
تعقد أوكرانيا والحلفاء الأوروبيين والولايات المتحدة اجتماعات في باريس الخميس، بشأن إنهاء النزاع في أوكرانيا، ومناقشة المفاوضات النووية بين واشنطن وإيران، فيما قال الكرملين إن واشنطن ستطلع الأوروبيين على الوضع الحالي للمحادثات بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا.
ووصل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب المكلف بحل النزاعين في أوكرانيا وغزة، وكذلك، الملف الإيراني، إلى العاصمة الفرنسية، كما وصل وزيرا الخارجية والدفاع الأوكرانيان في وقت سابق الخميس.
وعقد ويتكوف اجتماعاً مع عدد من المسؤولين الأوروبيين في قصر الإليزية الرئاسي، بحضور المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي إيمانويل بون، ومستشار الأمن القومي الألماني ينس بلوتنر.
وقال الكرملين الخميس، إن ويتكوف سيطلع الأوروبيين على الوضع الحالي للمحادثات التي تسعى إلى تسوية سلمية في أوكرانيا. وذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين وويتكوف أجريا محادثة طويلة الأسبوع الماضي. وأضاف بيسكوف "الولايات المتحدة تواصل العمل في هذا الاتجاه مع الأوروبيين ومع الأوكرانيين". وتابع قائلاً: "للأسف، نرى من الأوروبيين تركيزاً على استمرار الحرب"، وفق قوله.
وقال رئيس مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك، العضو في الوفد الأوكراني عن الاجتماعات المقررة مع ممثلين من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا: "نعمل على قضايا مهمة تتعلق بأمن أوكرانيا وأوروبا بأكملها".
وسيعقد الوفد الأميركي اجتماعات منفصلة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير خارجيته جان نويل بارو، بشأن التنسيق المحتمل بين واشنطن وبروكسل لإنهاء حرب أوكرانيا، وتجنب اندلاع صراع مع إيران.
وتأتي زيارة الوفد الأميركي وسط تزايد إحباط ترمب إزاء روسيا وأوكرانيا بسبب استمرار إراقة الدماء بينهما، إلى جانب تلويحه بإجراء عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية.
ومن المتوقع أن يستمع روبيو وويتكوف للمخاوف الأوروبية بشأن روسيا في ظل مساعي الولايات المتحدة لترتيب اتفاق وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، بعد ثلاث سنوات من غزو روسيا لجارتها.
وإلى جانب ماكرون، قالت وزارة الخارجية الفرنسية، إن روبيو سيجتمع أيضاً مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو للنقاش حول أوكرانيا وآفاق التوصل لاتفاق نووي جديد مع إيران وتطورات الشرق الأوسط، وفق ما نقلت "رويترز".
مخاوف أوروبية إزاء تحركات ترمب
وأصبح القادة الأوروبيون أكثر قلقاً، بعد أن قام ترمب بإيماءات دبلوماسية تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بينما مارس ضغوطاً على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وتأتي هذه الاجتماعات في ظل تزايد المخاوف بشأن استعداد ترمب للتقارب مع روسيا، وسعي الولايات المتحدة للتوسط لوقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وسيلتقي ماكرون وويتكوف، بعد أيام فقط من زيارة المبعوث الأميركي إلى موسكو ولقائه مع بوتين، في إطار محاولات إحياء المفاوضات المتعثرة بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
ويقود الرئيس الفرنسي منذ أشهر، جهوداً أوروبية لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، تتضمن احتمال نشر "قوة طمأنة" داخل الأراضي الأوكرانية في حال التوصل إلى هدنة، وفق "بوليتيكو".
وتُعدّ هذه الزيارة الأولى لمسؤولين أميركيين رفيعي المستوى إلى فرنسا منذ مشاركة نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، في قمة بشأن الذكاء الاصطناعي في فبراير الماضي.
ويُثار قلقٌ بشأن خطوات أخرى لإدارة ترمب، بدءاً من فرض رسوم جمركية على بعض أقرب شركائها، وصولاً إلى خطابها حول حلف شمال الأطلسي "الناتو" وجزيرة جرينلاند، بحسب "أسوشيتد برس".
المفاوضات مع إيران
أما فيما يتعلق بمسألة الملف النووي الإيراني، فيأتي اللقاء في وقت يعتزم ويتكوف فيه التوجه إلى روما، السبت المقبل، لحضور الجولة الثانية من المحادثات مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إذ عقد الجانبان السبت الماضي، لقاءً استمر 45 دقيقة في سلطنة عمان، وصف بأنه "إيجابي"، مع تأكيدهما أن فرص التوصل لاتفاق لا تزال بعيدة.
وقال ترمب الاثنين، إنه "مستعد لقصف المنشآت النووية الإيرانية ما لم يتم التوصل إلى اتفاق"، ولم تطلع الولايات المتحدة الدول الأوروبية على خطة إجراء محادثات نووية في عمان قبل أن يعلن عنها ترمب.
وهمّشت الولايات المتحدة الأوروبيين من محادثات الجولة الأولى، إذ قال دبلوماسيين أوروبيين، إن الولايات المتحدة "لم تبلغ" الدول الأوروبية باجتماع عُمان، على الرغم من أنه هذه الدول هي من تمتلك ورقة "العودة السريعة للعقوبات" المعروفة باسم Snapback، وهي جزء من الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وأشارت "رويترز" إلى أن الولايات المتحدة لا تستطيع تفعيل آلية "العودة السريعة للعقوبات" لأنها انسحبت من الاتفاق النووي، لافتة إلى أن الأطراف الوحيدة في الاتفاق القادرة على تفعيل تلك الآلية هي بريطانيا وألمانيا وفرنسا، المعروفة باسم الثلاثي الأوروبي (E3).
وأبلغت فرنسا وبريطانيا وألمانيا الحكومة الإيرانية بأنها ستُفعّل آلية "العودة السريعة للعقوبات"، حال تعثر التوصل إلى اتفاق جديد قبل نهاية يونيو المقبل.
وأشار الدبلوماسيون، إلى أن التهديد بإعادة فرض العقوبات يهدف لـ"الضغط على إيران من أجل تقديم تنازلات"، لكنهم ذكروا أنه لم يتم بعد بحث هذه الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.
وردت إيران على تهديدات الدول الأوروبية بالقول، إن "تنفيذ ذلك يعني أنه سيكون هناك عواقب وخيمة، ومراجعة لعقيدتها النووية".