
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الجيش الإسرائيلي يستعد لـ"تحرك كبير" في قطاع غزة يشمل استدعاء حشد من جنود الاحتياط، فيما ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الجيش يخطط لتحويل مدينة رفح إلى "منطقة عازلة" ما يقتطع نحو 20% من حجم القطاع.
وأضاف كاتس، خلال زيارة إلى "ممر موراج" الذي أنشأته إسرائيل للفصل بين مدينتي رفح وخان يونس، إن الجيش يحقق "إنجازات كبيرة خلال المعارك المستأنفة، بما في ذلك إجلاء السكان المدنيين من رفح وتطويق المدينة"، بحسب تعبيره.
واعتبر أن التوصل إلى صفقة جديدة بشأن المحتجزين أصبح "أكثر احتمالاً من ذي قبل" بسبب الهجوم الجديد الذي يشنه الجيش الإسرائيلي، مضيفاً أن "نقل السكان، السيطرة على الأراضي، استمرار الحصار الإنساني، كل هذه الأمور تفرض ضغطاً قوياً على حماس لإطلاق سراح المحتجزين".
وبشأن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، بعد أن أوقفت إسرائيل دخول المساعدات، أكد كاتس: "لا توجد نية لإعادة فتح المعابر".
وأضاف أن الجيش لا يزال يستعد لـ"التحرك الكبير"، الذي سيشمل استدعاء أعداد حاشدة من جنود الاحتياط لهزيمة "حماس". وقال: "هذا سيحدث في النهاية".
"محو" رفح
وتقدّم الجيش الإسرائيلي في جنوب القطاع، تحديداً في شريط واقع بين مدينتي رفح وخان يونس أطلق عليه اسم "ممر موراج"، كما وسّع بشكل كبير المنطقة العازلة على طول حدود غزة، ونفَّذ أكثر من 1000 غارة جوية، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
و"موراج" اسم مستوطنة إسرائيلية كانت تقع بين رفح وخان يونس قبل أن يفككها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرئيل شارون ضمن خطة فك الارتباط مع القطاع عام 2005.
وذكرت مصادر في وزارة الدفاع الإسرائيلية، أنه "لم يتم اتخاذ قرار بعد بشأن ما إذا كانت رفح بأكملها ستصنَّف كمنطقة عازلة يُمنع دخول المدنيين إليها -كما حدث في مناطق أخرى على طول الحدود- أم سيتم إخلاؤها بالكامل وهدم جميع المباني فيها، ما يعني فعلياً محو مدينة رفح"، وفق ما نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
وأشارت الصحيفة إلى أن التحرك الإسرائيلي يشمل مدينة رفح والأحياء المحيطة بها لضمها إلى "منطقة عازلة" يسعى الجيش الإسرائيلي لإقامتها على طول الحدود.
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن المنطقة، الواقعة بين محوري "فيلادلفيا" جنوباً بالقرب من حدود مصر و"موراج" شمالاً حتى مشارف خان يونس، تُمثّل نحو 20% من مساحة القطاع، وكان يقطنها نحو 200 ألف فلسطيني قبل الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر 2023.
وأضافت "هآرتس" أن المنطقة أصبحت "شبه مهجورة" في الأسابيع الأخيرة بعد الدمار الواسع الذي ألحقه بها الجيش الإسرائيلي الذي طالب من تبقَّى منها من السكان بالمغادرة.
ونبَّهت الصحيفة أن توسيع المنطقة العازلة إلى هذا الحد ينطوي على "تداعيات بالغة"، موضحة: "ليس فقط لأنه يضم مساحة واسعة من القطاع، ولكن لأنه سيحوّل غزة فعلياً إلى جيب داخل أراض محتلة، ويعزله عن الحدود المصرية". ونقلت "هآرتس" عن مصادر دفاعية قولها إن هذا الاعتبار كان له دور في قرار التركيز على رفح.
ويزعم الجيش الإسرائيلي أنه يعمل داخل مناطق رفح للقضاء على ما تبقى من قوات "حماس" هناك، رغم إعلانه قبل 6 أشهر أن "لواء رفح" التابع للحركة "تمت هزيمته بالفعل".
معركة كبيرة
وأشارت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إلى أنه لم يحدث قتال يُذكر في قطاع غزة منذ أن استأنف الجيش الإسرائيلي هجومه على قطاع غزة في 18 مارس الماضي. ومع ذلك، نقلت عن بعض المسؤولين العسكريين اعتقادهم أن "حماس لن تستسلم أبدًا، مهما كانت شدة الضربات التي تتعرض لها".
وذكرت الصحيفة أنه "رغم كل العمليات الجديدة في غزة خلال الأسابيع الماضية، أفاد الجيش الإسرائيلي بوقوع حادثة واحدة فقط تعرضت فيها قواته لإطلاق نار".
وأضافت: "مع غياب مؤشرات على نية حماس الاستسلام، فمن غير المرجح أن تكون الحركة قد أصبحت أضعف من أن تقاتل". وتابعت: "بل إن حماس، على ما يبدو، تتحضر، كما تتحضر قوات الجيش الإسرائيلي، لمعركة أكبر بكثير".
وفي 18 مارس الجاري، استأنفت إسرائيل الحرب على غزة عبر شن مئات الغارات الجوية على القطاع، ما أودى بحياة ألف و309 فلسطينيين، وإصابة 3 آلاف و184 آخرين، منذ هذا التاريخ، ليرتفع بذلك عدد ضحايا الحرب منذ أكتوبر 2023 إلى 50 ألفاً و669 وإصابة 115 ألفاً و225 مصاباً.
وتضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي 3 مراحل، انتهت المرحلة الأولى منه في 1 مارس الجاري، إلا أن نتنياهو امتنع عن بدء مفاوضات المرحلة الثانية.