ترمب: جمارك الرقائق وأشباه الموصلات قريباً.. وشركة الصلب ينبغي أن تظل أميركية

time reading iconدقائق القراءة - 10
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية المتجهة إلى قاعدة أندروز المشتركة بولاية ماريلاند. 13 أبريل 2025 - REUTERS
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية المتجهة إلى قاعدة أندروز المشتركة بولاية ماريلاند. 13 أبريل 2025 - REUTERS
على متن الطائرة الرئاسية/ واشنطن/ طوكيو -رويترز

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه سيعلن عن حجم الرسوم الجمركية على أشباه الموصلات المستوردة هذا الأسبوع، مضيفاً أنه ستكون هناك مرونة مع بعض الشركات في القطاع.

ويعني تعهد الرئيس الأميركي أن استثناء الهواتف الذكية وأجهزة الحاسب الآلي من الرسوم الجمركية المضادة على الصين من المرجح أن يكون قصير الأمد، إذ يتطلع ترمب إلى إعادة ضبط التجارة في قطاع أشباه الموصلات.

وقال ترمب للصحافيين على متن طائرة الرئاسة (AIR Force One) أثناء عودته إلى واشنطن من مقره في ويست بالم بيتش: "أردنا أن نجعل الأمر أسهل للعديد من الشركات الأخرى، لأننا نريد أن نصنع رقائقنا وأشباه الموصلات وأشياء أخرى في بلدنا".

ورفض ترمب الإفصاح عما إذا كانت بعض المنتجات مثل الهواتف الذكية قد تُعفى من الرسوم الجمركية، لكنه أضاف: "علينا أن نظهر قدراً من المرونة.. لا ينبغي لأحد أن يكون صارماً للغاية".

وفي وقت سابق الأحد، أعلن ترمب عن إجراء تحقيق تجاري يتعلق بالأمن القومي في قطاع أشباه الموصلات.

وقال على منصات التواصل الاجتماعي: "نلقي نظرة على أشباه الموصلات وسلسلة توريد الإلكترونيات بأكملها في تحقيقات الرسوم الجمركية المقبلة المتعلقة بالأمن القومي".

وكان البيت الأبيض قد أعلن عن استثناءات من الرسوم الجمركية المضادة الكبيرة، الجمعة، مما خلق بعض الأمل في أن قطاع التكنولوجيا قد ينجو من الوقوع في فخ الصراع المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين، وأن المنتجات الاستهلاكية اليومية مثل الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة ستظل في متناول الجميع.

الاستحواذ على شركة الصلب الأميركية

وقال ترمب إنه لا يعتقد أن شركة أجنبية ينبغي أن تسيطر على شركة الصلب الأميركية (US Steel)، مُكرّراً تصريحاته الأسبوع الماضي التي بدّدت الآمال في عرض بقيمة 15 مليار دولار من شركة "نيبون ستيل" (Nippon Steel) اليابانية للاستحواذ على الشركة الأميركية.

وقال ترمب، الأربعاء، إنه لا يُريد أن يرى ملكية شركة "يو إس ستيل" الأميركية "تذهب إلى اليابان"، مما أدى إلى انخفاض أسهمها بنسبة 7%. وفي وقت لاحق، صرحت الشركتان بأنهما تعملان بشكل وثيق مع إدارة ترمب "لتأمين استثمار كبير".

وقال رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا، الاثنين، خلال جلسة برلمانية في طوكيو إن ترامب ناقش الصفقة خلال لقائهما في فبراير، مضيفاً: "يجب دراسة الفرق بين الاستحواذ والاستثمار بعناية في ضوء القانون الأميركي، ولكن لا بد من وجود نقطة تبقى فيها (US Steel) شركة أميركية، ويمكن عندها أيضاً تحقيق المصالح اليابانية".

وواجهت الصفقة الأصلية لشركة "نيبون" لشراء "يو إس ستيل"، التي أُعلن عنها في ديسمبر 2023، عقبات منذ البداية.

وأكد كل من الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، وترمب العام الماضي على ضرورة بقاء US Steel مملوكة لأميركا، سعياً منهما لكسب أصوات الناخبين في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة، حيث يقع المقر الرئيسي للشركة، خلال انتخابات شهدت منافسة شرسة.

وفي يناير 2025، عرقل بايدن الصفقة لأسباب تتعلق بالأمن القومي. لكن أطراف الصفقة سارعت إلى رفع دعوى قضائية، بدعوى أنها حُرمت من مراجعة عادلة للأمن القومي، لأن بايدن أضرّ بالعملية بمعارضته العلنية للصفقة سعياً للفوز بإعادة انتخابه.

رسوم جمركية منفصلة

لكن وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك قال في وقت سابق، الأحد، إن الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وبعض الإلكترونيات الأخرى المعفاة من الرسوم الجمركية الكبيرة على الواردات من الصين ستواجه رسوماً جديدة منفصلة إلى جانب أشباه الموصلات في غضون شهرين.

وتمثل تصريحات "لوتنيك" في برنامج (This Week) الذي تبثه شبكة ABC News، أحدث تطوّر في خطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب للرسوم الجمركية.

وقلبت الرسوم الجمركية النظام التجاري العالمي رأساً على عقب وأربكت الأسواق المالية منذ أن أعلن ترمب عنها في ما أسماه "يوم التحرير" في الثاني من أبريل.

