
قال مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرجي ناريشكين، الثلاثاء، إن أجهزة الأمن في روسيا وبيلاروس "مستعدة للتحرك بشكل استباقي"، في ظل ما وصفه بـ"التصعيد الأوروبي المتزايد"، بشأن أوكرانيا، مشيراً إلى أن التواصل بين موسكو وواشنطن يُعدّ "تحوّلاً إيجابياً"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الروسية الرسمية (ريا نوفوستي).
ونقلت الوكالة عن ناريشكين قوله للصحافيين عقب لقائه بالرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في مينسك، إنه في حال تعرض روسيا أو بيلاروس لهجوم، سترد موسكو على حلف شمال الأطلسي (الناتو) ككل، لكن بولندا ودول البلطيق "ستتضرر أولاً"، وأشار إلى ما وصفه بـ"تزايد للنشاط العسكري لدول الناتو" قرب حدود البلدين.
وشدد ناريشكين في حديثه على أن التعاون بين أجهزة الاستخبارات في بيلاروس وروسيا قائم على "أساس من الثقة والبناء".
وقال: "يقوم التعاون بين أجهزة الاستخبارات في بلدينا على أساس من الثقة والبناء، وهو ينمو ويتوسع عاماً بعد عام في مختلف مجالات أنشطتهما. وأود أن أقول إن هذا التفاعل هو استمرار وانعكاس لعلاقات الثقة بين قادة بلدينا".
واعتبر مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي إلى أن لجنة أمن الدولة البيلاروسية وجهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، "يواجهان مهاماً محددة وصعبة لضمان أمن بيلاروس وروسيا، والتصدي للنوايا العدوانية للدول المعادية التي تضر بمصالح الدولتين"، وفق قوله.
وقال ناريشكين إن بلاروس وروسيا تشهدان "تزايداً في النشاط العسكري لدول الناتو قرب حدودهما"، وقال: "نشعر ونرى أن الدول الأوروبية، وخاصة فرنسا وبريطانيا وألمانيا، تزيد من مستوى التصعيد بشأن النزاع الأوكراني. لذلك، علينا أن نكون استباقيين. نحن مستعدون لذلك".
الحوار مع واشنطن
وأشار إلى أن "روسيا والولايات المتحدة تُحافظان على حوار مكثف على مختلف المستويات، وأن مجرد التواصل أمرٌ إيجابي. إنه بالتأكيد تغيير جذري عن إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن".
ووفقاً لناريشكين، "تسعى الإدارة الأميركية بوضوح إلى فهم أسباب الأزمة الأوكرانية وحلّها".
وأكد رئيس وكالة الاستخبارات الخارجية الروسية أن موسكو قبلت اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بوقف الضربات ضد منشآت الطاقة الروسية والأوكرانية لمدة 30 يوماً.
وقال ناريشكين إن حواراً مكثفاً يجري بين ممثلي روسيا والولايات المتحدة.
واعتبر ناريشكين أن الحل السلمي في أوكرانيا، يعني وضعها غير النووي وإلغاء ما أسماها بـ"القوانين التمييزية"، والاعتراف بسيادة حدود الاتحاد الروسي.
من جهته، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن واشنطن وموسكو تعملان بجد من أجل السلام في أوكرانيا، بينما تواصل أوروبا العمل من أجل الحرب، وفق قوله، واتهم أوكرانيا بأنها "لم تلتزم باتفاق وقف الضربات على منشآت الطاقة ويتم رصد هجمات يومية من قبل قواتها".
وقال بيسكوف إن روسيا تلتزم بوقف الهجمات على منشآت الطاقة، مشيراً إلى أن "هناك الكثير من العمل المكثف الجاري فيما يتعلق بالتسوية الأوكرانية، وهناك نتائج إيجابية، ولكن لا ينبغي لنا أن نتوقع نتائج فورية".
وقال: "حتى الآن ليس هناك خطوط عريضة واضحة لاتفاق بشأن التسوية الأوكرانية، ولكن هناك إرادة سياسية للتحرك في اتجاهها"، مضيفاً أن التعاون الاقتصادي بين روسيا والولايات المتحدة يتمتع بإمكانات هائلة ويمكن أن يلعب دوراً في استقرار العالم بأسره.