بدء سريان هدنة عيد الفصح في أوكرانيا.. وزيلينسكي يعرض على روسيا وقفاً أطول للنار

time reading iconدقائق القراءة - 5
أوكرانيون يحتفلون بعيد الفصح أمام كاتدرائية القديس ميخائيل في كييف، أوكرانيا، 19 أبريل 2025 - REUTERS
أوكرانيون يحتفلون بعيد الفصح أمام كاتدرائية القديس ميخائيل في كييف، أوكرانيا، 19 أبريل 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

دخلت الهدنة المؤقتة التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا لمدة 30 ساعة بمناسبة عيد الفصح، حيز التنفيذ مساء السبت، فيما عرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هدنة أطول مدتها 30 يوماً.

وذكر بوتين أن الهدنة تدخل حيز التنفيذ بداية من السادسة مساء السبت، بتوقيت روسيا (15:00 بتوقيت جرينتش)، وتمتد حتى نهاية الأحد الساعة (00:00) 12 أبريل بتوقيت موسكو، حسبما نقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء.

وجاءت الهدنة بعد  تنفيذ روسيا وأوكرانيا السبت، أكبر عملية تبادل أسرى بينهما منذ بدء الغزو الروسي الشامل قبل أكثر من ثلاث سنوات، كما أتت بعد تهديد الولايات المتحدة بالانسحاب من الوساطة، ما لم يبد طرفا الصراع جديتهما في التوصل إلى حل.

زيلينسكي يعرض هدنة 30 يوماً

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القتال مستمر في منطقتي كورسك وبيلجورود الروسيتين، ولكنه أشار إلى أن الوضع في بعض المناطق أصبح أهدأ، رغم استمرار عمل المسيرات.

وأضاف زيلينسكي أن "تصريحات بوتين بشأن عيد الفصح لم تصل إلى منطقتي كورسك وبيلجورود"، في إشارة إلى المنطقتين الحدوديتين اللتين تتوغل فيهما القوات الأوكرانية. وأضاف "القتال مستمر، والضربات الروسية لم تتوقف".

وتابع: "إذا كانت روسيا مستعدة بالفعل لاحترام وقفٍ كامل وغير مشروط لإطلاق النار، فإن أوكرانيا ستعتمد النهج ذاته ولن تضرب إلا دفاعاً عن النفس".

وقال: "إجراءاتنا كانت وستظل متكافئة. لا يزال مقترح وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط لمدة 30 يوماً مطروحاً على الطاولة، ويجب أن يأتي الرد عليه من موسكو. أوكرانيا، بالتعاون مع شركائها، مستعدة للتحرك نحو السلام، لكن الأمر يتطلب الاستعداد ذاته من جانب روسيا".

وأضاف أن مثل هذه البادرة، لا سيما خلال عطلة عيد الفصح، "قد تكشف عن النوايا الحقيقية لموسكو".

وجاء الإعلان الروسي عن الهدنة بعد تصريح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وترمب بأنهما بحاجة إلى إشارة عاجلة تدل على جدية الكرملين في تحقيق السلام.

وقالت CNN إن إعلان بوتين عن الهدنة، بدا وكأنه بادرة تجاه ترمب، في محاولة لإظهار نية موسكو في تهدئة النزاع.

حذر أوروبي

ورد الاتحاد الأوروبي بحذر على إعلان الهدنة، مؤكداً أن "موسكو قادرة على وقف الحرب فوراً إذا رغبت في ذلك".

وقالت أنيتا هيبر، المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية والأمنية "لدى روسيا سجل حافل بالاعتداءات، لذا نحتاج أولا إلى رؤية أي وقف فعلي للعدوان وإجراءات واضحة لوقف إطلاق نار دائم".

وأضافت هيبر أنه مضى أكثر من شهر على موافقة أوكرانيا على وقف إطلاق نار غير مشروط.

ومضت تقول "بإمكان روسيا وقف هذه الحرب في أي لحظة إذا رغبت في ذلك حقاً... نواصل دعم أوكرانيا من أجل سلام طويل وعادل وشامل".

واشنطن تهدد بالانسحاب من الوساطة

وقال ترمب، الجمعة، إن هناك "فرصة جيّدة لإنهاء الحرب" بين روسيا وأوكرانيا، ولكنه شدد على ضرورة التوصل سريعاً إلى اتفاق، مهدداً بالانسحاب من الوساطة إذا صعّبت موسكو أو كييف وضع حد للصراع.

وجاء حديث ترمب بعد ساعات من تصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، بأن واشنطن ستنسحب من الوساطة خلال أيام إذا ما لم تكن هناك مؤشرات واضحة على إمكانية التوصل إلى اتفاق.

وأضاف ترمب، خلال حديث للصحافيين في البيت الأبيض، أنه "سيتجاهل" محاولة إنهاء الحرب في أوكرانيا إذا صعّب البلدان وضع حد للصراع، مشيراً إلى أن روبيو "كان محقاً في تصريحاته"، لأن هناك ضرورة للتوصل إلى اتفاق في "أسرع وقت".

وتوصلت روسيا وأوكرانيا بوساطة أميركية إلى اتفاقين جزئيين لوقف إطلاق النار، أحدهما يتعلق بالبنية التحتية للطاقة والآخر بالبحر الأسود، لكنهما تعثرا وأصيب الرئيس الأميركي بالإحباط بسبب عدم إحراز تقدم.

أوروبا إلى طاولة الحوار

وشهدت باريس، الخميس، مباحثات "أميركية– أوروبية" مكثفة، بمشاركة وفد من كييف، بشأن إمكانية إعلان وقف دائم للحرب بين روسيا وأوكرانيا، كخطوة أولية لتحقيق السلام بين البلدين.

فيما بدا أن الإنجاز الأبرز، ما لم يكن الوحيد لهذه المحادثات، هو أنها ضمت أوروبا إلى طاولة المفاوضات، بعد فترة من المساعي الأميركية، المتفرّدة، لإنهاء الحرب، إضافة إلى الإعلان عن اجتماع آخر، مرتقب في المستقبل، للهدف نفسه، في بريطانيا.

وشارك في اللقاءات الماراثونية ماركو بوربيو، مع مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ووفد أوكراني برئاسة رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك ووزير الخارجية أندري سيبيا، بحضور ومشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير خارجيته جان نويل بارو وموفدون من بريطانيا وألمانيا.

وعلمت "الشرق" من مصادر في الإليزيه، أن إيمانويل ماكرون، الذي كان على اتصال دائم مع نظيره الأوكراني، إبان اللقاءات، شارك شخصياً في المحادثات مع بقية المبعوثين، وسعى إلى "تحقيق تقارب كبير لأن الجميع يريد السلام، سلاماً قوياً ودائماً".

تصنيفات

قصص قد تهمك