بولندا تحذر ترمب من "خطأ تاريخي" في المفاوضات بشأن أوكرانيا مع روسيا

مستشار حكومة وارسو: المحادثات لا ينبغي أن تسفر عن الاعتراف بمطالب موسكو الإقليمية

time reading iconدقائق القراءة - 6
لوحة بعنوان (سلام للعالم) تدمج وجهي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب في معرض في سانت بطرسبرج. 17 مارس 2025 - REUTERS
لوحة بعنوان (سلام للعالم) تدمج وجهي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب في معرض في سانت بطرسبرج. 17 مارس 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

حذّرت بولندا، الرئيس الأميركي دونالد ترمب من خطر ارتكاب "خطأ تاريخي"، إذا أسفرت مفاوضاته لإنهاء الحرب في أوكرانيا عن اعتراف الولايات المتحدة بمطالب روسيا بالسيادة على شبه جزيرة القرم، وغيرها من الأراضي التي سيطرت عليها عقب اندلاع الحرب في فبراير 2022.

واعتبر مستشار رئيس الوزراء البولندي لشؤون أوكرانيا، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البولندي، باول كوال في مقابلة مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن الاعتراف قانونياً بالحدود الروسية الموسعة نتيجة غزو دولة مجاورة، سيمثل تجاوزاً لـ"خط أحمر" بالنسبة لبولندا، وبقية دول وسط أوروبا.

وأضاف كوال في حديث قبل سفره إلى واشنطن، الأحد، للقاء كبار أعضاء الكونجرس الأميركي والمبعوث الأميركي الخاص إلى أوكرانيا كيث كيلوج، ثمة فارق واضح بين "الحلول المؤقتة" لإنهاء القتال في أوكرانيا وتحقيق "التطلعات الروسية بالاعتراف بشبه جزيرة القرم أو دونباس أو أجزاء أخرى من أوكرانيا، وهو ما سيشكل خطأً تاريخياً".

وبالنسبة للسابقة، التي سيُشكلها تمكين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من توسيع  ما وصفها بـ"روسيا الإمبريالية"، حذّر كوال من أن "الأمر سيكون مخيفاً".

وفي عام 2022، كانت بولندا من بين دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، التي قادت المساعدات العسكرية لأوكرانيا في أعقاب الغزو الروسي، كما أصبحت البوابة الرئيسية للاتحاد الأوروبي للاجئين الأوكرانيين.

ومنذ يناير الماضي، كانت وارسو تراقب بقلق، بينما كان ترمب ينتقد حلفاءه في الناتو، وينتقد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ويشيد بنظيره الروسي، فلاديمير بوتين.

وقُسِّمت بولندا في عام 1939 بين ألمانيا النازية والاتحاد السوفيتي، وكانت آنذاك من بين الدول الأوروبية التي وقعت تحت السيطرة السوفيتية بعد اتفاقية "يالطا" الموقعة في عام 1945، والتي أعادت تشكيل القارة الأوروبية في نهاية الحرب العالمية الثانية.

استبعاد الأوروبيين

ورغم استبعاد ترمب القادة الأوروبيين من مفاوضاته الأخيرة مع موسكو وكييف، اعتبر كوال أنه "من الصعب للغاية مناقشة الأمن في أوكرانيا بمعزل عن قضية الأمن العام في وسط أوروبا".

وأضاف: "بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، اعترفت روسيا بأوكرانيا وبحدودها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم ودونباس، وهذا هو أساس قواعد القانون الدولي. والضمانات القانونية الدولية للحدود في أوروبا الوسطى هي من الضمانات الرئيسية للحفاظ على السلام في تلك المنطقة، وفقاً لتجربتنا التاريخية".

مع ذلك، أعرب كوال عن ثقته بأن ترمب لن يسمح في نهاية المطاف لروسيا بالسيطرة على الأراضي الأوكرانية "بحكم القانون"، بل سيعترف بالتهديد المستمر الذي يشكله بوتين. 

ورجح أن ترمب لن يخاطر أيضاً بحرمان الشركات الأميركية من فرصة الاستثمار في إعادة إعمار أوكرانيا، بعد الصراع من خلال حجب الضمانات الأمنية القوية التي تريدها كييف وحلفاؤها الأوروبيون.

ومضى قائلاً: "بالنسبة للسياسيين، من السهل جداً فصل الضمانات السياسية عن الضمانات التجارية والضمانات العسكرية، ولكن إذا أُريد لأموال الشركات الاستثمار في أوكرانيا، فسيطلبون ضمانات أميركية جادة".

مواصلة دعم أوكرانيا

وعقد القادة الأوروبيون مؤخراً عدة اجتماعات لمناقشة كيفية إعادة تسليح القارة، بالإضافة إلى إنشاء "تحالف الراغبين" لتأمين أوكرانيا بعد أي هدنة يتوسط فيها ترمب.

وتساءل كوال عن سبب التركيز على ترتيبات التحالف لما بعد الصراع؛ بدلاً من مساعدة أوكرانيا على "إنقاذ أراضيها في الوقت الراهن"، بالنظر إلى أن بوتين يواصل هجومه العسكري، ويبدو راضياً عن استمرار مفاوضات ترمب.

وتابع: "رأيي هو أن لدينا منظوراً خاطئاً بعض الشيء بشأن هذا التحالف، لأن الأهم هو إيقاف الروس الآن". وأشار إلى ضرورة التركيز على "الدعم التكتيكي (الفوري) لأوكرانيا، محذراً من "استغلال بوتين وقت المفاوضات مع الولايات المتحدة".

وكان رئيس وزراء بولندا دونالد توسك، تعهد بأن وارسو ستواصل تقديم الدعم اللوجستي لأوكرانيا، لكنها لن تنشر جنوداً بولنديين في البلاد في إطار مهمة دولية لحفظ السلام.

وأوضح كوال، أن "هذا الموقف جاء استجابةً لضرورة عدم إضعاف الجيش البولندي، الذي يتمثل دوره الرئيسي في حماية حدود البلاد من روسيا ووكيلتها بيلاروس"، بعد أن قدمت بولندا بالفعل مساهمة ضخمة بالمعدات العسكرية لتعزيز الجيش الأوكراني في عام 2022.

وأعلنت قيادة العمليات بالقوات المسلحة البولندية، أن طائرات بولندية وحليفة أقلعت في ساعة مبكرة صباح الأحد، لضمان سلامة المجال الجوي البولندي بعد أن شنت روسيا غارات جوية استهدفت غرب أوكرانيا.

وتوصلت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إلى اتفاقين لوقف إطلاق النار مع روسيا وأوكرانيا، أحدهما يقضي بوقف الهجمات على البنية التحتية للطاقة في كل منهما.

ويسعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى التوسط لإنهاء الصراع، وكان قد تعهد لدى توليه منصبه في يناير الماضي بإنهاء تلك الحرب في غضون 24 ساعة.

تصنيفات

قصص قد تهمك