
أفادت وسائل إعلام مقربة من جماعة "الحوثيين" في اليمن، الأحد، بأن مقاتلات تابعة إلى الجيش الأميركي شنت سلسلة غارات على عدة محافظات يمنية، منها صنعاء والحديدة وصعدة ومأرب، وذلك ضمن حملة توعدت خلالها الولايات المتحدة بمواصلة استهداف الجماعة حتى توقف الهجمات على سفن في البحر الأحمر.
وأوضحت وسائل الإعلام أن حصيلة الغارات الأميركية على سوق وحي فروة الشعبي بمديرية شعوب بالعاصمة صنعاء، ومديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، ارتفعت إلى 15 شخصاً، و30 جريحاً في حصيلة غير نهائية. وأضافت أن فرق الإسعاف والدفاع المدني تواصل جهودها للبحث عن ضحايا تحت الأنقاض.
وفي وقت سابق من الأحد، قال رئيس المجلس السياسي لجماعة "الحوثي"، مهدي المشاط، إن جماعته لم تتضرر سوى بنسبة 1% من الغارات الأميركية، مضيفاً أن جميع أهداف هذه الهجمات مدنية.
ونقلت قناة "المسيرة" التابعة إلى "الحوثيين"، عن المشاط قوله إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب "لم يحقق شيئاً في اليمن سوى قتل المدنيين، وانحدار سمعة أميركا بسبب تهوره.. المجازر كلها مدنية وأعيان مدنية".
وتنفذ الولايات المتحدة عملية عسكرية موسعة ضد "الحوثيين"، أسفرت بحسب الجماعة اليمنية عن قتل وإصابة العشرات. وقال ترمب إن الهجمات على "الحوثيين" ستتواصل حتى إزالة ما وصفه بالخطر الذي يمثلونه على الملاحة البحرية.
وتشن جماعة الحوثي، هجمات على السفن في البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023 دعماً للفلسطينيين في غزة، ما ترتب عليه تعطيل التجارة العالمية.
إضعاف قوة "الحوثيين" الاقتصادية
والجمعة، أنهى الجيش الأميركي الأسبوع الخامس من حملته ضد "الحوثيين" بتدمير ميناء رأس عيسى النفطي، شمال الحديدة على البحر الأحمر، مشدداً على أنه لا شحنات وقود إلى مناطق سيطرة الجماعة، وأن الهدف من الضربة "إضعاف مصدر القوة الاقتصادية" للجماعة.
وقالت CENTCOM، في بيان حينها، إن "الحوثيين استمروا في الاستفادة اقتصادياً وعسكرياً من الدول والشركات التي تُقدم دعماً مادياً لمنظمة أجنبية مُصنفة إرهابياً".
وذكرت أن الجماعة اليمنية "تستخدم الوقود لدعم عملياتهم العسكرية كسلاح للسيطرة، وللاستفادة اقتصادياً من اختلاس عوائد الاستيراد".
وشددت القيادة على ضرورة "تزويد الشعب اليمني بهذا الوقود بشكل شرعي". وتابعت: "على الرغم من إدراج اليمن على قائمة الإرهاب الأجنبي الذي دخل حيز التنفيذ في 5 أبريل، استمرت السفن في توريد الوقود عبر ميناء رأس عيسى. تُموّل أرباح هذه المبيعات غير القانونية بشكل مباشر جهود الحوثيين الإرهابية وتدعمها".
وأفادت القيادة، بأن القوات الأميركية "اتخذت إجراءات للقضاء على هذا المصدر للوقود للإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران، وحرمانهم من الإيرادات غير المشروعة التي موّلت جهودهم لإرهاب المنطقة بأكملها لأكثر من 10 سنوات".
وأوضحت أن الهدف من هذه الضربات "إضعاف مصدر القوة الاقتصادية للحوثيين، الذين يواصلون استغلال مواطنيهم وإلحاق الأذى بهم"، مشيرةً إلى أنه "لم يكن القصد من هذه الضربة إلحاق الأذى بالشعب اليمني، الذي يسعى، بحق، إلى التخلص من الحوثيين والعيش بسلام".
ودعت القوات الأميركية "الحوثيين ومن يدعمهم ويدعم أعمالهم الإرهابية عمداً، إلى أن العالم لن يقبل بتهريب الوقود والمواد الحربية إلى منظمة إرهابية".