
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، إنه لن ينهي الحرب على غزة قبل القضاء على "حماس"، فيما جددت الحركة الفلسطينية استعدادها للشروع الفوري في تطبيق المقترح المصري بتشكيل لجنة مستقلة لإدارة القطاع بعد التوصل إلى اتفاق شامل لتبادل الأسرى ووقف الحرب وانسحاب إسرائيل من غزة.
وذكر نتنياهو، في كلمة مصورة مسجلة، أن "حماس" تطالب بانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع، بما يشمل ممر فيلادلفيا على الحدود بين مصر وغزة، والمنطقة العازلة التي أقامتها إسرائيل، كما أنها تطالب بـ"ضمانات دولية ملزمة" تمنع إسرائيل من العودة إلى الحرب بعد الإفراج عن المحتجزين.
ولفت نتنياهو إلى أن "حماس" رفضت في نهاية هذا الأسبوع مقترحاً لإطلاق سراح نصف المحتجزين وإعادة عدد من الجثامين، مبيناً أنها اشترطت وقف الحرب وإعادة بناء غزة، وإدخال المساعدات، زاعماً أن "هذه الشروط سوف تمكن الحركة من إعادة التسلح من جديد ومهاجمتنا".
واعتبر نتنياهو أن "شروط الحركة لن تمكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب من تحقيق رؤيته".
وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أنه "لن ينهي الحرب قبل القضاء على الحركة وإعادة كل المحتجزين، بالإضافة إلى ضمان أن غزة لن تشكل تهديداً مستقبلياً على إسرائيل".
"الطرح الأكثر سخرية"
وسخر نتنياهو ممن سماهم بـ"الخبراء الإسرائيليين" الذين يدعون إلى قبول شروط "حماس"، قائلاً: "يطلبون منا الاستسلام الآن، مغادرة غزة وممر فيلادلفيا، وخداع حماس بالوعد بعدم استئناف الحرب، ثم بعد الإفراج عن المحتجزين نستأنف القتال". ووصف هذا الطرح بأنه "الأكثر سخرية"، خصوصاً أن هؤلاء الخبراء يعرضونه علناً "في استديوهات التلفزيون، أمام أعين حماس".
وأضاف نتنياهو: "حماس (...) ليسوا أغبياء. إنهم يطالبون بضمانات دولية ملزمة تمنع تنفيذ هذه الخدعة الواهمة التي يروج لها هؤلاء الخبراء في الاستديوهات". وتابع: "هؤلاء لا يعرفون كيف يعمل النظام الدولي، لا أحد، بما في ذلك الولايات المتحدة أو الصين أو روسيا أو باقي أعضاء مجلس الأمن، سيتعاون مع مثل هذه الخدعة، وهو ما سيجعل العودة إلى الحرب مستحيلة، وسنفقد أي شرعية للقيام بذلك".
واعتبر نتنياهو أن الضغط العسكري كان مجدياً من أجل إطلاق سراح المحتجزين، مستشهداً بإطلاق سراح 196 منهم بينهم 147 على قيد الحياة، مبيناً أنه لايزال لدى حماس 24 محتجزاً على قيد الحياة و25 جثمان، مؤكداً أن المهمة في غزة لم تكتمل بعد، قائلاً: "أنوي استكمالها دون الخضوع للحركة".
"حماس": مستعدون لاتفاق شامل
في المقابل، جددت "حماس"، السبت، استعدادها للتوصل إلى اتفاق شامل لتبادل الأسرى مقابل وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من غزة وبدء الإعمار، وذلك خلال لقاء وفد من قيادات الحركة برئيس المخابرات التركي إبراهيم كالن في تركيا.
وأضافت "حماس"، في بيان، أنها مستعدة للشروع الفوري في تطبيق المقترح المصري بإنشاء لجنة خاصة لإدارة قطاع غزة من مستقلين بعد التوصل إلى اتفاق شامل.
وكانت الحركة قد أعادت الكرة إلى "المربع الأول" للمفاوضات المتعثرة من أجل وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، وذلك بعد ردها على أحدث مقترح إسرائيلي، مساء الخميس، إذ شددت على معارضتها لأي اتفاق جزئي لا يؤدي إلى إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع.
وقال مصدران مطلعان على المفاوضات لـ"الشرق"، إن المحادثات "لم تنهر، لا تزال متواصلة، والوسطاء أكدوا رغبتهم وإصرارهم على مواصلة المفاوضات للوصول لاتفاق تبادل الأسرى ووقف الحرب، وإدخال المساعدات تمهيداً لإعمار غزة"، وهو ما أكده أيضاً لـ"الشرق"، مصدر مطلع قريب من الوسطاء.
وقال قيادي في "حماس" لـ"الشرق"، إن الحركة "حرصت على إرسال ردها الواقعي والوطني مكتوباً للوسطاء"، بعدما أجرت مشاورات "معمقة ومسؤولة" بين "أطرها القيادية السياسية والعسكرية والشورية"، ومع "قادة الفصائل" في غزة.
وأضاف القيادي في "حماس"، وهو عضو في المكتب السياسي للحركة، أن "الفصائل توافقت على رفض أي مناقشات حالياً أو في المستقبل حول سلاح المقاومة، مهما كلف من ثمن".
كثف الجيش الإسرائيلي هجومه على غزة خلال الساعات الـ48 الأخيرة، حيث قتل أكثر من 90 فلسطينياً، وذلك مع استمرار فرض حصار على القطاع منذ 6 أسابيع، إذ يمنع دخول المواد الغذائية والسلع الأخرى.
وقتلت الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 أكثر من 51 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال.