، فإن حوالي 90% من قيمة بعض سيارات مرسيدس-بنز المصنوعة في ألاباما تأتي من المحركات وناقلات الحركة المستوردة من أوروبا.
وأشارت الصحيفة إلى أن التأثير على السيارات سيختلف بشكل كبير حسب نسبة الأجزاء المصنوعة محلياً. فعلى سبيل المثال، سيارات تسلا موديل Y المصنوعة في تكساس وكاليفورنيا أو هوندا باسبورت المصنوعة في ألاباما تحتوي على نسبة مرتفعة من الأجزاء المنتجة في الولايات المتحدة، وبالتالي ستخضع لرسوم جمركية أقل.
في المقابل، ستكون الرسوم الجمركية في أعلى مستوياتها على السيارات المصنعة بالكامل في الخارج، مثل تويوتا بريوس المصنوعة في اليابان أو سيارات بورشه الرياضية المصنعة في ألمانيا.
وسيمتد التأثير إلى أصحاب السيارات المستعملة أيضاً، حيث سيرتفع سعر قطع الغيار مثل الإطارات، وأقراص المكابح، وفلاتر الزيت بسبب الرسوم الجديدة.
وقال مايكل هولمز، الرئيس التنفيذي المشارك لشركة Virginia Tire and Auto، وهي سلسلة متاجر لصيانة وإصلاح السيارات، إن شركته ومورديه سيحاولون في البداية استيعاب معظم الزيادة في التكاليف.
وأضاف: "لكن ذلك لن يكون مستداماً. من السذاجة الاعتقاد بأن الشركات لن تمرر هذه التكاليف إلى العملاء"
كما أشار المحللون إلى أن أسعار السيارات المستعملة قد ترتفع مع مرور الوقت، حيث سيتحول المشترون إلى السوق الثانوية مع ارتفاع أسعار السيارات الجديدة. ومن المحتمل أيضاً أن ترتفع أقساط التأمين، نظراً لارتفاع تكاليف الإصلاح.
تصنيفات
