الصين تتعهد "بالقتال حتى النهاية" بعد تهديد ترمب برفع الرسوم إلى 100%

بكين: رفع الرسوم "خطأ فوق خطأ ولن نرضخ للابتزاز" وسنتخذ التدابير اللازمة لحماية مصالحنا

time reading iconدقائق القراءة - 7
محطات الحاويات في كواي تشونغ في هونج كونج، الصين، 3 أبريل 2025 - REUTERS
محطات الحاويات في كواي تشونغ في هونج كونج، الصين، 3 أبريل 2025 - REUTERS
بكين/واشنطن-رويترز

تعهدت الصين بعدم الرضوخ "لابتزاز" الولايات المتحدة في وقت انعدمت فيه الثلاثاء، مؤشرات على انحسار حرب تجارية عالمية أشعلتها الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب حتى مع استقرار أسواق الأسهم المضطربة، وتهديد ترمب الاثنين، بـ50% رسوم إضافية على الصين، ترفع إجمالي الجمارك المفروضة عليها إلى ما فوق 100%.

وقالت وزارة التجارة الصينية إن "تهديد الجانب الأميركي بتصعيد الرسوم الجمركية ضد الصين هو خطأ فوق خطأ، ويكشف مرة أخرى عن طبيعة ابتزاز الجانب الأميركي". وأضافت "إذا أصرت الولايات المتحدة على مسارها، فإن الصين ستقاتل حتى النهاية".

بدورها، قالت وزارة الخارجية الصينية، إن التهديدات الأميركية بفرض رسوم جمركية إضافية تمثل "نموذجاً كلاسيكياً من الأحادية" و"تنمّر اقتصادي حمائي".

وقالت الوزارة إن بكين "لن تقف مكتوفة الأيدي"، وأنها "ستتخذ التدابير الضرورية" لحماية مصالحها الوطنية، دون أن تُفصّل في طبيعة تلك الإجراءات، تاركة الباب مفتوحاً أمام مجموعة من الردود المحتملة تشمل فرض رسوم مضادة أو اتخاذ إجراءات تنظيمية ضد الشركات الأميركية.

وأضافت أنه إذا أصرت الولايات المتحدة على شن حرب تجارية وجمركية، فإن "الصين ستقاتل حتى النهاية"، مكررة تصريح وزارة التجارة.

واعتبرت الخارجية الصينية أن تصرفات الولايات المتحدة "لا تظهر جدية في التفاوض"، وقالت: "إذا أرادت واشنطن الحديث، فيجب أن تظهر سلوكاً يعكس الاحترام والمساواة".

وجاء هذا بعد أن هدد ترمب بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات إلى الولايات المتحدة من ثاني أكبر اقتصاد في العالم بنسبة 50% إضافية لتصل إلى أكثر من 100% بداية من الأربعاء، رداً على قرار بكين فرض رسوم "مضادة" لأخرى أعلن عنها ترمب الأسبوع الماضي.

وفرض ترمب، الأسبوع الماضي، رسوماً جمركية إضافية بنسبة 34% على السلع الصينية كجزء من التعريفات الجمركية المفروضة على معظم شركاء الولايات المتحدة التجاريين، ليصل إجمالي الرسوم المفروضة على الصين هذا العام إلى 54%.

واقترح الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية مضادة رداً على رسوم ترمب التي شملت عشرات الدول، وتسببت في انخفاض الأسواق المالية، وعززت توقعات بانزلاق الاقتصاد العالمي نحو الركود.

الأسواق تستعيد توازنها

واستعادت أسواق الأسهم توازنها بعض الشيء بعد مرور أيام قليلة كانت وطأتها شديدة على المستثمرين، مما دفع بعض قادة الأعمال، ومنهم مقربون إلى ترمب، إلى حث الرئيس على التراجع عن قراراته.

وارتفع المؤشر نيكي الياباني 6% الثلاثاء، متعافياً من أدنى مستوى في عام ونصف العام الذي سجله في الجلسة الماضية بعد أن اتفق ترمب ورئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا على بدء محادثات تجارية.

