دبي-الشرق
أفادت مصادر مطلعة على المحادثات الرامية إلى إنهاء حرب أوكرانيا بأن إطار السلام الذي قدمته الولايات المتحدة لأوكرانيا يشمل "اعترافاً أميركياً بشبه جزيرة القرم كجزء من روسيا"، واعترافاً غير رسمي بسيطرة موسكو على المناطق التي استحوذت عليها جرّاء الحرب، مشيراً إلى أن واشنطن خفضت تمثيلها في محادثات لندن التي تنعقد، الأربعاء، لبحث المقترح بسبب مؤشرات على رفض كييف، بحسب موقع "أكسيوس".
وذكر الموقع أن الوثيقة الأميركية مكونة من "صفحة واحدة" قدمتها الولايات المتحدة لمسؤولين أوكرانيين في باريس الأسبوع الماضي، وتصف المقترح بأنه "العرض النهائي" للرئيس الأميركي دونالد ترمب، إذ يقول البيت الأبيض إنه مستعد للتخلي عن الأمر إذا لم تتوصل الأطراف إلى اتفاق قريباً.
بحسب المصادر، يتطلب اقتراح ترمب "تنازلات كبيرة" من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي سبق وأن استبعد قبول احتلال روسيا للقرم وأجزاء من 4 مناطق في شرق أوكرانيا.
وبينما أفادت تقارير بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرض تجميد خطوط القتال الأمامية الحالية من أجل التوصل إلى اتفاق، فقد سبق له أن رفض عناصر أخرى من الإطار الأميركي، مثل قوة حفظ سلام أوروبية على الأراضي الأوكرانية.
وذكر مصدر مقرب من الحكومة الأوكرانية أن كييف ترى الاقتراح متحيزاً بشدة لصالح روسيا، قائلة إنه "يوضح بجلاء المكاسب الملموسة التي ستحصل عليها موسكو، لكنه يذكر ما ستحصل عليه أوكرانيا بشكل غامض وعام."
مكتسبات روسيا بموجب خطة ترمب للسلام في أوكرانيا
- اعتراف أميركي "قانوني" بسيطرة روسيا على القرم.
- اعتراف فعلي باحتلال روسيا لمعظم مناطق لوجانسك والأجزاء المحتلة من دونيتسك وخيرسون وزابوروجيا.
- وعد بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، وتشير الوثيقة إلى أن كييف يمكن أن تنضم إلى الاتحاد الأوروبي.
- رفع العقوبات المفروضة على موسكو منذ عام 2014.
- تعزيز التعاون الاقتصادي بين روسيا والولايات المتحدة، خاصة في قطاعي الطاقة والصناعة.
مكتسبات أوكرانيا بموجب خطة ترمب للسلام في أوكرانيا
- "ضمان أمني قوي" يتضمن مجموعة غير رسمية من الدول الأوروبية وربما أيضاً دولاً غير أوروبية ذات توجه مماثل. الوثيقة غامضة بشأن كيفية عمل هذه القوة لحفظ السلام ولا تذكر أي مشاركة أميركية.
- استعادة الجزء الصغير من مقاطعة خاركيف الذي تحتله روسيا.
- حرية مرور في نهر دنيبرو الذي يمر على طول خط الجبهة في أجزاء من جنوب أوكرانيا.
- تعويض ومساعدات لإعادة الإعمار، رغم أن الوثيقة لا توضح مصدر التمويل.
عناصر أخرى ضمن خطة ترمب للسلام في أوكرانيا
- اعتبار محطة زابوروجيا للطاقة النووية، أكبر منشأة من نوعها في أوروبا، أرضاً أوكرانية، لكنها ستدار من قبل الولايات المتحدة، مع تزويد الكهرباء لكل من أوكرانيا وروسيا.
- تشير الوثيقة إلى اتفاق المعادن بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، والذي قال ترمب إنه سيتم توقيعه الخميس.
وأوضح "أكسيوس" أنه تم إعداد الخطة بعد لقاء ستيف ويتكوف، مبعوث ترمب، مع بوتين لأكثر من 4 ساعات، الأسبوع الماضي.
ويسافر ويتكوف إلى موسكو في وقت لاحق هذا الأسبوع لحضور لقائه الرابع مع بوتين، حسبما أعلن البيت الأبيض، الثلاثاء.
أوكرانيا تريد هدنة 30 يوماً
ومن المتوقع أن يتغيب كل من ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو عن محادثات في لندن، الأربعاء، يشارك فيها مسؤولون من الولايات المتحدة وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، رغم أنهما كانا يخططان للحضور مسبقاً. وبدلاً من ذلك، من المنتظر أن يقود المبعوث الأوكراني كيث كيلوج الوفد الأميركي.
وقال مسؤول أميركي مشارك في المناقشات إن روبيو وويتكوف عملا معاً "لتطوير إطار عمل يقربنا من إنهاء الحرب".
ومع ذلك، اعتبر المسؤول أنه خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، ظهرت مؤشرات من الأوكرانيين بأنهم يرغبون في مناقشة وقف لإطلاق النار لمدة 30 يوماً خلال اجتماعات لندن بدلاً من إطار خطة السلام التي قدمها ترمب.
وتابع المسؤول: "تم اتخاذ القرار بعدم سفر الوزير إلى لندن. وبدلاً من ذلك، سيواصل الوفد الأميركي إجراء محادثات مع نظرائه في المملكة المتحدة وأوكرانيا".
وكتب روبيو، على منصة "إكس" أنه أجرى محادثة "مثمرة" مع نظيره البريطاني ديفيد لامي ويتطلع "للمتابعة" بعد مناقشات لندن.
تصنيفات
