
تعهد حلفاء أوكرانيا الأوروبيون بتقديم مساعدات عسكرية ودعم جديد بقيمة 21 مليار يورو (نحو 24 مليار دولار)، وسيأتي أكثر من نصف هذا المبلغ، أي 11 مليار يورو من المساعدات من ألمانيا، حسبما أوردت مجلة "بوليتيكو".
وجاء هذا الإعلان في وقت اجتمع فيه أعضاء مجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا في مقر حلف شمال الأطلسي "الناتو" في بروكسل، للتعهد بتقديم الدفاعات الجوية والصواريخ وغيرها من المعدات، بينما تسعى أوروبا إلى سد الفجوة التي خلفتها الأولويات المتغيرة للولايات المتحدة في عهد دونالد ترمب.
وترأست ألمانيا وبريطانيا القمة، بعد أن تخلت الولايات المتحدة عن قيادتها للمجموعة عقب عودة ترمب إلى البيت الأبيض، ورغم التحول الأميركي، شارك وزير الدفاع بيت هيجسيث في الاجتماع افتراضياً، فيما أصر وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف على أن أميركا "لا تزال تعتبر شريكاً رئيسياً" في القتال ضد روسيا.
تعهدات قياسية جديدة
ويتضمن التعهد القياسي بالمساعدات العسكرية 4.5 مليار جنيه إسترليني تعهدت بريطانيا بتقديمها لهذا العام، فضلاً عن 11 مليار يورو إضافية من ألمانيا.
وقالت وزارة الدفاع الألمانية إن حزمة برلين تتضمن صواريخ موجهة بالإضافة إلى 100 ألف طلقة من ذخيرة المدفعية و300 طائرة استطلاع بدون طيار و25 مركبة قتالية مشاة من طراز "ماردر" و15 دبابة قتال رئيسية من طراز "ليوبارد 1A5" و120 نظام دفاع جوي أرضي من طراز "مانباد" و14 نظام مدفعية.
وتعهدت ألمانيا بتقديم دعم طويل الأجل، بما في ذلك 1100 رادار إضافي للمراقبة الأرضية وأنظمة الدفاع الجوي IRIS-T الإضافية في السنوات القادمة.
وفي وقت سابق، قدمت وزارة الدفاع البريطانية تفاصيل عن دعم جديد بقيمة 450 مليون جنيه إسترليني لأوكرانيا، منها حوالي 350 مليون جنيه إسترليني ستقدمها بريطانيا، مع تمويل إضافي من النرويج عبر الصندوق الدولي لأوكرانيا الذي تقوده لندن.
ويتضمن ذلك 160 مليون جنيه إسترليني لتوفير الإصلاحات والصيانة للمركبات والمعدات في بريطانيا التي قدمتها بالفعل لكييف، كما يشمل الاتفاق تمويل أنظمة الرادار والألغام المضادة للدبابات ومئات الآلاف من الطائرات بدون طيار بقيمة تزيد على 250 مليون جنيه إسترليني.
"سلام بعيد المنال"
وفي السياق، حذر وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس من أن السلام في أوكرانيا "بعيد المنال في المستقبل القريب"، قائلاً إن روسيا "تحتاج إلى أن تفهم أن أوكرانيا قادرة على مواصلة القتال، وسندعمها".
وشدد بيستوريوس على ضرورة أن "تنظر القارة بنفسها إلى ما يمكنها فعله، وتتحمل المزيد من المسؤولية كأوروبيين جنباً إلى جنب مع بريطانيا"، وقال: "نحن بحاجة إلى أوكرانيا قوية عسكرياً".
بدوره، اتهم وزير الدفاع البريطاني جون هيلي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"مواصلة المماطلة وتأخير المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار الجزئي الذي اقترحته الولايات المتحدة ووافقت عليه أوكرانيا قبل شهر".
وأضاف هيلي أن بوتين قال إنه "يريد السلام، لكن قواته تواصل إطلاق النار على أوكرانيا، على الأهداف العسكرية والمدنية على حد سواء".
ورد وزير الدفاع البريطاني أيضاً على الشكاوى بشأن عدم الوضوح بشأن الخطط الرامية إلى توفير الأمن لأوكرانيا في حال أي وقف لإطلاق النار من جانب مجموعة أخرى من الحلفاء باستثناء الولايات المتحدة، ما يسمى تحالف الراغبين، والتي اجتمعت في بروكسل الخميس.
وقال هيلي إن "تخطيطنا لتحالف الراغبين حقيقي وملموس ومتقدم للغاية"، مضيفاً أن جهودهم في حفظ السلام ستركز على "تقديم الدعم الجوي والبحري، مع الحفاظ على السلام على الأرض والتركيز على مساعدة القوات الأوكرانية نفسها"، في تحول بعيد عن الحديث عن إرسال قوات برية من الدول الأوروبية لمراقبة السلام.
زيارة ويتكوف
ودأب ترمب على قول إنه يريد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا بحلول مايو المقبل، قائلاً إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تنهي الصراع الذي أودى بحياة مئات الآلاف، ويهدد بمواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا المسلحة نووياً.
لكن اتفاقين جزئيين لوقف إطلاق النار، أحدهما يتعلق بالبنية التحتية للطاقة والآخر بالبحر الأسود، تعثرا وأصيب الرئيس الأميركي بالإحباط بسبب عدم إحراز تقدم.
وأرسلت إدارة ترمب، الجمعة، مبعوثها إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى موسكو، حيث اختتم الرئيس الروسي اجتماعاً مطولاً في سانت بطرسبرغ مع ويتكوف.
وبحث الجانبان تسوية الأزمة الأوكرانية، بينما نقلت صحيفة "التايمز" عن مبعوث واشنطن لكييف وموسكو، كيث كيلوج، اقتراح "تقسيم" أوكرانيا على غرار برلين، بعد الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي نفاه كيلوج واصفاً الصحيفة البريطانية بأنها "تحرف التصريحات".
ووصف المبعوث الروسي للاستثمار كيريل دميترييف المحادثات بين بوتين، ويتكوف بأنها "مثمرة"، بينما قال الكرملين في بيان، إن الاجتماع بحث "التسوية الأوكرانية".
ونقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن إجراء محادثة هاتفية بين بوتين وترمب أصبح "ممكن نظرياً" عقب اجتماع بوتين مع ويتكوف.
في المقابل، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، إن ويتكوف في روسيا لإجراء اتصالات مباشرة مع الكرملين، وهذه خطوة أخرى ضمن عملية التفاوض نحو وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق سلام نهائي بين روسيا وأوكرانيا.