وقررت إدارة ترمب، الجمعة، منح استثناءات من الرسوم الجمركية للهواتف الذكية ومجموعة من الأجهزة الإلكترونية الأخرى، وهو ما جلب بعض الراحة لشركات التكنولوجيا، مثل أبل وديل، التي تعتمد على الواردات من الصين.

وأدت مواقف ترمب المتقلبة بشأن الرسوم الجمركية إلى اندلاع حرب تجارية مع الصين، وأثارت أعنف التقلبات في وول ستريت منذ جائحة كورونا في عام 2020. وانخفض المؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي بأكثر من 10% منذ تولي ترمب منصبه في 20 يناير.

وقال لوتنيك إن ترمب سيفرض "نوعاً خاصاً من الرسوم الجمركية المركزة" على الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وغيرها من المنتجات الإلكترونية في غضون شهر أو شهرين، إلى جانب رسوم تستهدف قطاعي أشباه الموصلات والأدوية.

وأوضح أن هذه الرسوم الجديدة ستقع خارج نطاق ما يسمى بالرسوم الجمركية المضادة التي فرضها ترمب، التي ارتفعت بموجبها الرسوم على الواردات الصينية إلى 125% الأسبوع الماضي.

أمور تتعلق بالأمن القومي

وقال لوتنيك في المقابلة: "يقول (ترمب) إنها معفاة من الرسوم الجمركية المضادة، لكنها مشمولة في الرسوم الجمركية على أشباه الموصلات، التي ستفرض ربما في غضون شهر أو شهرين"، متوقعاً أن تؤدي الرسوم إلى تصنيع تلك المنتجات في الولايات المتحدة.

وأضاف: "هذه أمور تتعلق بالأمن القومي، ويجب أن تُصنع في أميركا".

وبدا أن تصريحات لوتنيك تذهب إلى ما هو أبعد من التعليقات التي أدلى بها مسؤول في البيت الأبيض لوسائل إعلام، السبت، وقال فيها إن ترمب سيفتح تحقيقاً تجارياً جديداً للأمن القومي يتعلق بأشباه الموصلات قريبا قد يؤدي إلى فرض رسوم جمركية جديدة أخرى.

ورداً على ذلك، رفعت بكين الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية إلى 125%، الجمعة. وقبل تصريحات لوتنيك، أعلنت الصين، الأحد، أنها تعمل على تقييم تأثير الاستثناءات الممنوحة للأجهزة الإلكترونية التي طبقت في وقت متأخر من مساء الجمعة.

وقالت وزارة التجارة الصينية: "الشخص الذي ربط الجرس على رقبة النمر هو من يستطيع فكه فقط".

ودعا الملياردير بيل أكمان، الذي أيد ترشح ترمب للرئاسة، لكنه ينتقد الرسوم الجمركية، الأحد، الرئيس الأمريكي إلى تعليق الرسوم الجمركية المضادة الشاملة على الصين لمدة 3 أشهر، كما فعل مع معظم الدول الأسبوع الماضي.

وقال أكمان على منصة التواصل "إكس" إن ترمب إذا أوقف الرسوم الجمركية على الصين لمدة 90 يوماً وخفضها مؤقتا إلى 10% "فسيحقق الهدف نفسه بدفع الشركات الأميركية إلى نقل سلاسل التوريد الخاصة بها من الصين دون أي انقطاع أو مخاطر".

"تتغير كل يوم"

من جانبه، انتقد سفين هنريش، مؤسس شركة نورثمان تريدر، وكبير خبراء السوق فيها، بشدة طريقة التعامل مع قضية الرسوم الجمركية، الأحد.

وكتب هنريش على منصة "إكس" قائلاً: "اختبار المعنويات: أكبر ارتفاع في العام سيأتي يوم إقالة لوتنيك... أقترح أن تحدد الإدارة (الأميركية) الشخص الذي يتحكم في الرسالة، مهما كانت، لأنها تتغير كل يوم. لا يمكن للشركات الأميركية التخطيط أو الاستثمار في ظل هذا التردد المستمر".

وانتقدت السناتور الديمقراطية إليزابيث وارن المراجعة الأحدث لخطة ترمب للرسوم الجمركية، التي حذر اقتصاديون من أنها قد تؤثر سلباً على النمو الاقتصادي وتزيد التضخم.

وقال الممثل التجاري الأميركي جاميسون جرير في مقابلة مع برنامج Face The Nation على شبكة CBS News، إنه لا توجد خطط حتى الآن لعقد محادثات بين ترمب ونظيره الصيني شي جين بينج بشأن الرسوم الجمركية، متهماً الصين بإثارة خلاف تجاري من خلال الرد بفرض رسوم جمركية. 

لكنه عبر عن أمله في إبرام بعض الصفقات مع دول غير الصين، مضيفاً: "هدفي هو إبرام صفقات مجدية قبل 90 يوماً، وأعتقد أننا سنفعل ذلك مع عدد من الدول خلال الأسابيع القليلة المقبلة".

بدوره، قال الملياردير راي داليو، وهو مؤسس أكبر صندوق تحوط في العالم، لبرنامج Meet The Press، إنه يشعر بالقلق من انزلاق الولايات المتحدة إلى الركود أو ما هو أسوأ بسبب الرسوم الجمركية.

وأضاف: "نحن الآن في مرحلة اتخاذ قرار ونقترب جداً من الركود... وأنا قلق من حدوث ما هو أسوأ من الركود في حالة عدم التعامل مع هذا الأمر بشكل جيد".

تصنيفات

قصص قد تهمك