موسكو / كييف -رويترز
انضم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس بلدية موسكو سيرجي سوبيانين إلى آخرين لحضور قداس عيد الفصح، الذي ترأسه رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل، فيما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أمام كاتدرائية القديسة صوفيا، مواطنيه إلى عدم اليأس من عودة السلام.
وقبل ساعات من حضوره قداس عيد القيامة في وقت متأخر السبت، أمر بوتين القوات الروسية "بوقف كل الأنشطة العسكرية" على خط المواجهة في الحرب المستمرة منذ نحو 3 سنوات حتى منتصف ليل الأحد بتوقيت موسكو (21:00 بتوقيت جرينتش)، لكن كييف وصفت الإعلان بأنه "مجرد حديث" في ظل استمرار القتال.
وجاءت تلك المبادرة بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أنها قد تتخلي عن محادثات السلام خلال أيام ما لم تظهر موسكو وكييف جدية بشأن التفاوض.
ووقف بوتين وسوبيانين في الكنيسة الرئيسية بموسكو، كاتدرائية المسيح المخلص، بينما قاد كيريل موكباً، كما أظهر مقطع مصور للقداس. وكما جرت العادة في السنوات الماضية، حمل بوتين شمعة حمراء مضاءة، مرتدياً بدلة داكنة وقميصاً أبيض وربطة عنق حمراء، ورسم علامة الصليب عدة مرات عندما أعلن كيريل "المسيح قام".
وبالنسبة لبوتين، تُعدّ العقيدة الأرثوذكسية جوهر رؤيته للعالم، ودائماً ما يحضر القداسات خلال الأعياد الكنسية الرئيسية، أما بالنسبة للروس الأرثوذكس، فيُعد عيد القيامة أهم الأعياد الدينية.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن كيريل دعا خلال القداس إلى "إحلال سلام دائم وعادل في ربوع روسيا التاريخية الشاسعة"، في إشارة إلى أراضي العصور الوسطى التي شملت أجزاء مما يُعرف الآن بأوكرانيا وبيلاروس، وروسيا.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن كيريل قوله: "كم كان رائعاً قول لا تُسيء إلى أحد، ولا تُعامل الآخرين بما لا تحب أن يعاملوك به".
وأضاف: "لو التزم الناس بهذه الوصية، لكانت الحياة مختلفة تماماً.. حياة عائلية واجتماعية، بل ودعوني أقول هذا، بين الحكومات".
ويؤيد كيريل بشدة الحرب في أوكرانيا، التي دخلت عامها الرابع.
زيلينسكي يدعو إلى عدم اليأس
من جانبه، دعا زيلينسكي الأوكرانيين، الأحد، في عيد الفصح إلى عدم اليأس من عودة السلام إلى بلادهم والمثابرة للتغلب على صعوبة مسار الحرب الذي يسلكوه منذ 1152 يوماً.
وقال زيلينسكي في مقطع فيديو على منصة "إكس" للتواصل، وهو يرتدي قميصاً أوكرانياً تقليدياً رمادي اللون، ومطرزاً ويقف أمام كاتدرائية القديسة صوفيا، الكنيسة الرئيسية في كييف، إن أوكرانيا لا تفقد الإيمان أبداً.
وأضاف زيلينسكي: "نعرف ما الذي ندافع عنه. نعرف ما الذي نقاتل من أجله، لمن ولمصلحة من.. سيأتي يوم نحيا فيه، يوم السلام، يوم أوكرانيا، يوم يدوم قرناً، وسنتمكن من التجمع مجدداً، على مائدة واحدة، في عيد قيامه سلمي".
وتابع: "بوجه عام وحتى صباح عيد القيامة، نستطيع أن نقول إن الجيش الروسي يحاول خلق انطباع عام بوقف إطلاق النار، لكنه لا يتخلى في بعض المناطق عن محاولات فردية للتقدم وإلحاق خسائر بأوكرانيا".
وأشار إلى مئات من وقائع القصف مساء السبت، مضيفاً أن القوات الأوكرانية أبلغت في وقت مبكر، الأحد، عن 59 واقعة قصف وخمس محاولات هجوم على جبهة القتال.
وكرر زيلينسكي استعداد كييف لتمديد وقف إطلاق النار لثلاثين يوماً، لكنه قال إنه إذا استمرت روسيا في القتال، الأحد، فإن أوكرانيا ستفعل الشيء نفسه، مضيفاً: "أوكرانيا ستستمر في التصرف بالمثل".
فيما أكد الجيش الأوكراني انخفاض النشاط على خط المواجهة، لكنه قال إن القتال لم يتوقف. وقال المتحدث العسكري باسم الجبهة الشرقية الأوكرانية فيكتور تريهوبوف للتلفزيون الأوكراني "إنه (القتال) يقل، لكنه لم يختف. وبصراحة، لم يكن لدينا أمل كبير في أن ذلك سيحدث".
روسيا تتهم أوكرانيا بخرق الهدنة
وقالت وزارة الدفاع الروسية الأحد، إن أوكرانيا "انتهكت وقف إطلاق النار أكثر من ألف مرة"، وأضافت الوزارة، أن القوات الأوكرانية "أطلقت النار على مواقع روسية 444 مرة، كما أطلق 48 طائرة مسيرة خلال الليل، إضافة إلى إحصاء أكثر من 900 هجوم أوكراني بطائرات مسيرة رباعية (كوادكوبتر)".
وأفادت وكالتا أنباء روسيتان بأن عدة انفجارات هزت مدينة دونيتسك، التي تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا، الأحد، رغم وقف إطلاق النار الذي أعلنه الكرملين بمناسبة عيد القيامة.
ونقلت وكالة "تاس" للأنباء عن "خدمات عمليات" محلية قولها إن دوي ثلاثة انفجارات على الأقل سٌمع في دونيتسك التي تخضع لسيطرة روسيا منذ 2014.
وقالت وكالة الإعلام الروسية نقلاً عن مراسلها في المدينة، إن دوي ثلاثة انفجارات على الأقل سٌمع هناك بعد الساعة 06:00 بتوقيت جرينتش.
تصنيفات
