دبي -
اندلعت، اليوم الثلاثاء، احتجاجات عنيفة في شوارع العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إثر مصرع المغني المحلي المشهور هاشالو هونديسا، في حادث إطلاق نار مساء أمس الاثنين.
وسقط 50 شخصاً على الأقل وجرح مئات في بلدة أداما جنوب شرقي العاصمة، على خلفية المظاهرات التي شهدتها البلاد، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" عن طبيب في المستشفى الرئيسي للبلدة.
وينتمي المغني الراحل إلى إثنية الـ"أورومو" التي تمثل الغالبية في إثيوبيا، واشتهر بأغانيه السياسية المناهضة للحكومة السابقة، التي كانت تسيطر عليها إثنية "تيغري"، قبل صعود آبي أحمد من إثنية الـ"أورومو" للرئاسة عام 2018.
وذكرت صحيفة "أديس ستاندراد" الإثيوبية أن هاشالو هونديسا تعرض لإطلاق نار في العاصمة أديس أبابا، وتم نقله إلى مستشفى "تيرونيش بكين" حيث توفي متأثراً بجروحه.
عنف في شوارع أديس أبابا
ووفقاً لوكالة "رويترز"، فإن حركة المرور توقفت صباح الثلاثاء في الشوارع الرئيسية في أديس أبابا، بسبب احتشاد آلاف المتظاهرين الذين أشعلوا النار في إطارات السيارات ورفعوا شعارات تندد بوفاة المغني هاشالو هونديسا.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن مواجهات عنيفة نشبت بين المتظاهرين ورجال الشرطة الذين استخدموا الغاز المسيل للدموع. ونقلت عن أطباء قولهم إن شخصين من المتظاهرين سقطا خلال الاحتجاجات في بلدة شيرو، غرب العاصمة الإثيوبية.
وأكد مراسل وكالة "رويترز" في أديس أبابا أن السلطات المحلية قطعت اتصالات الإنترنت، وهو إجراء اعتادت البلاد اتخاذه خلال الاضطرابات في الشوارع.
ونشرت صفحات إثيوبية على "فيسبوك" مقاطع فيديو لمظاهرات في أديس أبابا تظهر خلالها عناصر الشرطة وهي تطلق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين.
تحقيق مستمر
وأعلن رئيس قسم شرطة العاصمة الإثيوبية غيتو أرغاو أن المغني هاشالو هونديسا تعرض لإطلاق النار عند الساعة التاسعة والنصف من مساء الاثنين. وأضاف أن عناصر الشرطة يحققون في ملابسات الجريمة، وأوقفوا بعض المشتبه بهم، من دون أن يعلن عن أي تفاصيل أخرى.
وقدم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي ينتمي أيضاً إلى إثنية الـ"أورومو"، تعازيه في وفاة المغني الشاب. ووعد في تغريدة على "تويتر" بالتحقيق في الحادث، داعياً المواطنين إلى الهدوء.
توترات إثنية
وبرز المغني هاشالو هونديسا بأغانيه السياسية خلال الفترة الممتدة بين عامي 2015 و2018، حين كانت إثنية الـ"أورومو" تعارض الحكومة التي كانت تسيطر عليها آنذاك إثنية "تيغري"، قبل أن تسفر انتخابات 2018 عن فوز آبي أحمد بمنصب رئيس الوزراء، ليصبح بذلك أول سياسي من إثنية الـ"أورومو" يتولى المنصب.
وتمكن آبي أحمد من إنهاء صراع إثني طويل داخل إثيوبيا وقام بإصلاحات اقتصادية وسياسية كبيرة وعزّز الحريات الفردية، غير أن بعض مناصريه انقلبوا ضده خلال السنوات الأخيرة واتهموه بمحاولة إرساء الدكتاتورية في إثيوبيا، ومن ضمنهم جوهر محمد الذي ينتمي إلى إثنية الـ"أورومو"، ويمتلك مجموعة قنوات إعلامية كبيرة في إثيوبيا.
وكتب جوهر، الذي أصبح من معارضي أحمد آبي، في تدوينة على "فيسبوك: "إنهم لم يقتلوا هاشالو هونديسا فقط، بل أطلقوا الرصاص في قلب أمة الأورومو مجدداً".
وأضاف جوهر "يمكنكم أن تقتلونا، لكنكم لن تستطيعوا أبداً أن توقفونا".
