بوتين يعلن هدنة من جانب واحد مع كييف بمناسبة عيد الفصح.. وزيلينسكي يقترح تمديدها

الرئيس الروسي: مستعدون دائماً للتفاوض ونرحب برغبة واشنطن وبكين في تسوية عادلة بشأن أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر اجتماعاً مع رئيس أركان الجيش فاليري جيراسيموف (لا يظهر في الصورة) في العاصمة موسكو. 19 أبريل 2025 - REUTERS
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر اجتماعاً مع رئيس أركان الجيش فاليري جيراسيموف (لا يظهر في الصورة) في العاصمة موسكو. 19 أبريل 2025 - REUTERS
دبي-الشرقرويترز

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السبت، بدء هدنة مع أوكرانيا، من جانب واحد، لمدة يومين بمناسبة عيد الفصح، فيما اقترح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تمديد وقف إطلاق النار إلى ما بعد 20 أبريل لاختبار "نوايا روسيا الحقيقية"، وذلك رغم قوله إن موسكو لا تزال تشن عمليات هجومية.

وذكر بوتين أن الهدنة تدخل حيز التنفيذ بداية من السادسة مساء السبت، بتوقيت روسيا (15:00 بتوقيت جرينتش)، وتمتد حتى نهاية الأحد الساعة (00:00) 12 أبريل بتوقيت موسكو، حسبما نقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء.

وأضاف بوتين أن بلاده "مستعدة دائماً للمفاوضات، وترحب برغبة الولايات المتحدة والصين ودول مجموعة (بريكس) في تسوية عادلة" بشأن أوكرانيا.

ودعا بوتين أوكرانيا إلى أن تحذو حذو روسيا في هدنة عيد الفصح، معتبراً أن موقف كييف سوف يظهر مدى صدقها ورغبتها في المشاركة بمفاوضات السلام.

وطالب الرئيس الروسي قواته بأن تكون مستعدة لـ"انتهاك محتمل" لوقف إطلاق النار من جانب كييف، بحسب تعبيره.

واعتبر الرئيس الروسي أن أوكرانيا انتهكت وقف استهداف منشآت الطاقة أكثر من 100 مرة.

وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بشن هجمات على البنية التحتية للطاقة في البلدين، رغم توصل موسكو وكييف إلى اتفاق، منتصف مارس الماضي، بوساطة أميركية ينص على عدم استهداف منشآت الطاقة في البلدين.

أوكرانيا تقترح التمديد

في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه "إذا كانت روسيا مستعدة فجأة للانخراط في صيغة لوقف الحرب فسوف تتصرف أوكرانيا وفقاً لذلك".

وتابع زيلينسكي: "نقترح تمديد هدنة عيد الفصح إلى ما بعد 20 أبريل، وهذا ما سيكشف نوايا روسيا الحقيقية"، مشيراً إلى أن روسيا لا تزال تقوم بعمليات هجومية على مواقع عدة بجبهات القتال.

وكان زيلينسكي قد قال في وقت سابق أن "صفارات الإنذار لا تزال تدوي في أنحاء أوكرانيا"، معتبراً أن بوتين يقوم "بمحاولة جديدة للتلاعب بحياة الأوكرانيين".

وذكر زيلينسكي أن وحدات الدفاع الجوي في بلاده صدت هجوماً روسيا بطائرات مسيرة، السبت، مضيفاً أن هذا يظهر الموقف الحقيقي لموسكو تجاه عيد الفصح وحياة الناس.

كما قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها إنه يأمل أن توقف روسيا إطلاق النار "فعلياً" على جميع الجبهات.

وأضاف سيبيها، على منصة "إكس" أن إعلان روسيا وقف إطلاق النار "يضاف إلى تاريخ طويل من تصريحات بوتين المتناقضة، وننتظر الأفعال وليس الأقوال"، داعياً الدول الشريكة والمجتمع الدولي لتوخي الحذر.

الموقف في كورسك

ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن رئيس هيئة أركان الجيش الروسي فاليري جيراسيموف قوله لبوتين إن 99.5% من أراضي مقاطعة كورسك تم تحريرها من القوات الأوكرانية، مشيراً إلى أن عمليات "التحرير" لا تزال مستمرة في منطقتي جورنال وأوليشنا بمقاطعة كورسك.

وأضاف جيراسيموف أن "العدو حشد قوات كبيرة في مناطق صغيرة داخل مقاطعة كورسك".

وتقع كورسك في غرب روسيا، على حدود منطقة سومي الأوكرانية. وفي مطلع أغسطس الماضي، فجرت أوكرانيا إحدى أكبر مفاجآت الحرب عندما اجتاحت قواتها الحدود، وسيطرت على أرض قالت إن مساحتها بلغت 1376 كيلومتراً مربعاً، وتضمنت حوالي 100 بلدة وقرية، لكن المساحة التي استحوذت عليها تلاشت تدريجياً مع شن روسيا هجوماً معاكساً.

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن روسيا وأوكرانيا أجرتا، السبت، عملية لتبادل 246 أسيراً لكل منهما بوساطة الإمارات.

وأضافت الوزارة أن أسرى الحرب الروس موجودون في بيلاروس حيث يتلقون الرعاية الطبية والنفسية.

تهديد أميركي

يأتي ذلك بعد أن قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، إن هناك "فرصة جيّدة لإنهاء الحرب" بين روسيا وأوكرانيا، ولكنه شدد على ضرورة التوصل سريعاً إلى اتفاق، مهدداً بالانسحاب من الوساطة إذا صعّبت موسكو أو كييف وضع حد للصراع.

وجاء حديث ترمب بعد ساعات من تصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، بأن واشنطن ستنسحب من الوساطة خلال أيام إذا ما لم تكن هناك مؤشرات واضحة على إمكانية التوصل إلى اتفاق.

وأضاف ترمب، خلال حديث للصحافيين في البيت الأبيض، أنه "سيتجاهل" محاولة إنهاء الحرب في أوكرانيا إذا صعّب البلدان وضع حد للصراع، مشيراً إلى أن روبيو "كان محقاً في تصريحاته"، لأن هناك ضرورة للتوصل إلى اتفاق في "أسرع وقت".

وتوصلت روسيا وأوكرانيا بوساطة أميركية إلى اتفاقين جزئيين لوقف إطلاق النار، أحدهما يتعلق بالبنية التحتية للطاقة والآخر بالبحر الأسود، لكنهما تعثرا وأصيب الرئيس الأميركي بالإحباط بسبب عدم إحراز تقدم.

وقال بوتين مراراً إنه يريد إنهاء الحرب وطالب أوكرانيا بالتخلّي رسمياً عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) وسحب قواتها من أربع مناطق أوكرانية أعلنت موسكو السيطرة عليها. وترفض كييف هذه الشروط رفضاً قاطعاً وتصفها بأنها استسلام.

تصنيفات

قصص قد تهمك