وتحدث وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مع نظيره الباكستاني بشأن التعريفات الجمركية والعلاقات التجارية المستقبلية.

وصعدت أسهم الشركات الصينية الكبرى 1% لتعوض بعض الخسائر التي تجاوزت 7% في تعاملات الاثنين. وزاد مؤشر هونج كونج نحو 2% بعد أن عانى من أسوأ يوم منذ عام 1997 نتيجة لما وصفه زعيم المركز التجاري بالتعريفات الجمركية "القاسية".

كما ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بعد هبوطها إلى أدنى مستوى في أكثر من عام.

لكن الأسواق الإندونيسية تضررت بشدة، وهبطت الأسهم 9%. ونزلت الروبية إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق مع استئناف التداول الثلاثاء، بعد عطلة طويلة. وتعهد البنك المركزي الإندونيسي بالتدخل لوقف التراجع الذي شهدته العملة في الأيام الماضية.

وقال ترمب إن الرسوم الجمركية -التي تبلغ 10% كحد أدنى على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة مع نسب تستهدف اقتصادات بعينها تصل إلى 50% - من شأنها أن تساعد الولايات المتحدة على استعادة قاعدتها الصناعية التي يقول إنها تراجعت بفعل تحرير التجارة لعقود.

تدابير مضادة أوروبية

وفي غضون ذلك، اقترحت المفوضية الأوروبية فرض رسوم جمركية مضادة بنسبة 25% على مجموعة من السلع الأميركية مثل فول الصويا والمكسرات والنقانق، لكنها تستبعد سلعاً أخرى مثل الويسكي من القائمة، وفقا لوثيقة اطلعت عليها رويترز.

وقال مسؤولون إنهم مستعدون للتفاوض على اتفاق "صفر مقابل صفر" مع إدارة ترمب. وقال مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي ماروش شفتشوفيتش في مؤتمر صحافي "عاجلاً أم آجلاً، سنجلس على طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة ونتوصل إلى تسوية مقبولة للطرفين".

ويُعاني الاتحاد الأوروبي، المؤلف من 27 دولة، من الرسوم الجمركية المفروضة على السيارات والمعادن. ويواجه رسوماً جمركية تبلغ 20% على منتجات أخرى تسري الأربعاء. كما هدد ترمب بفرض رسوم جمركية على المشروبات الكحولية المُستوردة من الاتحاد الأوروبي.

رسوم دائمة أم أداة ضغط؟

ويواجه المستثمرون والقادة السياسيون صعوبة في تحديد ما إذا كانت رسوم ترمب الجمركية دائمة أم أنها مجرد أسلوب ضغط للحصول على تنازلات من دول أخرى.

وذكر موقع "بوليتيكو" أن وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت اجتمع مع ترمب في فلوريدا الأحد، لحثه على التركيز على إبرام اتفاقات تجارية مع الشركاء من أجل طمأنة الأسواق بوجود هدف نهائي للاستراتيجية الأميركية.

وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية إن العشرات من الدول تواصلت مع الولايات المتحدة على أمل تجنب فرض الرسوم الجمركية المقرر أن تدخل حيز التنفيذ الأربعاء.

ويقول مسؤولون في إدارة ترمب إن الرئيس ينفذ وعده بإلغاء تحرير التجارة الذي يعتقد أنه قوض الاقتصاد الأميركي لعقود.

وأصدر قادة وول ستريت تحذيرات بشأن الرسوم الجمركية الأميركية.

ويعتقد المستثمرون الآن أن تزايد خطر الركود قد يدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة مطلع الشهر المقبل.

وكرر ترمب دعوته للبنك المركزي لخفض أسعار الفائدة الاثنين، إلا أن رئيس مجلس الاحتياطي جيروم باول يصر حتى الآن على أنه ليس في عجلة من أمره.

تصنيفات

قصص قد تهمك