إسطنبول-رويترز
قالت تركيا، الخميس، إن على إسرائيل الانسحاب من الأراضي السورية، و"الكف عن عرقلة جهود إرساء الاستقرار هناك"، وذلك بعد أن صعّدت تل أبيب غاراتها الجوية على سوريا، و"اتهمت أنقرة بمحاولة وضع دمشق تحت وصايتها".
وذكرت وزارة الخارجية التركية، في بيان، أن "إسرائيل أصبحت أكبر تهديد للأمن في المنطقة، وتزعزع الاستقرار الاستراتيجي، وتسبب الفوضى وتغذي الإرهاب".
وأضافت الوزارة التركية أن "من أجل إرساء الأمن في جميع أنحاء المنطقة، يجب على إسرائيل أولاً التخلي عن سياساتها التوسعية، والانسحاب من الأراضي التي تحتلها، والكف عن تقويض جهود إرساء الاستقرار في سوريا".
ولفتت إلى أن "التصريحات الاستفزازية التي يطلقها الوزراء الإسرائيليون تجاه تركيا تعكس الحالة النفسية التي يعيشونها، وكذلك السياسات العدوانية والتوسعية التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية الأصولية والعنصرية"، وفق البيان التركي.
وشددت الوزارة التركية في بيانها على "ضرورة أن نتساءل لماذا تزعج إسرائيل التطورات في سوريا ولبنان، والتي تحمل وعداً كبيراً بالسلام والاستقرار والازدهار في منطقتنا والتي يدعمها العالم أجمع".
وتابعت في بيانها: "على الرغم من عدم وجود أي استفزاز أو هجوم على سوريا على الأرض، فإن الهجمات الجوية والبرية المتزامنة التي شنتها إسرائيل على العديد من النقاط الليلة الماضية 2 أبريل، ليس لها تفسير آخر سوى نهج السياسة الخارجية الإسرائيلية الذي يتغذى على الصراع".
وأشارت الخارجية التركية، إلى أنه "من غير الممكن أن يخفي الوزراء الإسرائيليون الإبادة الجماعية التي يرتكبونها في غزة، والحرب الشاملة ضد الشعب الفلسطيني، وإرهاب المستوطنين، ونية ضم الضفة الغربية، والأطماع التوسعية وراء هجماتهم على سوريا ولبنان من خلال استهداف تركيا".
واعتبرت أن إسرائيل "أصبحت تشكل التهديد الأكبر لأمن المنطقة بهجماتها التي تهدد السلامة الإقليمية والوحدة الوطنية لدول المنطقة"، لافتةً إلى أن "إسرائيل تعمل كعامل زعزعة استقرار استراتيجي في المنطقة، مما يتسبب في الفوضى، ويعزز الإرهاب".
ودعت الخارجية التركية إسرائيل على "التخلي عن سياساتها التوسعية، وأن تنسحب من الأراضي التي احتلتها، وأن تتوقف عن تقويض الجهود الرامية إلى إرساء الاستقرار في سوريا"، مشددةً على أهمية أن "يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته بشكل أكبر لمنع العدوان الإسرائيلي المتهور".
غارات إسرائيلية
وتكثف إسرائيل التي احتلت على أراض في جنوب غرب سوريا، الغارات الجوية على البلاد منذ أسابيع. وشن الجيش الإسرائيلي، الخميس، غارات جوية جديدة على سوريا، حيث استهدف مدينة الكسوة بمحيط دمشق، فيما أشارت وسائل إعلام سورية إلى "سماع دوي انفجار قوي في دمشق، ويجري التحقق من طبيعته".
وفي وقت سابق الخميس، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن الضربات الجوية الأخيرة على سوريا هي "رسالة واضحة وتحذير للمستقبل"، مشدداً على أن بلاده "لن تسمح بأي ضرر يلحق بأمن دولة إسرائيل"، وفق قوله، فيما زعم الجيش الإسرائيلي أنه شن ضربات جوية وبرية على جنوب سوريا، "رداً على تعرض قواته لإطلاق نار".
وأضاف كاتس في مؤتمر صحفي في باريس: "إن تركيا تبذل قصارى جهدها لفرض وصايتها على سوريا، من الواضح أن هذه هي نيتهم".
وكان الطيران الإسرائيلي شن، الأربعاء، غارات جوية على قاعدتين جويتين ومواقع للبنية التحتية العسكرية في مدن دمشق وحماة وحمص السورية، حسب ما أعلن الجيش.
كما توغل بعدة مركبات عسكرية في حرش سد الجبلية بالقرب من مدينة نوى غربي درعا، وقال إنه قتل عدداً ممن وصفهم بـ"المسلحين"، في منطقة تسيل جنوب سوريا خلال عملية ليلية، زاعماً أن القوات الإسرائيلية شنت الضربات البرية والجوية "رداً على تعرضها لإطلاق نار".
تصنيفات
