
قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، السبت، إن المحادثات بين إيران والولايات المتحدة التي جرت بوساطة سلطنة عمان في روما، السبت، "سارت على ما يرام"، مشيراً إلى أن طهران "تريد الاستمرار في مسارها للحصول على الطاقة النووية كمصدر للطاقة".
واختُتمت الجولة الثانية من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران في روما، حيث ترأس الوفدان المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
ووصفت إيران وسلطنة عمان وإيطاليا، البلد المضيف، المفاوضات بالبناءة، وأعلنوا أن جولة ثالثة مرتقبة السبت المقبل في مسقط، وستسبقها اجتماعات فنية خلال هذا الأسبوع.
وأضاف تاياني في مقابلة على برنامج "الـ4 مساءً" على قناة Rete4 الإيطالية: "كنت على تواصل دائم مع الإيرانيين والأميركيين، وتحدثت، قبل مجيئي هنا، مع وزير الخارجية الإيراني، الذي أبلغني بأنه سيكون هناك اجتماع آخر في مسقط، بسلطنة عمان، على مستوى تقني، في محاولة للمضي قدماً نحو اتفاق يجب أن يؤدي بالتأكيد إلى عدم امتلاك إيران قنبلة نووية"، وفق ما أوردت وكالة "نوفا" الإيطالية.
وتابع: "لنكن واضحين، إيران تريد الاستمرار في مسارها للحصول على الطاقة النووية كمصدر للطاقة"، مشيراً إلى أنه "يجب التحقق من ذلك، وسيتم ذلك من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية بقيادة رافائيل جروسي (المدير العام للوكالة)، الذي سيراقب ما سيقوم به الإيرانيون فعلياً".
واعتبر تاياني أن "هذا هو التصور العام، وإذا سارت الأمور في الاتجاه الصحيح، كما يبدو، سيكون من الممكن بالتأكيد العمل على نزع فتيل إحدى الأزمات التي تسبب فوضى وعدم استقرار كبيرين في الشرق الأوسط".
إيران: اتفاق 2015 لم يعد مناسباً لنا
وقال عراقجي عقب المحادثات إن "المحادثات استغرقت حوالي أربع ساعات وكانت إيجابية"، مضيفاً: "أستطيع القول إن هناك تقدماً، لقد توصلنا إلى تفاهم أفضل واتفاق على بعض المبادئ والأهداف خلال هذه المفاوضات في روما"، وفق ما أوردت شبكة CNN.
لكن عراقجي أوضح في منشور على منصة "إكس" أن الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه عام 2015، والمعروف بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة" (JCPOA) "لم يعد مناسباً لنا".
وأضاف: "بالنسبة لهم، ما تبقى من ذلك الاتفاق هو مجرد دروس مستفادة"، مشدداً على أن "التفاؤل في هذه المرحلة قد يكون مبرراً ولكن بحذر شديد".
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن جولة ثالثة من المحادثات ستُعقد، السبت المقبل في مسقط، فيما ستنطلق محادثات تقنية بين خبراء الجانبين الأربعاء أيضاً في مسقط.
وكان ويتكوف قد قال لشبكة FOX News، الاثنين الماضي، إن "المحادثات مع الإيرانيين في روما ستركز على نقطتين حاسمتين، الأولى هي التحقق من تخصيب اليورانيوم، والثانية التحقق من التسليح، بما في ذلك الصواريخ وأنواعها التي تم تخزينها هناك".
لكن ويتكوف غيّر موقفه لاحقاً في منشور على منصة "إكس"، حيث قال إن أي اتفاق نهائي مع إيران سيتطلب منها "وقف والقضاء على برنامجها لتخصيب اليورانيوم والتسلح النووي".
مسؤول أميركي: تقدم جيّد
ونقل موقع "أكسيوس"، عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله، إن "الجولة الثانية من المحادثات في روما، السبت، والتي استمرت أربع ساعات، أحرزنا تقدماً جيداً في مناقشاتنا المباشرة وغير المباشرة"، مضيفاً: "اتفقنا على الاجتماع مجدداً الأسبوع المقبل، ونعرب عن امتناننا لشركائنا العُمانيين لتسهيلهم هذه المحادثات، ولشركائنا الإيطاليين لاستضافتهم لنا اليوم".
وأصدرت وزارة الخارجية العمانية، السبت، بياناً عقب اجتماعات روما، قالت فيه إن الأطراف توافقت على الإنتقال إلى المرحلة التالية من المباحثات الهادفة إلى "التوصل إلى اتفاق منصف دائم وملزم يضمن خلو إيران بالكامل من الأسلحة النووية ورفع العقوبات بالكامل عنها، مع الحفاظ على حقها في تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية".
وأضافت أن "الحوار والتواصل الواضح هما السبيل الوحيد لتحقيق تفاهم واتفاق موثوق به يخدم مصلحة جميع الأطراف على الصعيدين الإقليمي والدولي"، موضحةً أن "الجولة المقبلة من المباحثات سوف تعقد في مسقط خلال الأيام القليلة القادمة".
بدوره قال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، إن "المحادثات بين أميركا وإيران تكتسب زخماً، وما كان مستبعداً أصبح ممكناً"، مضيفاً أن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستكون حاضرة في أي اتفاق محتمل مع أميركا"، وأنها "ستتولى مهمة الإشراف على التزام طهران بتعهداتها النووية".
جدل في الإدارة الأميركية
وتأتي هذه المحادثات في وقت لا يزال فيه الجدل محتدماً داخل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وبين الولايات المتحدة وإسرائيل، بشأن ما إذا كانت الدبلوماسية أم الضربات العسكرية هي الخيار الأفضل لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، وفق موقع "أكسيوس".
وفي الوقت الراهن، يُبقي ترمب على كبح جماح "صقور الحرب"، بمن فيهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويركز على التوصل إلى اتفاق.
وقال ترمب للصحافيين في المكتب البيضاوي، الجمعة: "أريد لإيران أن تكون عظيمة ومزدهرة ورائعة، لكن لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي، وإذا امتلكوا سلاحاً نووياً، فستكونون جميعاً في وضع سيئ لأن حياتكم ستكون في خطر كبير".
وبينما ركزت الجولة الأولى الأسبوع الماضي في سلطنة عمان على تحديد شكل المفاوضات، قال مسؤولون أميركيون لـ"أكسيوس"، إن هدفهم في الجولة الثانية هو وضع إطار لكيفية سير المفاوضات.
وقبيل محادثات روما، عقد ويتكوف اجتماعاً غير معلن، الجمعة، في باريس مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ورئيس الموساد دافيد برنياع. وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أن رون ديرمر كان موجوداً في نفس فندق ويتكوف في روما.
وقال نتنياهو، السبت، إنه ملتزم بـ"منع إيران من حيازة سلاح نووي"، معتبراً أنه "لن يتنازل ولن يتراجع عن ذلك".
وأضاف نتنياهو في كلمة له :"نستمع الآن لكل من ينتقدون ماقمت به من خطوات في سبيل منع إيران من حيازة السلاح النووي، ولولا هذه الخطوات، لكان لدى طهران سلاح نووي منذ 10 سنوات".